-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات ملوكه
اللقب
المشاركات 6378
النقاط 10
بيانات اسير الاحزان
اللقب
المشاركات 88728
النقاط 72914

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات غيِمـة عـِطِـراَلًيومُية ) ~
 
 
   
{ مركز تحميل الصور الملفات  )
   
   

 

{ ❆فَعِاليَآت غيتِمـة عِـطِـر ❆ ) ~
                          

{ ❆التميز خلال 24 غيِمـة عـِطِـر ❆) ~
 

اعلانات غيمة عطر

عدد مرات النقر : 1,459
عدد  مرات الظهور : 51,574,832 
عدد مرات النقر : 1,439
عدد  مرات الظهور : 51,574,823 
عدد مرات النقر : 1,459
عدد  مرات الظهور : 51,574,817 
عدد مرات النقر : 1,423
عدد  مرات الظهور : 51,574,807 
عدد مرات النقر : 1,424
عدد  مرات الظهور : 51,426,716

عدد مرات النقر : 2,086
عدد  مرات الظهور : 51,574,310

عدد مرات النقر : 1,134
عدد  مرات الظهور : 40,958,972

العودة   منتديات غيمة عطر > عطر العامة > فلسطين في قلوبنا

الإهداءات

اللهم فى يوم الجمعه طهر قلوبنا واستر عيوبنا واغفر ذنوبنا واشرح صدورنا واحفظ احبتنا واكفنا شر ما في الغيب واختم بالباقيات الصالحات اعمالنا كلمة الإدارة

معلومات ....عن تاريخ فلسطين ... العصور القديمة ....قبل الأديان ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معلومات ....عن تاريخ فلسطين ... العصور القديمة ....قبل الأديان ... 1ـ العصور القديمة: العصر الحجري القديم: وهو يمتد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 22-09-2020
همس الروح متواجد حالياً
    Female
Awards Showcase
 
 عضويتي » 555
 جيت فيذا » Feb 2019
 آخر حضور » منذ 3 يوم (11:39 AM)
آبدآعاتي » 117,443
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » همس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond repute
ام ام اس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 
افتراضي معلومات ....عن تاريخ فلسطين ... العصور القديمة ....قبل الأديان ...

Facebook Twitter




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معلومات ....عن تاريخ فلسطين ...
العصور القديمة ....قبل الأديان ...





1ـ العصور القديمة:

العصر الحجري القديم:

وهو يمتد من نصف مليون سنة قبل الميلاد إلى 14,000 سنة قبل الميلاد، وقد عثر الباحثون على مخلفات العصرين الأبيفيلي والأشولي في عدد من كهوف الكرمل وشمال بحيرة طبريا، كما وجدت هياكل عظمية في جبل المكبر وشمال غرب بحيرة طبريا ترجع إلى جنس بشري يعرف بالنياندرتال الذي يعدّ أهم حلقات تطور الجنس البشري.

العصر الحجري الوسيط ويمتد من 14,000 سنة ق.م إلى 8000 سنة ق.م:

الحضارة في فلسطين خلال هذا العصر يطلق عليها الحضارة النطوفية، نسبة إلى مغائر النطوف شمال القدس. وقد تم العثور على شواهد تشير إلى ظهور مجموعة بشرية جديدة يبدو أنها أسست لحضارة فلسطينية محلية تركزت على الساحل الفلسطيني.

عاش النطوفيون في المغائر والكهوف في جبال الكرمل وتلال القدس والخليل وأريحا وقرب بحيرة الحولة، واعتمدوا في معيشتهم على الصيد وجمع الثمار.

ترك النطوفيون بقايا أدوات صوانية مسننة كالمناجل والأجران والمطارق الحجرية والقطع الصوانية مختلفة الأحجام، إذ عثر في أحد كهوف الكرمل على ما يزيد عن 4000 قطعة من هذا النوع، كما عثر على عظام غزلان وعظام كلاب. ويستدل الباحثون من هذه اللقى على أن النطوفيين كانوا قد عرفوا الاستقرار في تلك المنطقة.

وكشفت أثريات عين المالحة عن بيوت حجرية وأماكن لتخزين الغذاء، كما دلت الاكتشافات على أن النطوفيين كانوا يدفنون موتاهم تحت الأماكن السكنية، وقد عثر على قلائد وحلي مرتبة على شكل حلقات حول رأس الميت. وعثر في عدد من القبورعلى صبغة حمراء مصنوعة من أكاسيد الحديد. وعرف النطوفيون التجارة وكانت لهم اتجاهات فنية خاصة بدليل التماثيل الرملية التي عثر عليها في مغارة الزويتيني والمجسمات المنحوتة من عظم الغزال في وادي فلاح، فضلاً عن رؤوس السهام الصوانية في أريحا.

العصر الحجري الحديث 8000ق.م- 4500ق.م:

عثر على عدة بيوت سكنية تعود إلى هذا العصر في عين المالحة ولكن لم يعثر على دلائل تقود إلى اكتشاف الزراعة في ذلك الوقت. ويعتبر الباحثون أريحا من أهم مناطق الشرق القديم التي تمثل فترة الانتقال من الصيد إلى الاستقرار، والدليل على ذلك البيوت المبنية بالطوب المجفف بالشمس التي تم اكتشافها في أريحا، والتي تعود إلى العصر ما قبل الفخاري. وقد بني حول المدينة سور بعد أن ازداد عدد سكانها إلى 2000 شخص، وكان السور مبنياً من الحجارة المتراصة عرضه 1.82م وضم برجاً دائرياً وخزان للمياه ومخزن للحبوب ولا يزال البرج قائماً إلى اليوم وارتفاعه 9.14م. وقد تبين من الدراسات التي أجريت على بعض المواد المتفحمة أن هذا الانجاز المعماري يعود إلى 7000ق.م. أي قبل الأهرامات بأربعة آلاف عام. ودلّت الحفريات على أن الفخار ظهر لأول مرة في فلسطين في حوالي 6000ق.م، واستخدم النحاس منذ سنة 4500ق.م، ويطلق على الحضارة التي بدأت باستعمال النحاس اسم الحضارة الغسولية نسبة إلى تليلات الغسول شمال البحر الميت. وامتازت أدوات هذا العصر بدقة التصنيع والبدء بصقل وتلوين الفخار، وقد اشتهر بهذه الصناعات سكان تل أبو مطر(المطريون). ويعدّ موقع تمنة قرب المناعية من أقدم مراكز تعدين النحاس. واكتشفت عدة مواقع تعود للعصر نفسه تقع بين جبال الخليل والبحر الميت، كما اكتشف فخار يعود إلى هذا العصر في الخضيرة وعثر فيه على أواني تحتوي على عظام موتى.

العصر البرونزي: 3200-1200ق.م:

يبدأ هذا العصر بظهور مدافن رأسية تنسب إلى جماعات قضت على حضارة العصر الحجري النحاسي. وتلت مرحلة المدافن الرأسية مرحلة ظهور مدن محصنة أقيمت على هضاب مرتفعة ذات موقع دفاعي، وانتشرت هذه المدن في الشمال والوسط حيث المياه وطرق التجارة. ومن أهم هذه المواقع تل القدح وخربة الكرك قرب طبريا وبيسان والعفولة وتل تعنك وتل المتسلم (مجدو) في مرج ابن عامر ورأس الناقورة وأريحا القديمة وتل الفارعة وتل النصبة وتل الدوير وتل عراد وتل بيت مرسيم ومواقع أخرى كثيرة.

سميت تلك الفترة بعصر دويلات المدن بعد أن زاد عدد سكان فلسطين وأصبح للمدن قوة سياسية واقتصادية. بعد ذلك دخلت فلسطين في العصر البرونزي الوسيط الذي امتاز بوفرة المصادر المكتوبة التي تذكره.

في النصف الأول من الألف الثاني ق.م تولى الهكسوس (ملوك الرعاة الأجانب) السلطة في مصر لمدة 200 سنة وسيطروا على سورية وفلسطين. وبعد انتهاء حكم الهكسوس أواسط القرن السادس عشر ق.م وقعت سوريا وفلسطين تحت الحكم المصري المطلق. وتدلي وثائق تل العمارنة بمعلومات تفصيلية عن تلك الفترة وما تخللها من عنف وبطش وتدمير أصاب عددا من المدن الفلسطينية.

العصر الحديدي: 1200ق.م – 330ق.م: في القرنين 13 و12ق.م شهدت فلسطين وسورية والأردن تأسيس عدد من الممالك، كما استقبلت عددا من الهجرات أبرزها هجرة الشعب الفلسطيني الذي جاء إلى جنوب كنعان تدريجياً. واستطاع الفلسطينيون بناء قوة سياسية وتأسيس عدد من المدن على الساحل أهمها عسقلان ومنهم جاءت تسمية فلسطين التي أصبحت تطلق على الأرض الفلسطينية المعروفة اليوم منذ القرن السادس قبل الميلاد.

امتزج الفلسطينيون بالكنعانيين بسرعة واستعملوا لغتهم وعبدوا آلهتهم (داجون وبعل وعشتار)، وسيطروا على صناعة وتجارة الحديد ومنه استمدوا قوتهم العسكرية. وأسس الفلسطينيون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد خمس مدن رئيسة هي غزة وجات وأسدود وعسقلان وأكرون وكانت كل مدينة دويلة مستقلة بذاتها، ومع ذلك كثيرا ما تحالفت هذه المدن لصد العدوان الخارجي، لكنهم اضطروا في عهد الملك تغلات فلاسر الثالث (القرن 8ق.م) إلى دفع الجزية للآشوريين وذلك حتى دخول الاسكندر المقدوني وتبعية المنطقة من بعده للرومان.

2ـ سدوم وعمورة:

سدوم تعني إحراق، ذكرت لأول مرة في التوراة كوصف لحدود أرض كنعان. وبسبب خصوبة أراضيها اختارها لوط مسكناً له، وقد غزاها الملك كدر لعومر مع حلفائه وأخذوا منها السبايا والغنائم إلا أن إبراهيم تصدى لهم وتغلب عليهم واسترد منهم السبايا والغنائم.

يعتقد علماء الآثار أن سدوم تقع تحت لسان البحر الميت. إذا أنها، وحسب الكتب المقدسة خربت لفساد أهلها، فصارت مضرباً للمثل في الخطيئة والشر، وتنسب إليها السدومية، أي الشذوذ الجنسي الذي انتشر بين قوم لوط الذين نزلوا سدوم التي أحرقتها نار السماء فلم ينج منهما غير لوط وابنتيه.

عمورة معناها الغرق، وهي بلدة تقع في غور الأردن اقترن أسمها بسدوم، وكانت أيضاً مسكناً للوط وقومه. وقد أغرقت المدينتان بماء البحر كما جاء في الأثر.

3ـ العموريون:

العموريون شعب سامي عربي هاجر من شبه الجزيرة العربية في وقت مبكر إلى بادية الشام وقد أطلق عليهم هذا الاسم سكان العراق الذين أشاروا إلى جهة الغرب بكلمة "أمورو" ومن ثم أصبحت الكلمة تدل على سكان المناطق الغربية بالنسبة إلى العراق. وقد ورد ذكر العموريين في المدونات العراقية في الألف الثالث قبل الميلاد، وهناك دلائل تشير إلى ازدياد عددهم واشتداد خطرهم على بلاد بابل في الألف الثالث قبل الميلاد، منها أن الملك شوسين، ملك أور، أقام في حصن ليحمي البلاد من هجماتهم، وكان العموريون في نظر سكان العراق أقواماً بدوية غير مستقرة تتصف بخشونة الطبع، وقد وصفته أسطورة سومرية:

"إن السلاح رفيقه ولا يثني الركبة (لا يخضع).

يأكل اللحم نيئاً

ولا يمتلك بيتاً طوال حياته

ولا يدفن في قبر بعد موته"

لكن تاريخ العموريين في العراق أهم من تاريخهم في الشام، وقد وصفتهم التوراة بأنهم قوم جبابرة، ودارت بينهم وبين الإسرائيليين معارك شديدة انتهت لصالح الإسرائيليين بعد أن هزموا ملكهم سيحون هزيمة نكراء.

4ـ العرب قبل الإسلام في فلسطين:

يرجع تاريخ وجود العرب في فلسطين إلى الألف الأول قبل الميلاد، وهناك ما يدل على حرب الملك البابلي لهم في فلسطين في الألف الثالث ق.م.

وقد كانت فلسطين ضمن ما عرف بالعرب الحجرية والتي وقعت تحت سيطرة الرومان، وقد قسمت فلسطين إلى ثلاثة أجزاء؛ هي فلسطين الأولى والثانية والثالثة وكانت كل منها عبارة عن مدينة مركزية تتبعها بقية المنطقة المحيطة.

خلال الألف الأول قبل الميلاد تنافس السبأيون والمعينيون على السيادة على الواحات التي تمر بها طرق التجارة، وقد غلبت قبيلة غسان على بلاد الشام كلها فملكها الروم على العرب الموجودين في الشام، وهكذا ارتبطت القبائل العربية بمخططات السياسة الرومانية الفارسية، فقد دفع الرومان إتاوة سنوية لقبيلة ثمود مقابل اعترافها بسلطان الروم.

ظهر الأنباط شرق البحر الميت في القرن السادس ق.م، وقد تدرجوا من الرعي إلى الزراعة، ثم إلى التجارة فاتسعت مملكتهم لتشمل جنوب وشرق فلسطين وسواحل البحر الأحمر وصولاً إلى دمشق.

أدت الخلافات والصراعات الناتجة عن سياسات بيزنطة وفارس إلى تفتت الكيانات العربية. وبحلول القرن السابع الميلادي كانت أوضاع العرب في بلاد الشام متدهورة ومهيأة للفتح الإسلامي.

ازداد التدفق العربي خلال القرن الثالث الميلادي وكثرت القبائل التي جاءت إلى الشام مثل بني كلب الذين ورثوا مجد الغساسنة، وقبائل أخرى استوطنت الرملة وطبريا.

5ـ الخابيرو:

ظهرت اللفظة في وثائق تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد. وكان الخابيرو يثيرون الفزع في فلسطين إبان عصر العمارنة، الى الحد الذي دفع عبد خيبا، ملك القدس الى مكاتبة أخناتون قائلا: "إن الخابيرو يدمرون كل بلاد الملك، وانصاعت بلاد الملك للخابيرو".

مازالت هناك مشكلة في تحديد هوية الخابيرو، لكن ما عرف عنهم يؤكد أنهم كانوا ينزعون إلى تحقيق مكاسب مادية عن طريق النهب والسلب وشن الغارات على المجتمعات المستقرة. وفي حال عدم توفر ظرف للسلب والنهب كانوا يتحولون إلى مرتزقة. وقد يتحولون إلى عمال أو عبيد إذا دفعهم الظرف إلى ذلك. وهذا ما دفع الكثير من المؤرخين إلى اعتبارهم طبقة وليس شعباً يشبهون ما عرف بظاهرة الصعاليك في العصر الجاهلي.

6ـ كنعان:

أطلق اسم كنعان على المنطقة الواقعة بين نهر العاصي شمالاً والعريش جنوباً. وهي حدود المملكة المصرية القديمة، وضمت المنطقة فلسطين وفينيقية.

ثمة نقاش حول أصل الكنعانيين يصل حدّ الاختلاف. هل كانوا أقواما تسللوا بين العموريين، أم أنهم العموريون أنفسهم. ويشير أنصار الرأي الأول أن هذا التسلل تم في القرن 21ق.م فيما عرف بحملة الأطواق. مع هذا وذاك فإن الكنعانيين ساميون دون أدنى شك.

أذعنت كنعان للحكم المصري لترافقه مع استقرار أحوالهم، وذلك بعد أن شن تحتمس الثالث 16 حملة على أرض كنعان حتى تمكن من الاستيلاء عليها، ودامت هذه الحال حتى مجيء امنمحتب الرابع أو أخناتون الذي اهتم بالإصلاح الديني دون السياسي، فاستغل الحثيون والعموريون هذا الظرف فاحتلوا المنطقة ودمروها. لكن الفراعنة تمكنوا من طردهم خلال حكم الأسرة 19 في أواخر القرن 14ق.م.

في أوائل القرن 12ق.م هاجمت أقوام إيجية مصر وأرض كنعان من الجنوب والشمال واستوطنت جنوب فلسطين واندمجت بالكنعانيين فنشأ بذلك الفينيقيون. كما سيطر الفلسطيون على المناطق الجنوبية واستمروا يحكمونها حتى مجيء الملك داوود.

أهم المدن الكنعانية كانت جبيل في لبنان ومجدو في فلسطين، أما مجدو فكانت محصنة بسور ذي بوابة مؤلفة من ثلاثة أبواب يلي بعضها البعض، أقيم في داخله معبد وقصر. وكان الكنعانيون يدفنون موتاهم في قبور منحوتة في الصخر.

تميز العصر الكنعاني بصناعة الخزف الذي كان غاية في الجمال، وابتكروا طلاءه باللون الأحمر وصقلوه. وصنعوا تماثيل لجنود بأسلحة وصاغوا آلاف الأشكال من مواد مختلفة ابتداء بالذهب وانتهاء بالحجارة.

في العصر البرونزي المتأخر تضاءلت المدن وتراجع الفن نتيجة الضرائب التي كانت تفرضها مصر على كنعان.

ونتيجة لازدهار التجارة ظهرت الكتابة الأبجدية، وقد استعمل الكنعانيون خمسة أشكال من الكتابة، الهيروغليفية والمسمارية والكتابة الأبجدية والكتابة الجبيلية وكتابة رأس شمرا.

7ـ الفراعنة:

منذ أقدم العصور زوّد سكان فلسطين الجنوبية المصريين بالأيدي العاملة، وذكر ذلك على حجر بالرمو من عهد الملك جر من ملوك الأسرة الأولى، ووردت في كتابات الأسرة الثالثة أسماء عدد من الحصون منها حصن ونت، وهو أول حصن في فلسطين من الناحية الغربية تحت مدينة رفح. كما ظهرت في رسومات صقارة معركة بين المصريين والشاسو "بدو فلسطين". وكانت حملة أوني على فلسطين، في عهد الملك بيبي الأول آخر المعارف عن فلسطين في الدولة القديمة.

بعد أن وحد منتوحتب مصر بداية الأسرة الحادية عشرة (2160-2000ق.م)، نشطت حملاته العسكرية التي من أهمها حملته على سورية وفلسطين.

في عهد الأسرة 12 ازداد النشاط الدبلوماسي إلى فلسطين وما وراءها كما تدل وثائق تل العمارنة. وفي عهد الدولة الوسطى استوردت مصر الماشية من فلسطين إضافة إلى بعض المنتجات الآسيوية. من جهة أخرى عثر في كل من سوريا وفلسطين على آثار مصرية، بعضها مرفق بنصوص تتحدث عن زيارات شخصية وحروب وبعثات دبلوماسية. وعثر على تماثيل وأختام مصرية في فلسطين؛ في مجدو وتل العجول، جنوب غزة وجزر وأريحا وتل يمّا، غرب بحيرة طبرية وتل الدوير وبلاطة وبيسان. كما أن اللغة المصرية والديانة المصرية والزخرفة المصرية وجدت سبيلها إلى فلسطين.

في عهد الأسرة الثامنة عشرة طارد أحمس الهكسوس إلى جنوب فلسطين، وقام تحتمس الثالث بحملة على فلسطين واستطاع المصريون إخماد ثورة الممالك الفلسطينية في موقعة مجدو (تل التسليم).

في بداية القرن 14 ق.م ضغط الحثيون من الشمال وثارت المدن العمورية وضعفت سلطة مصر في فلسطين ولم ترجع إلا في عهد الأسرة 19، والتي هاجر أثناء حكمها الإسرائيليون إلى فلسطين (أرض كنعان) إلى شرق وادي عربة والبحر الميت حوالي نهاية القرن 14ق.م، على أن بعض المصادر ترجح أن ذلك تم في منتصف القرن 13 ق.م.

8ـ الفرزيون:

ورد ذكر هذا الشعب في سياق الحديث عن الشعوب التي كانت تسكن أرض كنعان قبل الغزو الإسرائيلي، لكن أغلب الباحثين لم يتمكنوا من تحديد هويتهم أو تاريخ قدومهم إلى فلسطين. إذ رجّح بعضهم أن الفرزيين لم يكونوا من الشعوب السامية، وربطهم البعض بالشعب الحوري الذي انتشر خلال الألف الثاني قبل الميلاد في الشرق الأدنى. وكان الفرزيون يشتغلون بالحدادة وربما جاؤوا إلى فلسطين عبيداً، وقد اكتشف اسم "بيزو" الذي قد يكون أصل تسميتهم في مدونات مدينة نوزي الحورية شرق العراق.

بعض المؤرخين يربطون أسمهم بلفظ (بيرازوت) وتعنى المدن غير المسورة على افتراض إقامتهم خارج المدن والقرى لعملهم في الرعي، لكن لم يتوصل الباحثون إلى اكتشاف ما يؤكد ذلك، مع أن التوراة ذكرتهم بكونهم كانوا يعيشون في أرض كنعان عندما قدم إليها إبراهيم الخليل.

9ـ العبرانيون:

تنسب التوراة العبرانيين إلى إبراهيم العبري، أما المختلف عليه، فهو سبب تسميته بالعبري. فهناك عدة روايات في هذا المضمار من ضمنها أن هذه التسمية مردّها عبوره نهر الأردن أو الفرات، أو بسبب اسم أحد أجداده "عيبر".

العبرانيون هم رابع شعب سامي استوطن أرض كنعان، بعد العموريين والأراميين والكنعانيين. وقد جاؤوا على ثلاث دفعات، أولها من بلاد الرافدين في القرن 18ق.م، وثانيها في القرن 14ق.م مع الأراميين، وثالثها من مصر بقيادة موسى في القرن 13ق.م.

اختلط العبرانيون البدو بالكنعانيين والعموريين فنشأ جيل متحضّر من العبرانيين، وتعلموا من الأقوام التي سبقتهم الزراعة والقراءة والكتابة. وتحولوا عن لغتهم الأرامية إلى اللغة الكنعانية.

يبدأ تاريخ العبرانيين بهجرة إبراهيم من بلاد الرافدين إلى فلسطين عن طريق حران حيث أقام مع قبيلته قرب حبرون (الخليل)، ومن بعده أصبح حفيده يعقوب زعيماً للعبرانيين وأطلق عليه اسم إسرائيل وأطلق على أخيه اسم أدوم وسكن جبل سعير مع جماعته وعرفوا بالادوميين.

برز من بين أولاد يعقوب يوسف الذي حصل على إذن من فرعون لإقامة أهله في مصر لأجيال كثيرة، ثم هاجروا منها إلى فلسطين بقيادة موسى في الثلث الأخير من القرن 13ق.م.

بعد عبورهم سيناء، أقام العبرانيون فترة في فلسطين، خاضوا خلالها حرباً انتصروا فيها على سيحون ملك العموريين وعوج ملك باشان، وسقطت في أيديهم مجموعة من مدن فلسطين مثل أريحا فاستباحوها ثم أحرقوها. واستوطنت قبيلتا يهوذا وبنيامين الأراضي المحيطة بالقدس أما باقي القبائل فقد استوطنت السهول الشمالية.

استغرقت فترة الاستيطان قرناً كاملاً امتد بين القرنين 12،11ق.م، ويطلق عليها المؤرخون فترة "عصر القضاة"، حيث كان القضاة محاربين أقوياء وحكاماً وطنيين، كان من أبرزهم دبورة، باراق، جدعون وشمشون الذين قادوا العبرانيين في حروبهم ضد الفلسطينيين إلى النصر. لكن الفلسطينيين كانوا على معرفة بصهر الحديد واستخدامه في الحرب، فازدادت قوتهم مع مرور الزمن، حتى تمكنوا من أن يهزموا العبرانيين. أنشأ العبرانيون أثناء سيطرتهم على بعض أرجاء فلسطين دولة بطابع ملكي، لكن ملكهم الأول شاؤول هزم في معركة جلبوع أمام الفلسطينيين الذين قتلوا ثلاثة من أولاده وأجبروه على الانتحار، وقطعوا رأسه وسمروا جسده على سور بيسان وأرسلوا سلاحه المغنوم إلى معبد عشتار. إلا أن داوود تمكن من التغلب عليهم في معركة صرع فيها العملاق الفلسطيني جوليات بحجر من مقلاعه، وتم تتويجه ملكا على العبرانيين.

يعتبر داوود (1004-963ق.م) مؤسس الدولة الحقيقي، إذ نجح خلال حكمه في توسيع نفوذ الدولة واعتمد حصن أورشليم عاصمة لدولته، وبنى فيه معبداً ليهوه، وتعتبر فترة حكمه الفترة الذهبية الأولى على المستوى السياسي والأدبي.

وفي عهد سليمان بن داوود (963-923ق.م) وصلت المملكة العبرانية إلى أوجها، وقامت علاقات مع الصوريين الذين ساهموا في بناء أسطول عبري اختص بتجارة البحر الأحمر.

بعد موت سليمان اجتمع ممثلو القبائل لمبايعة رحبعام بن سليمان، فردّ عليهم بقسوة وجلافة فاتفقوا (باستثناء قبيلتي يهوذا وبنيامين) على عدم مبايعته، وانتخبوا يربعام ملكاً، وأطلقوا على مملكتهم اسم إسرائيل، واتخذوا شكيم عاصمة، ثم ترزة ثم السامرة، في حين ثبتت قبيلتا يهوذا وبنيامين على الولاء لرحبعام وكونتا مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم وبدأ الصراع بين المملكتين.

أشهر ملوك إسرائيل هو عمري (885-874ق.م) الذي بنى السامرة وجعلها عاصمة ملكه. لكن خليفته آخاب كان ضعيفاً وسمح بعبادة الاله الفينيقي بعل، مما جعل ياهو أحد ضباطه يثور عليه ويطيح به.

أدى ظهور الملك الأشوري تغلات بلاسر الثالث (745-727ق.م) إلى الحد من توسع مملكة إسرائيل وقام شلمنصر الخامس، وبعده صارغون الثاني بتأديب يوشع آخر ملوك إسرائيل وسبي أفضل رجاله واقتيدوا إلى فارس فتلاشت بذلك مملكة إسرائيل.

أما المملكة الثانية"يهوذا" فقد بقيت إلى أن احتل نبوخذ نصر أورشليم عام 597ق.م وقتل الملك المتمرد يهوياقيم (608-597ق.م)، ولكن خليفته ثار بعد أشهر ليعود نبوخذ نصر ويسبي ملك أورشليم وعين صدقيا ملكاً عليها. لكنه ثار عليه فكانت النهاية باجتياح نبوخد نصر عام 586ق م أورشليم وتدميرها مع جميع المدن اليهودية وسبي ما لا يقل عن 50 ألفاً إلى بابل بعد أن سمل عيني صدقيا وقتل أولاده أمامه، وأنهى آخر مملكة عبرية في التاريخ.

10ـ الحثيون:

هم شعب هندو-أوروبي نزح إلى بلاد الأناضول أواخر الألف الثالث قبل الميلاد.

بيّنت الوثائق المصرية علاقة الحثيين بالأسرة 18، وذكرت الوثائق العراقية علاقتهم بآشور. ويتفق المؤرخون على أنهم هاجروا من أوروبا إلى الأناضول على دفعات صغيرة ، خلال سنوات طويلة واستقروا في بلاد تسمى "خاتي" وهي التي ذكرت في التوارة باسم "حيث".

يقسم تاريخ الحثيين السياسي إلى 3 عهود:

ـ المملكة القديمة: بدأ هذا العهد سنة 1800ق.م، ومن ملوكه حاتوشيليش الذي غزا سوريا لأول مرة ومورشيلش الذي أسقط دولة بابل عام 1600ق.م.

ـ عهد الإمبراطورية: وهو أعظم عهودهم وحققوا فيه انتصاراتهم التي رفعتهم إلى مستوى الدول العظمى، وبلغت أوج مجدها عام 1375-1335 ق.م في عهد شوبيلوليوما الذي مد سلطانه على سورية.

ـ سقوط الدولة الحثية: عام 1200 ق.م سقطت الدولة الحثية فجأة على يد أقوام بربرية، وحارب الآشوريون ما تبقى من دويلات الحثيين حتى سقط آخرها على يد صارغون الثاني سنة 711 ق.م وانتهى بذلك تاريخهم.

تواجد الحثيون في فلسطين بأعداد كبيرة وذكرت التوراة أن النبي إبراهيم اشترى منهم كهفاً وأن بني إسرائيل تزاوجوا معهم. ولكن جميع الآراء التي وردت عنهم لا تجد ما يدعمها حتى الآن، فهم مازالوا من غوامض التاريخ، وخاصة فيما يتصل بوجودهم في فلسطين.

دوّن الحثيون نصوصهم باللغة المسمارية وبخط مشابه للخط الهيروغليفي، وكانوا يعبدون آلهة متعددة من بلاد الأناضول والعراق، وبرعوا في النحت المجسم والنقش.

11ـ الحوريون:

الحوريون من الشعوب التي ظهرت في الشرق الأدنى في القرن الثالث قبل الميلاد، واضطلعت بدور واضح في حياة المنطقة السياسية والحضارية منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد. وقد كانوا من بين الشعوب التي أقامت في فلسطين قبل الغزو الإسرائيلي.

أول ما عرف عنهم جاء في رسالة، اكتشفت في تل العمارنة (1887م) من الملك توشراتا (ملكهم) إلى أمنحتب الثالث (1413-1377 ق.م). وفي عام 1906م اكتشف الألماني وينكلر طبقة من الآثار الحورية وعثر على عدد من النصوص التي ورد فيها اسم "خاري".

بعد استقرارهم في العراق، بدأ الحوريون في الانتشار بين الأناضول وفلسطين والبحر المتوسط وجبال زاغروس، وقد أشارت التوراة إليهم والوثائق المصرية كذلك. مع سقوط دولة بابل في تلك الفترة وانحسار النفوذ الحثي عانت آشور من ضعف شديد، مما أتاح الفرصة لظهور وازدهار الحوريين الذين وصلوا إلى مناطق كثيرة وانضم بعضهم إلى الهكسوس.

استطاعت جماعة من الهندو-أوروبيين فرض سيطرتها على الحوريين لسبب غير واضح، وأقامت دولة عرفت بالدولة المتيانية، وكان يشار إليهم بلقب ماريانا، ومعناه محارب.

وتشير النصوص التي توفرت إلى وجود الحوريين في المنطقة في القرن 16 ق.م، على رأس عدد من الإمارات الصغيرة مثل دولة (علالاخ)، وقد دخلوا مع المصريين في حرب طاحنة في قادش، وكان حاكم القدس في القرن 14 ق.م من الحوريين، وقد تأثر بهم الإسرائيليون وتزاوجوا معهم، حتى أن يعقوب تزوج امرأتين حوريتين هما راحيل وليئة. وظهرت بعض آثارهم في القوانين اليهودية، وقال بعض المؤرخين إن الحوريين والعبرانيين عاشوا معاً في العراق قبل أن يأتوا إلى فلسطين وذلك للتشابه الكبير بينهما.

كان الحوريون يتكلمون لغة لا تنتمي لأي من اللغات المعروفة، واستخدموا الخط المسماري العراقي في وثائقهم. أما ديانتهم فعبدوا فيها آلهة متعددة، وكان إلههم الأعظم (كوماري)، فيما كان (تيشوب) إله العاصفة أكثر الآلهة شعبية وانتشاراً، وزوجته الإلهة (خيبا)، وعبد الحوريون كذلك الآلهة (مثرا)، (فارونا)، (أندرا) و(عشتار) إلهة السومريين.

نقل الحوريون حضارة سومر إلى بلاد الأناضول ونقلوا الحضارة الحثية إلى سورية والعراق، ومازالت "واشوكاني" عاصمة دولتهم التي وردت في آثارهم غير مكتشفة إلى اليوم.

12ـ المؤابيون:

شعب سامي نزل منطقة مؤاب شرق الأردن فعرف بها، وتقع بين الصحراء ونهر الأردن والبحر الميت، وهم، حسب التوراة من نسل لوط وابنته، وقد ورد اسمهم في التوراة مع العموريين وتشير لغتهم إلى أنهم من الشعوب الكنعانية، أما توقيت أقامتهم في مؤاب فتشير الآثار إلى أنه بين القرنين 14، 13ق.م، وقد قامت مملكتهم في فترة فقدت فيها مصر سيطرتها على فلسطين. وحين وهنت امبراطورية الحثيين تهيأت الفرصة للمؤابيين، ووقعت بينهم وبين جيرانهم حروب كثيرة انتصروا في بعضها وهزموا في بعضها، أهمها صراعهم مع العموريين في شمال مملكتهم، وقد أوقع بهم الملك العموري سيحون هزيمة مذلة.

اتصفت علاقتهم بالإسرائيليين بالعداء، وذلك بعد أن منع المؤابيون الإسرائيليين من المرور في أراضيهم بعد التيه، فوقعت بينهم حروب كثيرة انتصر في بدايتها الملك المؤابي عجلون وفرض الضرائب عليهم، لكنه اغتيل فتراجع المؤابيون إلى شرق الأردن، ثم عادوا لسيتردوا بعض نفوذهم. لجأ إليهم داوود فاراً من الملك شاؤول، لكنه، وبعد استتباب حكمه في مملكته عاد إليهم محاربا ونجح في اخضاع منطقة مؤاب. بعد وفاة سليمان ضعفت الدولة اليهودية فاستعاد المؤابيون استقلالهم ووسعوا حكمهم.

تولي ميشع عرش مملكة مؤاب سنة 870ق.م، وكان أقوى ملوكهم وأنجحهم، فأعلن الثورة على إسرائيل واستعاد استقلال بلاده وأعاد بناء المدن التي هدمها الإسرائيليون، وقد عثر على مسلة تعتبر أهم ما عثر عليه من آثار مؤابية فقد بينت لغتهم وفن النحت لديهم.

حدث صراع على الحكم بعد وفاة ميشع عام 840ق.م، فهاجمها اليهود والأراميون مما أدى إلى تقلص حدودها وتحولها إلى مملكة غير مؤثرة.

سقطت إسرائيل سنة 721ق.م بعد هجوم الدولة الآشورية، فاستغل المؤابيون الظرف واستعادوا حكمهم، وتجنبوا حرب الأشوريين، فقدموا الهدايا والجزية لهم فتفادوا بذلك دمار مملكتهم، وازدهرت الحياة مرة أخرى في مؤاب.

بعد سقوط أشور أصبحت مؤاب تابعة للدولة الكلدانية سنة 612ق.م، لكنهم وقعوا في خطأ استراتيجي حين ساندوا صدقيا على الدولة البابلية سنة 589ق.م، لكنهم سرعان ما تخلوا عن اليهود بمجرد دخول البابليين، فحقد عليهم اليهود لدرجة أن كلمة مؤابي أصبحت مرادفة لكلمة مجرم.

لم يغفر نبوخذ نصر للمؤابيين موقفهم الأول، فغزا مؤاب سنة 582ق.م ودمر عدداً من مدنها ونقل بعض سكانها إلى بابل وبذلك وضع نهاية لمملكة مؤاب.

عبد المؤابيون كيموش إله الحرب وقدموا له الضحايا، كما مارسوا الختان، واعتمد اقتصادهم على الزراعة والرعي والتجارة وملكوا الكثير من الحيوانات، حتى أن ملكهم ميشع لقب بـ"سيد الشياه".

13ـ العمالقة:

ترجع نسبة العمالقة إلى جدهم عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، ورغم حقد التوراتيين على العمالقة وتشويه صورتهم في التوراة، إلا أنه يستدل من التوراة أن العمالقة كانت لهم مستوطنات في جنوب فلسطين حول مدينة قادش برنيع والبتراء وجبال سعير، وأنهم سيطروا على طرق التجارة إلى إيلات وغزة ومصر، وقد وقفوا في وجه الإسرائيليين الآتين من مصر، وظلوا يحاربونهم من عهد موسى (13ق.م) إلى عهد حزقيا أواخر القرن الثامن قبل الميلاد.

14ـ اليبوسيون:

قبل احتلال القدس من قبل الملك داوود، عرفت باسم يبوس، وعرف سكانها باسم اليبوسيين، وقد اختلف علماء الأنثروبولوجيا اختلافاً حقيقاً حول أصلهم وسنوات قدومهم إلى يبوس.

فرأى بعضهم أن اليبوسيين ساميون ورجح دخولهم في الألف الثالث قبل الميلاد، ولكن الذي لا شك فيه أن وجودهم يعود الى القرن 15ق.م حسب رسائل تل العمارنة، ولم توجد أدلة على انتشارهم خارج يبوس ويدل هذا على قلة عددهم. ومع ذلك فقد ظلوا يحكمون المدينة لعدة قرون قبل أن يستولي عليها داوود، وقد قاوموا الغزو بشدة، وبقي نفوذهم قوياً حتى بعد الاحتلال الإسرائيلي للمدينة بدليل أن داوود نفسه عندما أراد أن يبني معبداً اضطر لشراء الأرض منهم، ولكن يبدو أنهم استعادوا استقلالهم بعد سقوط دولة اليهود عام 586ق.م.

15ـ الفلسطيون:

الفلسطيون قوم هاجروا من بحر إيجة إلى أرض كنعان، وهم الذين أعطوا "فلسطين" أسمها. دفعتهم الفوضى التي سادت مناطق آسيا الصغرى والبلقان في نهاية القرن 13ق م إلى البحث عن مناطق آمنة فجاؤوا إلى أرض كنعان.

بمرور السنين تمكن الفلسطيون من استيطان المدن الواقعة بين يافا وغزة، ولم يقيموا سوى مدينتين داخليتين هما اللد وصقلغ، وكانت باقي مدنهم على الساحل. وحافظ الفلسطيون على ثقافتهم فلم يحاولوا الاختلاط بسكان البلاد من العناصر السامية خصوصاً وأنهم جلبوا نساءهم معهم فلم يضطروا للمصاهرة الخارجية، واقتبسوا نظام الحكم الفينيقي وكانت أشدود عاصمتهم.

انتصروا على العبرانيين سنة 1050ق.م وغنموا منهم تابوت العهد الذي يحوي الوصايا العشر ونسخة التوراة الأصلية وحملوه إلى أشدود، ويعزو المؤرخون انتصار الفلسطينيين إلى تفوقهم في صناعة الأسلحة. حتى أن العبرانيين كانوا يصلحون أسلحتهم لدى حدادين فلسطينيين.

تفككت وحدة المدن الفلسطينية فتمكن منهم العبرانيون في عهد الملك داوود، فبدأ بعدها اختلاطهم بالعناصر السامية ولم يعد بالإمكان التمييز بينهم.

16ـ الحويّون:

لم يرد ذكر هذا الشعب في غير التوراة، وبسبب أن التوراة مقتضبة، فإن الكثير من تاريخ هذا الشعب مازال غامضاً. فقد نسبتهم التوراة إلى كنعان، وبالتالي فهم من الشعوب السامية التي استوطنت فلسطين قبل مجيء الإسرائيليين. ويؤيد بعض العلماء مثل سبايزر ويسانده جرنتر أن الحويين اسم محرف عن حووئيا مما يعني أن الحوريين والحويون هما شعب واحد. أقام الحويون في شكيم "نابلس" وجبعون، وقد خرجوا على الإجماع الذي قرر الوقوف في وجه الإسرائيليين وتجنبوا الحرب وتقربوا إلى يوشع بن نون لئلا يتعرض لهم، فسالمهم يوشع وعفا عنهم ثم بدأ يستخدمهم في جمع الحطب ونقل الماء مما أثار غضب الشعوب الأخرى عليهم، فحاول ملك القدس العموري ضربهم في جبعون لكنهم استجاروا بيوشع فأنجدهم، لكن كل هذه التنازلات التي قدمها الحويون لم تمنع الإسرائيليين من نهب أراضيهم وسلب أغنامهم وسبي نسائهم واختطاف أولادهم كما جاء في سفر التكوين.

17ـ الآراميون

الآراميون مجموعة القبائل الناطقة باللغة الآرامية، وقد جاؤوا من بادية الشام وانتشروا بين بابل وفلسطين.

نشبت حروب عديدة بين الآراميين واليهود منذ عهد الملك شاؤول [1020ق.م] والملك داوود [963ق.م] والملك سليمان [923ق.م] إلى زمن أحاز ملك يهوذا [720ق.م].

ذُكر الآراميون في نقوش آشورية من عهد الملك "تغلات فلاسر الأول" [1115ـ 1077ق.م]، وتقول النقوش إن هذا الملك أرغم الآراميين على التراجع إلى ما وراء الفرات وتعقبهم حتى جبال بشري، ويقول الملك: "لقد حاربت الآراميين 28 مرة، بل اجتزت الفرات مرتين في سنة واحدة، وطردتهم من تدمر في بلاد أمورو وغنمتُ أموالهم وأتيت بها إلى آشور".

وورد ذكرهم في إحدى رسائل تل العمارنة [1375ق.م] وفي سجلات الملك الآشوري شلمانصر الأول [1274ـ 1245ق.م].

استقر الآراميون في الجزيرة وبلاد الشام منذ القرن 11ق.م عند انهيار الإمبراطورية الحثية وضعف مملكة آشور، فاستطاعت القبائل الآرامية أن تجتاز نهر الخابور وتتقدم نحو نهر دجلة، فوصلت إلى نصيبين شمالاً، وبسطت نفوذها في الجنوب، وتمكن زعيمهم "أداد أبال الدين" [1067ـ 1046 ق.م] من الاستيلاء على عرش بابل بمساعدة الآشوريين كي يبعدوا الآراميين عن آشور.

قام الآراميون بتأسيس عدة ممالك وإمارات في تلك الفترة مثل بيت عدن وأرام النهرين ومملكة فدان أرام، وانتهز الآراميون فرصة ضعف الآشوريين فأقاموا عدة ممالك على أنقاضهم مثل سمأل وبيت أغوشي وحماة وبيت معكة وجشور في شرق الجليل وأرام دمشق وهي أهم الممالك الآرامية وأشهرها، ورغم كل هذه الممالك لم يستطع الآراميون جمع القبائل المتفرقة، فظلت دويلاتهم متنازعة وإن قامت محاولات للتأليف بينها.

استطاع الملك داوود التغلب على الآراميين، لكن ملك دمشق رصين الأول استأنف محاربة الإسرائيليين في عهد سليمان وبسط نفوذه على أكثر الدويلات الآرامية. وبعد موت سليمان قام الملك بن حدد الأول واستغل انقسام العبرانيين وهاجم ملك إسرائيل بالاتفاق مع يهوذا وانتزع أجزاءً من الجليل وجلعاد.

بلغت مملكة أرام دمشق أوجها مع الملك حزائيل [842ـ 796 ق.م] الذي ضرب الإسرائيليين في جميع أماكنهم وهدد أورشليم، لكن المملكة أخذت تضعف من بعده حتى تمكن تغلات فلاسر الثالث من الاستيلاء على دمشق سنة 732 ق.م، وجاء بعده صارغون الثاني فقضى نهائياً على استقلال الآراميين.

كان الآراميون أصلاً من البدو الحفاة، لكنهم عندما أسسوا ممالكهم برعوا في التجارة التي أكسبتهم مكانةً مرموقة في تاريخ الحضارة، فقد سيطرت القبائل الآرامية على طرق المواصلات بين مناطق الهلال الخصيب، وتنقلت قوافلهم حاملة الأرجوان والمنسوجات والكتان والنحاس والأبنوس والعاج، مما أدى إلى زيادة ثرواتهم وتحسن علاقاتهم بالشعوب وانتشار لغتهم التي امتازت بسهولة كتابتها فأصبحت اللغة السائدة في فلسطين والشرق الأدنى.

لم يكن للآراميين ديانة خاصة بهم، فكانوا يعبدون آلهة سومرية وأكادية وحثية وكنعانية وفينيقية وغيرها، غير أن أكبر آلهتهم كان الإله "حدد" وكان أكبر معابده في منبج شمال سورية.

عُبدت مع "حدد" زوجته "آتارغاتيس" إلهة الخصب والأمومة، وقد عبدها اليونان والرومان أيضا وسمّوها "الربة السورية". كما عبد الآراميون كذلك الإله سين إله القمر عند البابليين، وعبدوا الإله الآشوري "شمس" و"رشف" إله الحرب الفينيقي، وكذلك آلهة الكنعانيين إيل وبعل وبعل شمين.

18ـ المِدْيَنِيّونْ:

ورد ذكرهم في القرآن الكريم في قصتي موسى وشعيب، وتذكر التوراة أن مدين هو أحد أبناء إبراهيم. تحالف المدينيون مع المؤابيين ضد الإسرائيليين، فحقد الأخيرون عليهم، وحاربوهم وانتصروا عليهم بقيادة النبي موسى، وقتلوا ملوكهم الخمسة وسبوا النساء والأطفال ونهبوا المواشي وأحرقوا المدن.

تحالف المدينيون مع العمالقة وقاموا بعدة هجمات على أطراف دولتهم مما أزعج الإسرائيليين كثيراً فقام جدعون بن يواش بمباغتة المدينيين وحلفائهم في وادي زرعين وأسر ملكين من مدين وقام بقتلهما والتمثيل بهما، ولم يعد لهم بعد ذلك شأنا.

19ـ الجرجاشيون:

قوم من الساميين من سلالة كنعان، يعتقد أنهم أقاموا في الجبال المحيطة بالقدس، وقد حاولوا الوقوف في وجه الغزو الإسرائيلي، إلا أنهم وقعوا تحت نفوذهم وسلبت أراضيهم.

20ـ آرام معكة

دويلة أرامية صغيرة تقع شمال شرق بحيرة الحولة، وقد مثلت أقصى امتداد سياسي للأراميين، جنوباً، ارتبط سكانها بسكان جشور حتى أن "تاملي" ملك جشور أطلق على ابنته اسم معكة وهي إحدى زوجات الملك داوود.

ذكرت معكة في التوراة عدة مرات، وورد عنها وقوفها مع العمونيين والأراميين في حروبهم ضد الملك داوود، وكانت تمدهم بالخيل والعربات. وتورد المصادر أن العمونيين أرسلوا لمعكة ألف قنطار من الفضة ثمنا للخيول والعربات التي قدمتها لهم في الحرب. وقعت معكة تحت حكم الملك داوود بعد انتصاره على الآراميين.

21ـ الرفائيون:

قوم من الكنعانيين استوطن منطقة (باشان) شرق الأردن قبل الغزو الإسرائيلي، وقد أقاموا في البلاد زمن هجرة إبراهيم الخليل.

وتشير المصادر الاوغاريتية والفينيقية إليهم، وقد اشتهروا، حسب التوراة بضخامة أجسادهم، مما جعلهم من بين العمالقة. وأشهر ملوكهم "عوج" ملك باشان، وفي أيامه كان الرفائيون من أشد أعداء قوم موسى، فقد أعلنوا الحرب عليهم لمنعهم من المرور بمناطقهم، لكن الإسرائيليين انتصروا عليهم وطردوهم من موطنهم.

تدل الإشارات على تمتع الرفائيين بمنزلة روحية خاصة بين الشعوب، فكان لفظ رفائي يدل على كلمة "روح"، وقد دعا ملك صيدا قائلا: "إن كل من يلحق الدمار بقبري لن يكون له مكان مع الرفائيين"، وفي الأوغاريتية "رفوم" تعنى شخص ذو طبيعة إلهية.

22ـ الفينيقيون:

هم الأقوام السامية التي سكنت الساحل الشرقي الجنوبي من المتوسط، وقد سماهم اليونانيون الفينيقيين منذ القرن 12ق م وقد كانوا يعرفون قبلها بالكنعانيين.

أما تركيبتهم فهي مزيج من الكنعانيين والقبائل التي هاجرت من بحر إيجة. وقد أقام الفينيقيون منذ منتصف القرن 12ق.م عدة مدن مثل بيروت وأرواد وجبيل وصيدا وصور، وبدأت بالتبادل التجاري مع اليونان وشمال أفريقيا، وقد كانوا يفضلون التجارة على الحرب.

في سنة 853ق.م جرت معركة قرقر بين الفينيق وآشور انتصر فيها الآشوريون وفرضوا الجزية على المدن الفينيقية، لكنها وقعت تحت حكم البابليين بعد انتصارهم على الآشوريين سنة 605ق.م على يد نبوخذ نصر. وعادت لتصبح تحت حكم آخر بعد انتصار الفرس على البابليين سنة 538ق.م.

ولما جاء الاسكندر سنة 333ق.م تمتعت المدن الفينيقية بنوع من الاستقلال الذاتي، لكنها بدأت بالتأثر بالحضارة الهلينية وعلومها، وخاصة الهندسة. وبعد ذلك استمر حكم البطالمة حتى جاء السلوقيون عام 198ق.م فأصبحت المدن الفينيقية تابعة للسلوقيين، لكنها بدأت بالاستقلال تدريجياً حتى عام 64ق.م حينما أخضعها القائد بومبيوس للحكم الروماني.

عبد الفينيقيون عدداً كبيراً من الآلهة مثل بعلة جبيل، بعل رشف، أدونيس، أشمون أدورنيس، ملقارت وبعل إيم، لكن عشتاروت كانت تعبد في جميع المدن الفينيقية. وقد انتشرت الديانة المسيحية في مدن فينيقية منذ نشأتها.

اعتنى الفينيقيون بموتاهم، فقد كانوا يضعون المأكولات والمشروبات في أوان خزفية داخل القبر ويدفنون مع الميت أغلب ممتلكاته وبعض المسكوكات. تهلهلت معالم الشخصية الفينيقية بعد الفتح العربي لبلاد الشام واندمجت في الواقع الجديد.

23ـ الأخمينيون:

شعب آري هاجر إلى إيران في بداية القرن العاشر قبل الميلاد، واستقر في منطقة بارسوا التي حرّفت إلى فارس فيما بعد.

سنة 559ق.م تولى العرش كورش الثاني، فحوّل الدولة إلى إمبراطورية شاسعة ضمت فلسطين بين أطرافها.

ساعد كورش اليهود على العودة من بابل إلى فلسطين، وهذا سبب مدح المصادر اليهودية للأخمينيين والدعاية لهم، وسمح لهم بإعادة بناء هيكلهم الذي دمره نبوخذ نصّر.

برع الأخمينيون في التنظيمات الإدارية واقتبسوا من حضارات الشعوب الأخرى، فأخذوا الخط المسماري ثم الخط الهجائي الآرامي واستعملوا المسكوكات، وفي عهدهم انتشرت الديانة الزردشتية إلى جانب ديانتهم الوثنية الأصلية.

سقطت الدولة الأخمينية على يد الإسكندر المقدوني عام 330ق.م.

24ـ الأيدوميون:

هم من سكان فلسطين الأصليين استوطنوا جنوبي البحر الميت، وهم من أصول عبرانية وعربية. وأطلق على المنطقة اسم ايدوم ومنها أخذ القوم أسمهم، ويعتقد أنها سعير حالياً في قضاء الخليل. وحسب التوراة فإن هذه الجماعة تنسب إلى أيدوم أي الأحمر بالعبرية، كما يسمى الأيدوميون بالعماليق وأيدوم هو الاسم الثاني لعيسو بن اسحق والأيدوميون هم من نسل أيدوم.

يعتبر تاريخ الايدوميين السياسي من أغمض تواريخ الأقوام التي استوطنت فلسطين، وأول ما ورد عنهم كان قصة موسى حين أرسل وهو في طريقه من مصر إلى فلسطين رسولاً ليفاوض ملك الأيدوميين للسماح للعبرانيين بالمرور من أراضيه، ورفض الملك الأيدومي وهدد بقتالهم، فاضطر موسى لاتخاذ طريق أطول للوصول إلى أريحا.

وبعدما اشتد ساعد العبرانيين (1004 ق.م) أخضعوا الأيدوميين لسلطانهم، وفي أواخر حكم سليمان (923 ق.م) تحررت آدوم من السيطرة العبرانية.

ومع ذلك كان هناك علاقات حسنة بين الشعبين، حتى أن يهورام ملك إسرائيل استعان بالأيدوميين في حملته ضد المؤابيين (842ق.م). وفي عهود بعض ملوك يهوذا ساءت العلاقات، فثأر الأيدوميون من ملك يهوذا يورام بن يهوشافاط فقام خليفته أمصيا بن يؤاش (795-786ق.م) بحملة هزم فيها الايدوميين واستولى ابنه عزريا على مدينة أيلة (ايلات) على خليج العقبة.

انتقل الأيدميون إلى مرحلة صد العدوان عن أراضيهم فيما بعد، لكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من السيطرة طويلاً على فلسطين الجنوبية، فاضطروا لدفع الجزية للأشوريين. وخلال فترة سبي بابل قام الأيدوميون بالتوسع في فلسطين الجنوبية واستولوا على أقسام من يهودا.

خضع الأيدوميون للسيطرة اليهودية في القرن الثاني قبل الميلاد، وأخضعوا للديانة اليهودية بالسيف. عندما استولى الرومان على سورية في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، سميت المنطقة الجنوبية من فلسطين "ايدومية". وتذكر المصادر أن الأيدوميين لم يخلفوا معالم حضارة وراءهم.

25ـ آشور:

ما يعنينا هنا من مملكة الأشوريين هو علاقتها بفلسطين، فأول ملك آشوري ذكر فلسطين كان الملك أداد نيراري الثالث "805-772ق.م".

قام تغلات بلاسر الثالث "747 ق.م" بغزو مدن فلسطين فانتصر على ملك غزة واحتل عمون وآدوم ومؤاب ويهودا، ودفع له مناحيم ملك إسرائيل ألف قنطار من الفضة كجزية.

أطلق تغلات بلاسر الثالث على إسرائيل اسم "بيت عومري"، وكان له نصيب من الأحداث في فلسطين، إذ استعان به أحاز ملك يهوذا لحمايته من (فقح) و(رصين) ملكي إسرائيل ودمشق، فحاربهما تغلات بلاسر الثالث وخلع فقح عن العرش ووضع هوشع ملكاً ولكن الثمن الذي دفعه أحاز كان سبباً لانهيار اقتصاد يهودا فيما بعد.

حوصرت السامرة في عهد شلمانصر الخامس "726-722ق.م" وسقطت على يد الملك صارغون الثاني 721-705 ق.م، فانهارت بسقوطها دولة إسرائيل.

حارب صارغون المدن الفلسطينية التي أعلنت العصيان عليه، وتجددت الاضطرابات في عهد ابنه سنحاريب 704-681ق.م، وثار نبلاء عكرة على ملكهم الموالي للأشوريين، وسلموه إلى حزقيا ملك يهودا الذي ثار اعتماداً على تأييد مصر له. فغزا سنحاريب المدن الفلسطينية وانتصر على الجيش المصري الذي ناصرها، وحاصر القدس، لكن أهلها أمطروه بالهدايا الثمينة ففك الحصار عنها.

ورأى الملك أسرحدون أن فلسطين لن تهدأ إلا إذا وضع حدا للتدخل المصري، فغزا مصر وأسقط الحكم الحبشي فيها (680-669ق.م). فتوقف التدخل المصري في فلسطين حتى نهاية الدولة الآشورية. وكان آشور بانيبال آخر ملك آشوري قوي غزا فلسطين وانتصر على يهودا وأدوم ومؤاب وغزة وعسقلان.

بدأت علاقة الآشوريين بفلسطين في القرن التاسع قبل الميلاد وانتهت عام 625ق.م، وخلال هذه الفترة أسقط الآشوريون دولة إسرائيل وتركوا يهودا ضعيفة لتسقط على يد نبوخذ نصر الكلداني.

26ـ الهكسوس:

حكام آسيويون حكموا مصر من [1730ـ1560ق.م]، وقد أطلق عليهم هذا الاسم المؤرخ المصري مانيثون في عهد البطالمة، وقد قال: "جاء الهكسوس من آسيا واستولوا على مصر دون قتال وأسروا زعماء البلاد وأحرقوا المدن وهدموا معابد الآلهة وقتلوا كثيرا من السكان واستعبدوا النساء والأطفال".

وكلمة هكسوس تعني الملوك الرعاة، وفي تفسير آخر ملوك البلاد الغربية. وتؤكد الشواهد التاريخية على أن الهكسوس كانوا خليطاً من عدة أقوام سامية وعربية وعمورية وكنعانية وقد بدأت المسألة بتسلل مجموعات صغيرة منهم إلى وادي النيل طلباً للرزق، وكانت مصر في حالة فوضى بعد انهيار الأسرة 12، فاستفاد الهكسوس واستولوا على الدلتا الشرقية وأعادوا بناء معبد سيت عام 1720ق.م، على عكس ما يدعيه ماثينون من تخريب.

تعاقب على حكم مصر عدة ملوك من الهكسوس اشتهر منهم الملك خيان الذي استمر في الحكم خمسين عاماً.

في عهد الهكسوس اتحدت مصر وفلسطين وسوريا، ونشأت علاقات تجارية وثقافية مع بلاد الشرق الأدنى، وفي عهدهم انتشراستخدام الخيول واستعمال البرونز والأقواس. كما أخذ المصريون عنهم طريقة السقاية بالشادوف وطرقاً جديدة في النسيج وبعض الآلات الموسيقية.

استطاع أحمس الأول (1570-1546ق.م) إخراج الهكسوس من مصر، وطاردهم حتى دخل تل الفارعة في فلسطين في وادي غزة بعد حصار دام 3 سنوات.

27ـ قبيلة قيدار:

قيدار هو الابن الثاني لإسماعيل ومعناه قدير أو أسود، وهو اسم قبيلة عربية استوطنت جنوبي الشام، وقد وصفتهم التوراة بأنهم رعاة يستوطنون قرى غير مسورة. عبدوا الأصنام نفسها التي عبدها العرب قبل الإسلام، وقد اشتهر محاربوها بالمهارة في رمي السهام، وقد أصبح لهم ملك ومركز مهم في الشرق القديم في فلسطين وجنوب سوريا. وقد حاول ملك من ملوكهم هو أمولاري مهاجمة النفوذ الأشوري في فلسطين وسوريا لكنه هزم أمام أشور بانيبال في القرن السابع ق.م، مما جعل القيداريين يتحالفون مع الأنباط، لكن نبوخذ نصر أخضعهم في القرن السادس ق.م، على أن أعظم ملوكهم على الاطلاق كان جشم العربي الذي استطاع في القرن الخامس قبل الميلاد بمد نفوذ هذه القبيلة من شرق مصر حتى الأردن بما في ذلك فلسطين ذاتها.

28ـ العصر الهلينستي:

الفترة التي تقع بين وفاة الإسكندر عام 323 ق.م وقيام الإمبراطورية الرومانية عام 30ق.م تعرف تاريخياً باسم العصر الهلينستي تمييزاً لها عن العصر الإغريقي.

بعد خلاف ورثة الإسكندر، وقعت فلسطين ضمن حكم بطليموس (367-283ق.م)، فيما سيطر سلوقس على آسيا الغربية. وقد تميز العصر الهلينستي بالنزاعات بين السلوقيين والبطالمة حول امتلاك سورية المجوفة التي كانت فلسطين من ضمنها، وقد سيطر عليها البطالمة من 302ق.م إلى 198 ق.م حيث تمكن السلوقيون من استعادتها. استمرت سيطرة السلوقيين على فلسطين حتى عام 64ق. م حيث دخلت مع الأراضي السورية تحت حماية الرومان.

فيما يخص الفترة التي وقعت فيها فلسطين تحت الحكم البطليمي، دأب البطالمة على التقرب من اليهود، حتى أن يطليموس الأول خصص أحد أحياء الإسكندرية لليهود ونقل إليه أفواجاً من يهود فلسطين، وزاد توافد اليهود في عهد بطليموس الثاني الذي افتدى أسراهم من ماله الخاص ومنح معبدهم في بيت المقدس الهدايا الثمينة ، كما أنزلهم في الأراضي المستصلحة.

أما تحت الحكم السلوقي، فقد تودد ملكهم أنطيوخس الثالث إلى المدن الفلسطينية كي تؤيده في نزاعه مع البطالمة، فانقسمت مدن فلسطين بين مؤيدة للسلوقيين ومؤيدة للبطالمة.

وكلّف أنطيوخس الرابع أحد قادته عام 167ق.م بإلغاء الطقوس الدينية اليهودية والاستعاضة عنها برفع الإله الإغريقي زيوس فوق المذبح المقدس، وحول معبد يهوه فوق جبل جزيم إلى معبد زيوس وحرم الختان واقتناء الأسفار المقدسة وأوجب أكل لحم الخنزير. ونتيجة لذلك انقسم اليهود إلى قسمين؛ قسم تخلي مرغماً عن الشريعة وهم "المتأغرقون"، وآخر هرب إلى خارج المدينة المقدسة وأطلق عليهم "حزب القديسين" ووضعوا (ماتاتيه) لقيادتهم، الذي مات بعد فترة قصيرة فاستلم القيادة بدلاً منه ابنه يهوذا الذي لقب بالمكابي (المطرقة). وقد أحرز يهوذا نجاحاً في التصدي للقوات السلوقية مما جعل كثيراً من المترددين اليهود ينضمون إليه. وفي عام 166ق.م حقق المكابي نصراً في معركة (عقبة بين حورون) على القائد أبولونيوس، وحقق نصراً آخر عام 165ق.م على القائدين نيكانور وجورجياس مما دفع أنطيوخس، الذي كان يقوم بحملة أخرى إلى الاستجابة لمطالب المكابيين بوقف الاضطهاد. فعاد المكابيون إلى بيت المقدس وإلى ممارسة شعائرهم الدينية في 25/12 عام 164 ق.م، وهو العيد الذي يحتفل به اليهود إلى اليوم تحت اسم "حانوكاه" عيد الأنوار.

بعد وفاة أنطيوخس الرابع قام القائد لوسياس بهزيمة المكابيين في معركة بيت زكريا قرب بيت صور، وقتل في المعركة اليعازر شقيق المكابي، وقام لوسياس بتعيين كاهن جديد يدعي إلياكيم، لكن المكابيين خلعوه ووقعوا معاهدة مع روما تعهدت لهم فيها بمد يد العون لهم في حال تعرضوا لهجوم.

قام القائد ديمتريوس بتجريد حملة عام 161ق.م ضد المكابين الذين هزموها عند الرها، فجرد حملة ثانية بقيادة باكخيدس حققت نصراً على المكابي في (لاشع) وقتل المكابي نفسه وفر أصحابه عبر الأردن.

تزعم يوناثان شقيق يهوذا المكابيين، وعرض عليه صلح يمنع عليه الاقامة داخل أسوار بيت المقدس، فوافق يوناثان. لكنه، بعد وفاة الكاهن الأعظم اغتصب الكهانة، وقام بتأسيس إمارة مستقلة بزعامته.

بعد ذلك استعان بطليموس سراً بيوناثان وقدم إلى فلسطين وبعد معركة قتل فيها بطليموس تسلم ديمتريوس الثاني الحكم وأطلق يد قائد مرتزقته في القضاء على المعارضة. استغل يوناثان النزاع بين ديمتريوس وبالاس (حليف الرومان) وضرب حصاراً على القلعة في عكا. ونجح، بالهدايا والأموال في استمالة الملك الذي تغاضي عن توسع المكابيين شمال فلسطين، وعندما حدثت ثورة داخلية في أنطاكية نتيجة النقمة على مرتزقة ديمتريوس، استنجد ديمتريوس بيوناثان الذي أمده بمقاتلين شرسين قضوا على ما يقارب مئة ألف من سكان أنطاكية وضواحيها. وفي عام 143ق.م أعلن ابن بالاس ملكاً باسم أنطيوخس السادس وانقسمت مملكة السلوقيين إلى قسمين، سوريا الداخلية تحت حكم أنطيوخس وسوريا الساحلية تحت حكم ديمتريوس. انقلب المكابيون على ديمتريوس وأيدوا أنطيوخس واستغلوا ثقته وبدؤوا في التوسع واتصلوا بالرومان للحصول على اعتراف بتوسعاتهم، فقام وزير انطيوخس (ديودوتس) بتجهيز حملة وصلت إلى سكيثوبولس (بيسان) وقام بالفتك بيوناثان ومعظم رجاله المكابيين. بعد نجاح ديودوتس قام باغتيال أنطيوخس وأعلن نفسه ملكاً باسم تروفون، مما أطمع بقية المكابيين، فعرضوا تأييدهم على دمتريوس الذي قبل وأعفاهم من الضرائب، لكنه أسر في معركة ضد البارثيين، وقام أخيه الأصغر أنطيوخس السابع بالزواج من زوجة أخيه كليوباترا وأعلن نفسه ملكاً، وقتل تروفون. فطلب أنطيوخس من سمعان المكابي دفع الجزية، لكن قواته لم تتمكن من جباية الجزية إلا بعد 3 سنوات وبعد أن شارك أنطيوخس نفسه في حصار بيت المقدس حيث سقطت في قبضته عام 132 ق.م.

وفي عهد هركانوس مد المكابيون نفوذهم إلى معظم فلسطين جنوب الكرمل، وقام خليفته عام 103ق.م باجبار سكان الجليل بالسيف على اعتناق اليهودية، وقام بعده يانايوس بحصار عكا التي استنجدت ببطليموس التاسع حيث أوقع باليهود هزيمة منكرة في موقعه أسينون، لكن يانايوس تمكن من إعادة تأسيس دولته، وهو أول من لقب بالملك في اليهودية، لكن مظاهر الملوكية لم تعجب شعبه الذي استعان بملك دمشق السلوقي ديمتريوس الثالث فأنجدهم عام 87ق.م ففر يانايوس من بيت المقدس فزال بذلك أي ذكر لحركة سياسية هامة في فلسطين حتى نهاية العصر الهلنستي عام 64ق.م.

29ـ السلوقيون:

لقي برديكاس خليفة الإسكندر المقدوني مصرعه على أيدي الولاة الذين تحالفوا عليه عام 321ق.م وعلى أثر ذلك عقد مؤتمر تريبار أديسوس لإعادة توزيع ولايات الإمبراطورية بين المنتصرين. ومن هذه القسمة بدأ نجم السلوقيين في الظهور حين عين سلوقس والياً على بابل.

غزا انتيغوس جوف سوريا فاستنجد سلوقس ببطليموس الذي انجده وأعاده للحكم بعد انتصاره في معركة غزة عام 312ق.م.

حاول أنتيغوس أن يعيد لحمة إمبراطورية الاسكندر، فتحالف عليه بطليموس وليسماخوس سلوقس وكاسندروس وهزموه ولقي حتفه عام 302ق.م، وفر ابنه ديمتريوس، وقسم المنتصرون الغنائم فكانت سوريا من نصيب سلوقس الأول.

بعد وفاة أنطيوخوس الثاني عام 246ق.م توفي بطليموس الثالث فاشتعلت الحرب مع بطليموس الرابع، وانتصر البطالمة على السلوقيين عند رفح عام 211ق.م، واسترد أنطيوخوس الثالث القدس بعد انتصاره على البطالمة سنة 203ق.م. اشتعلت بعد ذلك حرب بين أنطيوخوس واليهود بانتصار خليفته الملك ديمتريوس على اليهود وقتل يهودا المكابي عام 160ق.م، لكن زعيم المكابيين يوناثان سعي للتقرب من السلوقيين عكس سلفه.

30ـ البطالمة:

تاريخ البطالمة طويل، إلا أننا هنا سنتناول ما يخص تفاعلهم مع فلسطين.

توزعت إمبراطورية الإسكندر على قادته، فاستولي وإلي مصر بطليموس (364-282 ق.م) على فينيقية (فلسطين) لتوسيع نفوذ ولايته (319 ق.م)، وقد حارب بلطيموس أنتيغوس في غزة وانتصر عليه (315 ق.م) وأعاد ولاية سورية إلى عاملة سلوقس، وحارب أنتيغوس سنة 301 ق.م في معركة ابسوس وقتله.

بقيت فلسطين في قبضة البطالمة حتى هزمهم الملك السلوقي أنطيخيوس الثالث هزيمة حاسمة في معركة سانيون (200 ق.م) ثم استولوا على صيدا وبيت المقدس وفلسطين كلها ففقد البطالمة هذه المنطقة نهائياً (198 ق.م).

31ـ قبيلة ثمود:

قبيلة من العرب البائدة يعود نسبها إلى ثمود جائر بن إرم بن سام بن نوح، ويرى أغلب المفسرين أنهم سكنوا وادي القرى بين المدينة والشام، وبيوتهم منحوتة في الجبال، ويرجع تاريخهم إلى ما قبل الميلاد، فقد أجلاهم الملك الأشوري صارغون الثاني إلى السامرة في فلسطين وهذا أقدم ما يعرف عنهم.

ورد أسمهم في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، وقد اكتشف علماء الآثار مجموعة من النصوص الثمودية يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد، وبعضها إلى ما بعد الميلاد، من بينها نصوص تدل على معرفتهم بالمسيحية وتعد أقدم الاشارات الدالة على وجود المسيحية في شمال الجزيرة، وقد زرعوا الأرض ورعوا الماشية واشتغلوا بالتجارة، ويبدو أنهم أصيبوا بكارثة هائلة مثل زلزال أو بركان.

وتؤكد المصادر التاريخية إقامتهم جنوب البحر الميت، مسرح أحداث قصتهم الشهيرة مع النبي صالح وعقرهم لناقته.

32ـ اليطوريون:

قبيلة تتكلم الآرامية سكنت بين اللجاة والجليل، وترجع التوراة نسبهم إلى يطور بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل، كما أشارت التوراة إلى حربهم مع بني إسرائيل أيام الملك شاؤول – طالوت.

يذكر يوسيفيوس المؤرخ أنهم عاشوا في الجليل شمال فلسطين في القرن الثاني قبل الميلاد , وأن الملك اليهودي أرسطوبولوس الأول غزاهم عام 104ق.م وأرغم بعضهم على اعتناق اليهودية. امتاز اليطوريون بالرماية وتأثروا بالحضارة الهلينية، وأنشأ منهم ماركوس أنطونيوس حرساً خاصاً كي يحتويهم، لكنهم تحرروا فقتل ملكهم ليسانياس بن بطليموس وأعطى جزءاً من مملكته لصديقته كليوباترا.

وحين تولي الإمبراطور أوغسطس السلطة ضمّ ما بقي من مملكة ايطوريا بعد موت ملكها زنددورس سنة 20ق.م وبذلك انتهى عهد اليطوريين.

33ـ الأنباط:

يجمع الباحثون على أن أصل الأنباط عربي ثابت، بدليل مواطنهم "العربية الحجرية" واللغة العربية التي تظهر في كتاباتهم بالآرامية. إضافة إلى أسماء أعلامهم (الحارث، عبادة، مالك، ..الخ). كما أن أسماء آلهتهم تدل على عروبيتهم (اللات، العزى، مناة، ذو الشرى، هبل).

قدم الأنباط من جنوب الجزيرة في القرن السادس قبل الميلاد واستقروا في الحجاز، وامتدت مملكتهم من الحجاز إلى البحر المتوسط. وكانت البتراء أعظم مدنهم على الاطلاق، ويقسم تاريخ الأنباط السياسي إلى قسمين:

الفترة الهلينستية: وتبدأ من أيام البطالمة وتنتهي عام 64ق.م، حيث احتل الرومان جنوب سوريا، ومن ملوك الأنباط في هذه الفترة الحارث الأول والحارث الثاني وعبادة الأول والحارث الثالث. وفي هذه الفترة اصطدم الأنباط باليهود المكابيين الذين احتلوا غزة التي كانت ميناء هاماً، وقد هزم ملكهم عبادة الأول عام 93ق.م الملك اليهودي اسكندر جانوس، كما هزم عبادة الأول السلوقيين بقيادة أنطيخيوس الثاني عشر في النقب عام 85ق.م، وحاصر الحارث الثالث القدس.

الفترة الرومانية: تمكن الرومان في هذه الفترة من هزيمة الأنباط واجبارهم على فك حصار القدس، ودار النزاع في هذه الفترة بين الأنباط وهيرود انتيباس الذي نصبه الرومان ملكاً على اليهود ولم يكن يهودياً. من أبرز ملوك الفترة الرومانية الحارث الرابع (8ق.م ـ 40م) الذي يعد عصره أطول عصور الأنباط وأزهاها. وانتهت مملكة الأنباط سياسياً في 22/3/106 بعد أن أسس تراجان الولاية العربية، لكن النهاية السياسية لم تنه حضارة الأنباط التي استمرت بعد ذلك طويلا.

تمسك بعض الأنباط بديانتهم زمناً بعد انتشار المسيحية، وفي القرن الرابع الميلادي قويت المسيحية وأصبح للبتراء أسقف سنة 325م.

تأثروا بفن بلاد الرافدين وجنوب الجزيرة، واتسم معمارهم بطابع هلينستي، تجلى ذلك بشكل خاص في المدافن، وقد أبدع الفن المعماري النبطي طرازاً جديداً من تيجان الأعمدة. اكتشفت مدينة البتراء عام 1812م على يد بوكهارت الألماني.

34ـ قبيلة تنوخ:

هم قبائل تحالفت وأقامت في مواضعها "تنخت"، ويرجح المؤرخون وجودهم في المنطقة إلى ما قبل الإسلام بقرون، ويختلف في نسبهم وفي كونهم من قضاعة أو من بني أسد، نصبهم ملك الروم على الشام فتنصروا، وهناك رواية عن مقاتلتهم الفرس كافأهم الروم عليها باقطاعهم سوريا وما جاورها. حاربوا خالد بن الوليد في دومة الجندل عام 12هـ. اعتنقوا الإسلام في العصر العباسي ومنهم الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري.

35ـ قبيلة الضجاعمة:

الضجماعمة قبائل عربية تنسب إلى "ضجعم بن سعد" من آل سليح بن عمرو بن حلوان بن عمران بن الحافي من قضاعة، وقد كانت أحدى أسرتين فيهما الملك في مشارف الشام، وقد انتزعوا الملك من بني تنوخ. شمل ملكهم الشريط الجنوبي من بلاد الشام بأكمله، ولأنهم كانوا يدينون بالنصرانية كانت علاقتهم بالروم وطيدة، وقد بلغ وجودهم أوجه في القرن الرابع للميلاد.

انتزع الغساسنة الملك منهم لكنهم ظلوا يستوطنون مشارف الشام. وعندما جاء الإسلام ناصروا الروم على المسلمين كما سبق لهم أن فعلوا في غزوة دومة الجندل، لكنهم أسلموا بعد ذلك وشاركوا في الفتوحات الإسلامية.

36ـ قبيلة عاملة:

قبيلة قحطانية، جاءت من اليمن إلى الشام وأقامت في جبل عاملة المشرف على طبريا، وكانت بعض بطونها خاضعة للزباء ملكة تدمر، وعند ظهور الإسلام كانت قبيلة عاملة قد استوطنت جنوب شرق البحر الميت، وقد ناصرت البيزنطيين على الجيش الإسلامي، وبعد دخول المسلمين بلاد الشام استوطنت القبيلة منطقة الجليل، وقد قامت بمساندة الأمويين غير أنها لم تقم بدور سياسي مهم.

37ـ الغساسنة:

هم أحفاد جفنة بن عمرو، وهم قبائل أزدية يمانية. كان جبلة أشهر ملوكهم الأوائل وقد تمكن من مد نفوذه إلى فلسطين سنة 497م، فتقدم إليه البيزنطيون للإفادة منه. هاجر الغساسنة من اليمن أواخر القرن الثالث للميلاد وتقدموا نحو بلاد الشام الجنوبية وأزاحوا قبيلة الضجاعمة وحلوا محلها، فاعترف لهم البيزنطيون بنوع من السيادة ومنحوهم ألقاباً سياسية رفيعة، وقد أقام الغساسنة دولة حاجزة بين سورية والساسانيين فساعدوا الروم في حروبهم ضد الساسانيين الفرس.

امتدت سلطتهم على القبائل العربية التي نزلت بفلسطين والأردن وأطراف سوريا، وقد اعتنقوا النصرانية على المذهب اليعقوبي.

ازدهرت دولتهم في عهد الحارث بين جبلة، الذي حارب المنذر بن ماء السماء وهزمه سنة 528م، وقد ساعد البيزنطيين في قمع تمرد السامريين سنة 529م فمنحه الإمبراطور جستنيان لقب فيلارك ولقب بطريق وهما لقبان إداريان رفيعان، وتجددت الحرب بين الغساسنة وملك الحيرة على مناطق النفوذ في الإقليم المعروف بالسراط جنوبي تدمر، واستمرت الحرب حتى أحرز الحارث الغساني انتصاراً حاسماً على المنذر الثالث الذي قتل في معركة عرفت بيوم حليمة سنة 554م.

حظي المنذر بن الحارث بحفاوة القيصر مما أوغر صدور رجال دولته، فاستغلوا فرصة هزيمة الجيش البيزنطي أمام الفرس وعزوها إلى خيانة المنذر الذي نفاه القيصر إلى القسطنطينية ثم إلى صقلية حيث مات هناك سنة 583م.

ثار أبناء المنذر بقيادة أخيهم النعمان وحققوا مجموعة من الهجمات الناجحة، لكن البيزنطيين تمكنوا من النعمان وسجنوه عام 584م، وتعتبر هذه بداية أفول نجم وحدة القبائل العربية في سوريا. وحين غزا الساسانيون سوريا بقيادة كسرى أبرويز عام 613م واحتلوا دمشق والقدس، قضوا على آخر نفوذ للغساسنة.

حاربت بقايا الغساسنة جيوش المسلمين إلى جوار البيزنطيين، وقد انتصر خالد بن الوليد على الروم ومعهم الغساسنة في معركة مرج صفر سنة 634م، كما أن جبلة بن الأيهم اشتبك مع خالد بن الوليد في معركة اليرموك سنة 636م، ويعزو بعض المؤرخين جزءاً من انتصار المسلمين إلى تحول جبلة بن الأيهم للحرب مع أبناء جلدته العرب ضد البيزنطيين.

38ـ قبيلة كلب:

قبيلة عربية تنتسب إلى كلب بن وبرة من قضاعة، وكانت أعظم قبيلة في بلاد الشام قبل مجيء الإسلام. انتشر فيها المذهب النصراني، وكانت قبيلة شبه مستقرة. لم يكن موقفهم معادياً للإسلام، ولكنهم دخلوا فيه تدريجياً فحافظوا على أهمية قبيلتهم. بعد تحرير الشام، أصبح لها نفوذاً سياسياً على الأخص في العهد الأموي، وقد تزوج معاوية منهم، وزوجته ميسون الكلبية هي التي أنجبت له يزيد ومن شدة ما دعم الكلبيون الأمويين صارت كلمة كلب مرادفة لأنصار الأمويين.

39ـ الراشدون:

لم تنقطع علاقات الجزيرة العربية مع فلسطين عل مرّ التاريخ، إلا أن الإسلام أخذ يهتم بها بجدية وذلك لارتباطها بمسرى الرسول (ص)، ولكونها أول قبلة للمسلمين قبل اعتماد الكعبة قبلة ثانية.

بدأ العصر الراشدي بخلافة أبي بكر الذي كان أول عمل له هو إرسال جيش أسامة بن زيد، الذي جهزه الرسول لفتح فلسطين قبل وفاته، لكن أبو بكر توفي وفلسطين لم تفتح بعد. واصل عمر بن الخطاب أداء مهمة أبي بكر، وانتقل بنفسه إلى ميدان القتال، حتى أن التاريخ يذكر أن عمر خصّ فلسطين، دون سواها من البلدان التي تم فتحها بأربع زيارات.

كانت فلسطين قسماً من الأقسام الأربعة التي قسم عمر البلاد على أساسها، واحتفظ جند فلسطين بوضعه الذي أرساه عمر بن الخطاب لزمن طويل.

كان عمرو بن العاص أميراً على فلسطين في عهد عمر، ولمّا سار لفتح مصر استخلف أبا عبيدة بن الجراح الذي جعل يزيد بن أبي سفيان أميراً على فلسطين. ومات أبو عبيدة في طاعون عمواس فاستخلف معاذ بن جبل على إمارة الشام، ومات معاذ فاستخلف يزيد بن أبي سفيان الذي وضع أخاه معاوية أميراً على فلسطين فأقره عمر. ولما توفي يزيد تولى معاوية إمارة الشام فأصبح علقمة بن مجزر أميراً على فلسطين. واستمر معاوية في إمارة الشام يولي الأمراء ويعزلهم حتى ما بعد العصر الراشدي.

ظلت الأرض ملكاً عاماً للمسلمين في فلسطين، يزرعها الناس مقابل خراج معين، وحافظ أصحاب الديانات الأخرى على دياناتهم مقابل الجزية.

تدفقت القبائل العربية إلى فلسطين بعد الفتح؛ فاستقرت غسان في اليرموك والجولان، الأشعريون في طبريا ومدين في ما بين تبوك والعريش وبيت جبرين. وسكن أريحا جماعة من قيس وقريش، كما نزلت قبائل من لخم بين مصر والشام، وسكن بنو بكر منطقة جنين وبعض من مضر في نابلس.

أعطى موقع فلسطين لسكانها بعد الفتح دوراً كبيراً في حركة الجهاد، سواء في رد المحاولات البيزنطية لاستعادة فلسطين أو في حركة الفتح الإسلامي. حتى أن معاوية أقام مصنعاً للأسلحة البحرية في عكا، فوضع بذلك أساساً لأول أسطول إسلامي في عهد عثمان.

في الفتنة التي حدثت بعد مقتل عثمان وقف أهل فلسطين مع معاوية في المطالبة بدم عثمان وخرجوا معه للقتال في "صفين"، وعندما انتهت المعركة إلى قرار التحكيم، جرى التحكيم في منطقة أذرح بأطراف فلسطين الشرقية، وظل أهل فلسطين موالين لمعاوية ولمن جاء بعده إلى أن توفي يزيد بن معاوية، فوقف نائل بن قيس الجذامي إلى جانب عبد الله بن الزبير وأعلن له البيعة.

خلق التعدد السكاني في فلسطين بعد الفتح تنوعاً حضارياً وتنوعاً لغوياً، فقام المسلمون بإنشاء دور العبادة ودور العلم في طول البلاد وعرضها، ولما كثر توافد الناس إلى دور العلم بعث لهم عمر بن الخطاب معاذ بن جبل الذي ظل يدرس فيهم حتى وفاته، فتولى التدريس بعده عبادة بن الصامت حتى مات عام 34هـ.

كان من جراء هذا الدور الحضاري أن استعربت غالبية السكان في الشام وفلسطين، فغلبت الصبغة العربية على البلاد مما أدى إلى تعريب الدواوين بعد ذلك كضرورة تاريخية في عهد عبد الملك بن مروان.

40ـ الأمويون:

ارتبطت بلاد الشام بالأمويين منذ ما قبل الإسلام، لذا فقد حظيت فلسطين في عصرهم بامتيازات. وشهد مطلع العصر الأموي استقرار التوزيع القبلي في فلسطين، وفرضت الضرورات العسكرية تكوين الأجناد مما أدى إلى تقسيم الشام إلى 4 أجناد كانت فلسطين واحداً منها.

كانت الأرض في فلسطين شبه مشاعية، واهتم الأمويون بتطوير الزراعة فيها،خاصة في مناطق الغور، وكان معاوية وابنه يحبان الإقامة جوار طبرية. وقد بني الوليد بن عبد الملك قصر المشتى قرب البحر الميت، وبني سليمان بن عبد الملك مدينة الرملة سنة 98هـ. وقام معاوية بترميم سور القدس، واعتنى ببساتينها وغاباتها وبني دارا لصناعة السفن في عكا.

عين مروان بن الحكم ابنه عبد الملك والياً على فلسطين، فواجه ثورة قبلية قضى عليها. ومالت فلسطين في عهد عبد الملك إلى عبد الله بن الزبير في ثورته بمكة، وقد سيطر على فلسطين نائل بن قيس الخزامي سنة 64هـ ودعا إلى ابن الزبير، فالتقاه عبد الملك في أجنادين وقتله. وانتهز الروم فرصة المشاكل هذه فأثاروا الجراجمة في لبنان وفلسطين، فهاجموا سواحل الشام.

وبنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، ويعد مسجد قبة الصخرة أول مسجد للإسلام في الشام كلها (72هـ).

استطاع الوليد بن عبد الملك القضاء على فتنة الجراجمة في فلسطين فتميز عهده بالاستقرار.

إثر مقتل الوليد بن يزيد (744م) ثارت فلسطين على واليها، فأخمد يزيد بن الوليد ثورتها وعين عليها ضبعان بن روح. وفي وسط هذه المحن ظهر مروان بن محمد، الذي سار إلى دمشق للانتقام لمقتل الوليد، لكن أهل فلسطين، بقيادة ثابت بن نعيم الجذامي تمردوا على مروان الذي صمد في وجه التمرد وقبض على ثابت الجذامي فهدأت الفتنة مؤقتاً. وظل مروان يخمد فتنة تلو أخرى إلى أن أخضع الشام في النهاية سنة 746م.

وحين بدأت الدعوة للعباسيين وتولى أبو العباس الخلافة سنة 132هـ 749م، كان مروان بن محمد لا يزال صامداً وانسحب إلى فلسطين. وقتل عبد الله بن علي 70 رجلاً من أمراء بني أمية بعد أن أعطاهم الأمان عند نهر العوجا في فلسطين وبذلك انتهت الخلافة الأموية.

41ـ العباسيون:

في عام 132هـ، انتقلت الخلافة من الأمويين إلى العباسيين، وبالتالي أصبحت فلسطين تحت الحكم العباسي الذي استمر حتى الفتح الفاطمي عام 358هـ.

في أواخر العهد الأموي كانت فلسطين أحد مراكز القلاقل، فقد تشتت الناس حسب أهوائهم السياسية ودمرت الزلازل كثيراً من المعالم فيها وكثرت الفتن وضعفت الموارد الاقتصادية وأدى هذا إلى سقوط دولة الأمويين.

بعد معركة الزاب التي حسمت الأمر لصالح العباسيين، تراجع مروان بن محمد إلى فلسطين فوقف منه سكانها موقفاً معادياً فاضطر للجوء إلى مصر، وبعد ثلاثة أشهر من معركة الزاب دخل عبد الله بن علي بن عبد الله العباسي إلى فلسطين سنة 132هـ. حيث قام بمذبحة أسفرت عن سبعين قتيلاً من الأمويين.

يمكن تقسيم العصر العباسي في فلسطين إلى قسمين؛ الأول هو فترة الارتباط المباشر مع بغداد وسامراء الذي امتد بين (132-264هـ)، وفي هذه الفترة لم يعط العباسيون أولوية لفلسطين لشكهم في ولائها للأمويين، وفي عام 255هـ تولى فلسطين عيسى بن الشيخ بن السليل الشيباني الذي تمرد على الخلافة لمدة عامين، لكنه هزم على يد أماجور التركي، الذي تسلم حكم الشام حتى عام 264هـ حيث توفي وتحرك بعدها أحمد بن طولون من مصر للسيطرة على البلاد.

تمحور اهتمام العباسيين في هذه الفترة على أمن الطرق التجارية والحج وتأمين الخراج كما ركزوا على الاستفادة من المركز الديني لبيت المقدس ورعاية الأراضي المصادرة من الأمويين.

تجند بعض أهل فلسطين في الجيش العباسي في تلك الفترة، ووجدت في سامراء سنة 248 هـ فرقة عرفت باسم فرسان طبريا كان لها دور في الفتنة العسكرية التي انتهت بتعيين المستعين بالله.

لكن الطابع العام لعلاقة أهل فلسطين بالحكم العباسي كان التمرد والثورة الناتجين عن العقدة الأموية والظلم الناتج عن الخراج والنزاعات على المصالح، فيما انتشر الفقر والضائقة الاقتصادية وخصوصاً زمن الرشيد، فظهرت عدة ثورات تم إخمادها بالقوة وإن استمر بعضها خمس سنوات.

في أواخر أيام المعتصم (226هـ) اندلعت في الغور وطبرية وبيسان والرملة ثورة فلاحية قادها المبرقع تميم اللخمي، بلغ عدد أنصاره مئة ألف من الحراثين، ولم يتمكن العباسيون من هزيمته إلا سنة 227هـ حين انصرف عنه أنصاره في موسم الحرث، فاعتقل وسجن في سامراء.

الفترة الثانية في علاقة فلسطين بالحكم العباسي هي فترة الارتباط بمصر ما بين عامي (264-358هـ) حيث كانت مصر في هذه الفترة تشهد نشاطا اقتصاديا ملحوظا عكس بغداد التي أنهكتها الثورات.

وظهرت في هذه الفترة عدة دول؛ كالدولة الطولونية التي حكمت 28 عاماً، وظهرت الدعوة الإسماعيلية في فلسطين مع نهايات هذه الفترة.

كما تضمن هذا القسم ظهور الدولة الإخشيدية على يد محمد بن طغج والتي استمرت 35 سنة.

في النهاية يمكن تلخيص الحكم العباسي في فلسطين بأنه حول فلسطين، على مستوى الديانة إلى الإسلام وفرض العربية كلغة، وسياسياً تحولت إلى حكم القواد الأتراك، واتجه الاقتصاد نحو النمو وأخذت الثقافات المختلفة تندمج ببعضها البعض ضمن الإطار الإسلامي العربي.

42ـ الفاطميون:

قامت دولة الفاطميين في المهدية بتونس سنة 909م، ثم احتلوا مصر سنة 969م، لكن الخلاف مع العباسيين دفعهم للتفكير ببلاد الشام، وكانت فلول الإخشيديين التي قضى عليها الفاطميون لا تزال في جنوب الشام ولابد من استئصالها.

أرسل جوهر الصقلي حملة إلى فلسطين سنة 969م فانتصر قائدها جعفر بن فلاح في الرملة على الإخشيديين، ودخل طبريا دون مقاومة، لكن الحسن بن أحمد القرمطي انتصر عليه سنة 970م بمساعدة البويهيين والحمدانيين، وعاد جوهر الصقلي على رأس حملة عام 975م في عهد العزيز بالله الفاطمي، واشتبك مع أفتكين القائد التركي فانسحب جوهر إلى الرملة وعقد صلحاً مع افتكين وانسحب مهزوماً، لكن الخليفة العزيز قاد حملة بنفسه عام 977م وقضى على أفتكين وقبض عليه ثم عفا عنه الخليفة. في غمرة هذا النزاع العنيف قام بنو الجراح بمحاولة لإنشاء دولة مستقلة لهم في أواخر القرن العاشر الميلادي لكن الجيش الفاطمي انتصر عليهم سنة 988م وكان قائدهم مفرج بن دغفل. عاد الجراحيون عام 1009م بزعامة حسان بن مفرج الذي استولى على الرملة وعمل على إقامة خلافة بفلسطين، وبايع أمير مكة أبو الفتوح بالخلافة سنة 1010م، وجاءت حملة فاطمية إلى فلسطين فهزمها الجراحيون وظلوا يسيطرون على فلسطين.

عام 1013 تمكنت حملة فاطمية من هزيمة الجراحيين، إلا أن حسان بن مفرج بن الجراح عقد سنة 1024م اتفاقاً مع صالح بن مرداس وسنان بن عليان لإخراج الفاطميين من بلاد الشام على أن تكون فلسطين له من الرملة إلى حدود مصر، لكن الفاطميين استردوا فلسطين عام 1029م وهزموا الحلفاء عند طبرية.

جاء الصليبيون واحتلوا أنطاكية وانتزعوا القدس من أيدي الفاطميين سنة 1099م، وانتهى أمر الفاطميين في فلسطين أيام الخليفة المستعلي بعد أن أصبح الفاطميون بين فكي كماشة: الأتراك والفرنجة.

43ـ السلجوقيون:

بدأ نفوذ الفاطميين في بلاد الشام منذ منتصف القرن 11م، وكان جنوب الشام موزع بين جزء فلسطيني مركزه الرملة، وآخر دمشقي مركزه دمشق، لقبيلتي طئ وكلب.

أتاح النزاع بين أمراء الأسرة المرداسية في حلب الفرصة أمام القبائل التركمانية الغزية للدخول إلى بلاد الشام بعد أن استعان بهم المرادسة، وقد خطط السلطان السلجوقي ألب أرسلان لغزو مصر بعد انتصاره على البيزنطيين شرق تركيا عام 1071م.

كانت هناك فرقة تركية من المرتزقة تسمى الناوكية، لم تدن بالولاء لألب أرسلان، وأخذت تغير على دمشق من موقعها في طبريا، لكنهم لم يصمدوا أمام السلاجقة، خاصة بعد وفاة زعيمهم قرلو، وزحفت القبائل السلجوقية بزعامة ألب أرسلان باتجاه فلسطين بعدما دخلت الشام.

حاول أتزين اوق الخوارزمي أحد أبرز زعماء التركمان الجدد السيطرة على دمشق عام 1071م، ثم سار إلى فلسطين ففتح الرملة وبيت المقدس وانتزع بقية فلسطين من الفاطميين ماعدا عسقلان. وجعل الخوارزمي بيت المقدس بيتاً للحكمة وبدأ يعبئ قواته للسيطرة على المدن المجاورة لتوسيع نفوذ السلجوقيين، وباتت القدس على عهده صاحبة النفوذ في جنوب الشام، فأمده السلطان السلجوقي "ملكشاه" بالعون العسكري، فسيطر على عكا سنة 1075م، ثم على دمشق 1076م. لكن حملته على مصر أخفقت وتبعه الفاطميون حتى الرملة.

انتهز الفلسطينيون فرصة هزيمته أمام الفاطميين، فثار عليه أهل القدس بزعامة القاضي فحاول إتسز مفاوضتهم، ثم حاصر المدينة ودخلها وقتل 3000 من أهلها.

بادر الفاطميون بإرسال جيش يقوده ناصر الدولة الجيوشي سنة 1078م، فاحتل القدس ثم تقدم نحو دمشق حيث يوجد اتسز الخوارزمي، فاستنجد بتاج الدولة تتش بن ألب بن أرسلان في حلب، فتحرك تتش ودخل دمشق وقتل اتسز وانفرد بالحكم. قام تتش بإقطاع القدس أحد قواده وهو أرتق بن أكسب التركماني، وحين توفي أرتق تولاها ابنه ايلغازي حتى سقطت بيد الفاطميين سنة 1096م.

تعمقت خلافات السلاجقة بعد موت السلطان ملكشاه سنة 1092م، وقد اصطدام تتش بابن أخيه بركيا روق، في موقعه حاسمة قتل فيها تتش وانهزم جيشه.

بعد موت تتش ظهرت فئة من السلاجقة ولدت وترعرت في الشام وبهذا اختلفوا عن أسلافهم من التركمان، فتولى رضوان بن تتش إمارة دمشق، لكن التمزق عاد إلى بلاد الشام عام 1095م.

وقفت القدس إلى جانب حلب في الصراع ضد دمشق، ولم يقف الفاطميون متفرجين، فقد أرسل الأفضل بن بدر الجمالي حملة عسكرية استطاعت انتزاع القدس وأنحاء كثيرة من فلسطين من يد الآرائقة السلجوقيين سنة 1095-1096م، وأعادتها إلى السيادة الفاطمية.

بدأت الحملات الصليبية عام 1098م مستغلة ظرف الانقسام في المنطقة، وألحق طفتكين وإلي دمشق هزيمة ساحقة بملك القدس بغدوين قرب طبرية سنة 1125م.

44ـ الفرنجة:

في أوائل حزيران 1099م وصلت طلائع الحملة الصليبية الأولى إلى الرملة ثم زحفت إلى القدس التي سقطت في أيديهم في 15 تموز 1099م، فاستباحوا المدينة وقتلوا كل السكان فيها حتى النساء والأطفال. المؤرخ الفرنسي فوشيه دي شارتر رافق الحملة، قال: كانت القدم تغوص حتى الكاحل في دماء المسلمين، وذكر ابن الأثير أن الفرنج قتلوا في المسجد الأقصى سبعين ألفاً منهم عشرة آلاف عالم وفقيه، وبعد احتلال القدس أقام اللاتين فيها مملكة القدس اللاتينية وانتخبوا الأمير غود فري دي بوبون على رأسها ولقب نفسه "حامي المدينة المقدسة"، ورغم عودة معظم أمراء الحملة الصليبية الأولى إلا أن مسلمي الشرق لم يفكروا في استرداد المدينة، "بقي فيها 300 فارس و200 من المشاة فقط".

رغم ذلك تمكنت هذه القوة الصغيرة من الفرنجة من السيطرة على فلسطين فاستولت على قيسارية ويافا التي حصنوها وعمروها وتحولت التجارة إليها بعد أن أصبحت سفن أوروبا ترسو فيها، بعد وفاة غود فري سنة 1100م، تولى السلطة أخوة بغدوين الأول الذي عمد إلى زيادة أملاك الفرنج في فلسطين وخارجها فاحتل مدينة حيفا من المصريين وفشلت محاولات الدولة الفاطمية للتصدي للهجوم الصليبي، فاستمر بغدوين ليحتل عكا في أيار 1104م، واندفع بقواته نحو جنوب الأردن بعد أن احتل شمالاً حتى بيروت، واستقر في الشوبك وأعاد بناء فلعنها عام 1115م، وفي عام 1116م احتل العقبة وبني فيها قلعتين، وبذلك أصبح الساحل الفلسطيني كله بأيديهم ما عدا عسقلان.

طبق الفرنجة النظم الإقطاعية في فلسطين، وامتازت حياتهم بنشاط اقتصادي غزير فتمكنوا من امتلاك الأراضي التي عمل فيها فلاحون فلسطينيون، وقاموا بتصدير الزيت والزيتون والحمضيات إلى أوروبا الغربية وكذلك صدروا من فلسطين الأقمشة والزجاج والبُسُط فحققوا أرباحاً هائلة .

بدأت الصحوة العربية منتصف القرن 12م بظهور صلاح الدين الأيوبي الذي جهز الجيوش في الشام وحرر القدس بعد معركة حطين الشهيرة عام 1187م.

لكن أوروبا أرسلت الحملة الصليبية الثالثة التي احتلت عكا سنة 1191م، وبعد مفاوضات طويلة عقد صلح الرملة سنة 1192م الذي نص على بقاء القدس للمسلمين شرط السماح بالحج للمسيحيين، لكن وفاة صلاح الدين وغضب البابا من الصلح دعا إلى إرسال حملة رابعة لم تصل إلى فلسطين ضمن ملابسات معقدة، فعاد الفرنج ليخرجوا بحملة خامسة من عكا بقيادة يوحنا بربين فطردهم الأيوبيون فعادوا إلى عكا، لكن الخلاف بين الأيوبيين جعل الكامل يستنجد بفردرك الثاني مقابل إعطائه القدس ليساعده على أخيه، فاستجاب فردريك فسلمه الكامل القدس دون حرب عام 1229م.

أقيم تحالف بين الفرنج والتتار بعد قيام دولة المماليك عام 1250م، لكن المماليك هزموا الفرنج في معركة المنصورة سنة 1250م وأسروا لويس التاسع قائد الحملة، وكانت تلك آخر الحملات الصليبية. وقد كان للظاهر بيبرس الأثر الأكبر في تخليص فلسطين من بقايا الفرنجة وتحرير باقي مدنها، وتابع بعده المنصور سيف الدين قلاوون مسيرة تحرير الشام، لكنه توفي عام 1290م فتابع ابنه الأشرف صلاح الدين خليل الذي حرر عكا عام 1291م ودفع ملكها للفرار إلى قبرص، ومضى الأشرف واستولى على بقية المدن، وهكذا سقطت معاقل الصليبين نهائياً عام 1291م.

45ـ مملكة القدس اللاتينية:

إذا كنا تحدثنا عن الفرنجة في هذا الملف وأشرنا إلى كيفية إقامتهم لمملكة القدس اللاتينية فلابد من الحديث عن هذه المملكة لما لها من تأثير في التاريخ الفلسطيني وتاريخ الصراع الإسلامي مع الحملات الصليبية.

بعد أن أسست المملكة من قبل الحملة الصليبية الأولى، توفي أول حكامها غود فري وجاء بعده أخيه بغدوين وبدأ اللاتين في مملكة القدس بالتوسع في فلسطين نفسها، مع العلم أن طابع هذه المملكة لم يكن دينياً بحتاً ولا سياسياً بحتاً نتيجة اختلاف مشارب قواد الحملة الصليبية الأولى على فلسطين وبيت المقدس.

احتل بغدوين عكا بمساعدة الجنويين فمنحهم بعض الامتيازات، وساعده الجنويون أيضاً في احتلال جبلة وطرابلس وبيروت وهكذا قام الأسطول الجنوي بدور مهم في تثبيت أركان المملكة.

بنى اللاتين القلاع في الجليل وعلى طول نهر الأردن لإحكام قبضتهم على القدس، ومن هذه القلاع الشقيف وتبين وبانياس وصفد والطور وكوكب الهوا والكرك والشوبك وغيرها كي يمنعوا أي تسلل عربي من جنوب البحر الميت أو من شرق الأردن. وأحكم اللاتين سيطرتهم على فلسطين فبدؤوا في تنظيم أمورهم الداخلية فقد واجهتهم المشكلة الديمغرافية، فهم كانوا قليلي العدد وقد هاجر سكان المدن أو هجروا فتعطلت الزراعة، وقد قال وليم الصوري المؤرخ: "إن مواطني القدس بصعوبة يملأون شارعاً واحداً"، لذا فقد عمل الفرنجة على تشجيع الهجرة من المناطق المجاورة، لاسيما إلى القدس حتى أنهم سمحوا لمسلمي القدس بالعودة للمدينة مع بعض الامتيازات.

توفي بغدوين عام 1118م، فتعاقب على المملكة بغدوين الثاني وبعده فولك الأنجوي الذي أكمل تحصينات مملكة القدس وأعاد بناء قلعة الكرك، وتوفي عام 1143م فخلفه ابنه بغدوين الثالث الذي بدأت في عهده اليقظة العربية الإسلامية، والتي كان أبرز مظاهرها استيلاء عماد الدين زنكي على قلعة الرها عام 1144م اثر معركة شبهها ابن الأثير بمعركة بدر. وقد صدمت معركة الرها الفرنجة فاهتز كيانهم مما حذا باوروبا أن ترسل حملة صليبية ثانية عام 1147-1149م لكنها هزمت أيضاً حين حاولت احتلال دمشق.

توفي عماد الدين زنكي عام 1146م فخلفه نور الدين زنكي الذي ضم دمشق إلى سلطانه رداً على احتلال عسقلان.

توفي بغدوين الثالث سنة 1163م فخلفه أخوه أموري الأول الذي تسابق مع نور الدين على احتلال مصر، ونجح نور الدين في الاستيلاء عليها واستوزار صلاح الدين سنة 1171م، وفي 1174م توفي نور الدين زنكي، فحاولت مملكة القدس احتلال الشام وفشلت، وتوفي أمور الأول عام 1174م فبدأت مملكة القدس بالضعف كونه آخر ملوكها الأقوياء، إذ دب الصراع بين الأمراء بعد موته، وقام الأمير الفرنسي أرناط بمحاصرة قلعة العقبة وسار إلى اليمن وتهامه وعسير فأرسل صلاح الدين أحد قواده الذي هزم أرناط ففر إلى الكرك.

حكم مملكة القدس في تلك الأثناء بغدوين الرابع الذي لم يتجاوز عمره حين مات أبيه 12 عاماً، وفي أثناء حكمه توزعت السلطة بين العائلات الإقطاعية مما أدى إلى إضعاف مملكة اللاتين وتفتيت قوتها فدب النزاع بين بغدوين الرابع وزوج أخته الذي حاول عزله فرفض، لكنه تنازل عن العرش لابن أخته الصغير سنة 1185م، وكان بغدوين في الرابعة والعشرين وما لبث أن توفي، ولحق به الملك الصغير بغدوين الخامس سنة 1186م ولم يكن قد بلغ التاسعة، فأعلنت أمه سبيلا نفسها ملكة، فاستنكر القائد ريموند ذلك فدب الصارع في جسد مملكة اللاتين، يضاف إلى ذلك كله اصابة البلاد بالقحط والجفاف لانحباس المطر، وفي نهاية 1187م استولى أرناط على قافلة تجارية قادمة من القاهرة إلى دمشق رغم المعاهدة التي عقدوها مع صلاح الدين، فكانت النتيجة أن أعلن صلاح الدين الجهاد ودخل الكرك بقواته سنة 1187م وفتك بالفرنجة وعاد محملاً بالغنائم.

في نفس العام التقى صلاح الدين بقوات الفرنجة في حطين وأباد أكبر قوة حشدها الفرنج. وتمكن الأيوبيون من سحق الفرنج وأسر أرناط وقتله صلاح الدين وعفا عن بقية القادة، وهكذا سقطت مملكة القدس بعد 88 سنة من الحكم وذلك عام 1187م.

46ـ البنادقة:

في القرن العاشر الميلادي ضعفت روما، فنشأت جمهوريات صغيرة منها البندقية التي سعت للسيطرة على تجارة المتوسط.

كانت أوروبا قد بدأت حملاتها الصليبية، فكانت البندقية تشجع الحجاج على الذهاب إلى فلسطين، ونقلتهم بسفنها وقدمت لهم الخدمات. ولبى البنادقة دعوة الحرب الصليبية وكان لهم دور بحري كبير، ومقابل خدماتهم حصلوا على امتيازات بحرية وقضائية وتجارية، ففي عام 1100م عقد معهم غودفري ملك مملكة القدس اللاتينية معاهدة إعفاء جمركي وضريبي، ومنحهم ثلث أي مدينة يساعدون في احتلالها، وبعد شهرين من المعاهدة أسهم أسطولهم في احتلال حيفا، وفي عام 1111م منحهم الملك بغدوين الأول حياً خاصاً في عكا وامتيازات تجارية في القدس مقابل مساعدته في احتلال صيدا وبيروت، وفي عام 1124م وقعت القدس معاهدة مع البنادقة نالوا بموجبها كثيراً من الاعفاءات والامتيازات والحق في امتلاك أحياء والحق في استخدام مقاييسهم ومكاييلهم الخاصة في تجارتهم وأيضاً في وجود محاكم خاصة بهم.

دارت بينهم وبين الجنويين معارك استمرت لعدة سنوات في عكا عرفت بحرب القديس سابا عام 1250م.

47ـ البيازنة:

ينسبون إلى مدينة بيزا الإيطالية، ونشأتهم تشبه نشأة البنادقة والجنويين، وقد حصلوا على عدد من الامتيازات في القدس، فكان لهم أحياء خاصة ومنحوا ربع مدينة يافا، وهذا حدث في الحملة الصليبية الأولى 1099م بعد المساعدات التي قدموها للفرنجة، وذلك بتحصين القدس ويافا، وفي سنة 1157 منحهم أموري الأول كونت يافا منطقة في يافا لإقامة سوق خاص بهم، وفي سنة 1187م عقدت معاهدة بين كونراد مونتفرات صاحب صور وملك القدس والبيازنة منحهم فيها الكثير من الامتيازات والاعفاءات الضريبية في المدن والموانئ مقابل مساعدتهم لمواجهة صلاح الدين، ولما تفجر الصراع بين كونراد مونتفرات وغي لوزنيان 1190-1192م حول عرش مملكة القدس، وقف البيازنة إلى جوار غي لوزينان في عكا، ووقف الجنويون إلى جانب خصمه الذي ربح المعركة وطرد البيازنة من صور، وتبعه ذلك صدام دموي داخل عكا بين البيازنة والجنوبيين، وسعي ريتشارد قلب الأسد للتوفيق بين الفريقين المتخاصمين، لكن الأمر انتهى بطرد البيازنة من صور وعكا وغيرهما ولم يعودوا إلى أحيائهم إلا عام 1195م.

في القرن 13 وصل الإمبراطور فرديك الثاني إلى فلسطين فتجدد الصراع بين البيازنة والجنوبيين، سنة 1231م في عكا، وتجددت مرة أخرى عام 1249م. وقد تحالفوا مع فريدريك الثاني هذه المرة، لكن أمرهم ضعف بعد وفاة فريدريك الثاني سنة 1250م وأزيحوا عن مسرح الصراع.

48ـ الجنويون:

هم أهل جنوة، الضلع الثالث للبيازنة والبنادقة، وقدم الجنويون مساعدات للحملات الصليبية التي لم تكن تملك أساطين بحرية، وساهموا في مد محاصري القدس بالمواد الغذائية عام 1099م، ونالوا حصة من مغانم القدس بعد سقوطها، وفي عام 1109م وقعت معاهدة بينهم وبين ملك القدس بغدوين الأول في مدينة يافا منحهم ثلث غنائم أي مدينة يساعدون في احتلالها وامتلاك شارع واحد منها، وأن يتم اعفاؤهم من الضرائب، ومنحوا شارعاً في القدس وشارعاً في يافا مع تعهد الملك بحماية تجارتهم وتسليمهم ممتلكات أي جنوي يموت في الحرب، كل هذا مع تعهدة بدفع 300 ليرة ذهبية لهم كل سنة.

وأسهم الجنويون فعلاً في احتلال عكا عام 1112م، وبيروت عام 1118م، ومنحوا حق إقامة محاكم خاصة بهم.

سقطت عكا إثر الحملة الصليبية الثالثة (1187م) وحدثت صدامات دموية وقف فيها الجنويون مع كونراد، وطرد البيازنة من عكا وتصادم الجنويون مع البنادقة أيضاً صداماً عنيفاً في القرن الثالث عشر، وعندما لم تفلح جهود المصالحة، تحالف الجنويون مع بيبرس ووعدوا بمساعدته في فتح عكا.

49ـ الأيوبيون:

يمكن القول إن الدولة الأيوبية وليدة الحركة الصليبية، عندما أدرك المسلمون وجوب توحدهم لمواجهة الخطر الصليبي، فشرع عماد الدين زنكي حاكم الموصل في تنفيذ خطة التوحيد، واكتمل توحيدها على يد نور الدين محمود بن زنكي الذي توفي عام 1174م تاركاً لصلاح الدين الأيوبي تحويل هذه الوحدة إلى طاقة تقوض الوجود الصليبي في الشام. ويقسم العصر الأيوبي في فلسطين إلى 3 مراحل:

الأيوبيون قبل حطين (1174-1186م): يبدأ هذا العصر باستقلال صلاح الدين بمصر وخروجه إلى الشام لتوحيد المسلمين، وينتهي باكتمال بناء الجبهة المتحدة سنة 1186م. حيث أحاط صلاح الدين بالفرنجة بعد أن فرض سلطانة على مصر والمغرب والنوبة وغرب الجزيرة وفلسطين وسورية والموصل.

في ذلك الوقت كانت مملكة القدس اللاتينية قد بلغت غاية اتساعها حيث بسطت نفوذها على فلسطين من الساحل إلى الكرك ومن الجليل إلى وادي عربة.

الأيوبيون من حطين إلى وفاة صلاح الدين (1187-1192م): شن صلاح الدين حرباً شاملة على الفرنجة في هذه المرحلة، وأنزل بهم هزيمة ساحقة في حطين سنة 1187م، واسترد معظم المدن الساحلية على شاطئ فلسطين واستعاد بيت المقدس مما غير ميزان القوى بين الفرنجة والمسلمين، وحسب صلح الرملة 1192م فقد احتفظ الفرنجة بمملكة على شاطئ فلسطين كان لها طابع تجاري وليس سياسي.

وبانحسار النفوذ الصليبي عاد لفلسطين طابعها الإسلامي وعاد الازدهار لبيت المقدس وغدا المسجد الأقصى مقصد العلماء، ولم يمنع صلاح الدين الحجاج المسيحيين من زيارة أماكنهم المقدسة في المدينة بل كلف حراساً بحمايتهم.

الأيوبيون بعد صلاح الدين (1193-1260م): هذه المرحلة استمرت حتى نهاية الدولة الأيوبية، فقد ترك صلاح الدين دولة مترامية الأطراف من الفرات إلى النيل، ولم يستطع أحد ملء الفراغ الذي تركه بعد وفاته في 1193م. لكن نفوذ الأيوبيين ظل في فلسطين حتى معركة عين جالوت سنة 1260م.

لم تلبث أن نشبت حرب الوراثة بين أبناء البيت الأيوبي، وفي نهاية 1200م كان الملك العادل سيف الدين أبو بكر قد وحد الدولة الأيوبية مرة أخرى تحت زعامته، وحارب الألمان الذين انتشروا على الساحل وانزل بهم هزيمة عند تل العجول في غزة عام 1197م، وعقد صلحاً مع الفرنجة عام 1198م مدته ثلاث سنوات، ثم عقد صلحاً آخر عام 1204م بين الملك العادل والملك آموري الثاني ملك عكا، واقتضى هذا الصلح أن يترك العادل للفرنجة نصف صيدا واللد والرملة كما منحهم الناصرة ورد يافا إليهم، وكان هذا تساهلاً من العادل مع الفرنجة وصل إلى حد التفريط وهو ما اشتهر به طوال عمره وتوارثه عنه أبناؤه.

عام 1210م قام فرسان الرهبان الداوية باستفزاز المسلمين فخرج الملك عيسى بن العادل بجيش إلى عكا وأنزل بالفرنجة خسائر جسيمة وغنم المسلمون كثيراً وأسروا كثيراً، وعادوا إلى جبل الطور حيث أقام المعظم عيسى قلعة تشرف على الناصرة وتحمي الجليل فأسرع الفرنجة لعقد هدنة مع الملك العادل لمدة ست سنوات (1211-1217م).

في خريف 1217م هاجم الصليبيون القلعة للسيطرة على الجليل، لكنهم فشلوا، غير أنهم استولوا على بيسان، فقام السلطان العادل بتخريب القلعة لأنه لا يمكن حفظها.

عاد أبناء السلطان العادل إلى التفرق خصوصاً الكامل محمد في مصر والمعظم عيسى في دمشق واستعان كل منهما بقوة خارجية.

عقدت معاهدة لمدة عشر سنوات سنة 1229م بين الإمبراطور فردريك الثاني والسلطان الكامل الذي منح الفرنجة بيت المقدس وبيت لحم والناصرة على أن تكون سائر قرى القدس للمسلمين، وألا يجدد سور القدس وأن الحرم والمسجد الأقصى بأيدي المسلمين.

دب الخلاف عميقاً في الأسرة الأيوبية، ووسط هذا الخلاف انتهى أجل الصلح، فانتهز الناصر داوود إقامة الفرنجة للأسوار حول القدس خلافاً للمعاهدة فاستولى على القدس وأخرج منها الفرنجة، لكن الصالح إسماعيل مد يده إليهم طالباً مساعدته على الصالح نجم الدين أيوب في مصر والناصر داوود في الكرك مقابل إعطائهم القدس وعسقلان وقلعة الشقيف وقلعة صفد وقسمة طبريا وصيدا بينهما، وهكذا عادت بيت المقدس للفرنجة.

هزم الفرنجة عند غزة، فعقدوا صلحاً مع الصالح نجم الدين أيوب سنة 1240م، وعاد الصالح إلى الاستعانة بالخوارزمية بعد أن قرر الفرنجة الوقوف مع الصالح إسماعيل، فاندفع الخوارزمية ليستولوا على طبرية ونابلس والقدس عام 1244م وبذلك عادت بيت المقدس للمسلمين.

وتوجه الخوارزمية إلى غزة ولاقوا مع جيوش الصالح أيوب الفرنجة في معركة غزة الثانية وهزموهم هزيمة ساحقة سنة 1244م. وسميت الموقعة "حطين الثانية".

عاقب الصالح أيوب الفرنجة في فلسطين واستولى على طبرية واقتحم عسقلان ودمر تحصيناتها عام 1247م فانحسر الفرنجة إلى حدود يافا.

انتهت الدولة الأيوبية بسبب قيام دولة المماليك، وبسبب زحف التتار على المنطقة، حيث قام الأيوبيون بالخضوع للتتار وحاولوا استرضاءهم، وتخاذلوا عن حربهم وكان ذلك فصل الختام في دولة الأيوبيين.

50ـ التتار:

تعرضت فلسطين لخطر التتار مرتين أيام المماليك؛ الأولى كانت عام 1259م حين اجتاح هولاكو الشام ووقعت مدن الخليل وبيت جبرين وغزة تحت سطوة السلب والنهب والقتل والتدمير.

وعلى أرض فلسطين كانت المعركة الفاصلة في عين جالوت بين جيوش المماليك بقيادة قطز وجيوش التتار بقيادة "كبتغاوين" انتهت بانتصار المماليك (1259م) الذين طاردوا التتار حتى بيسان. لكن المناوشات ظلت قائمة، وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون استولى التتار بقيادة غازان التتري على دمشق وقام جنوده بنهب القدس وغزة.

أما المرة الثانية، فكانت في عهد الظاهر برقوق بن آنص، فقد هدد تيمورلنك الشام عام 1394م فأرسل السلطان برقوق الجنود إلى الشام للتصدي لتيمورلنك، لكن يتمورلنك لم يقدم على ملاقاة الجيوش، وعاد لتهديد دمشق عام 1400م بعد وفاة برقوق وتولي ابنه فرج، الذي خرج لملاقاة تيمورلنك فهزم وتشرد الناس من صفد والقدس والرملة وغزة، وهربوا إلى مصر.

51ـ المماليك:

حكموا مصر والشام في الفترة بين 1250ـ1517م، وقد ضموا بين صفوفهم أقواما من الأتراك والشركس وجنسيات أخرى ممن أسروا في الحروب. ألّف الأيوبيون منهم فرقاً عسكريةً خاصة، لكن اسم المماليك الدال على العبودية يتنافى تماما مع طبيعة الدور الحضاري الذي لعبوه في التاريخ.

تقسم حقبة المماليك إلى عهدين؛ المماليك البحرية [الأتراك] والمماليك البرجية [الشراكسة]، ولسنا هنا بصدد استعراض تاريخ المماليك إلا بقدر علاقتهم بفلسطين.

بعد عدة مؤامرات، تولى السلطان سيف الدين قطز، وفي عهده وصل التتار إلى بلاد الشام، فجهز الجيوش إلى عين جالوت في فلسطين عام 1260م، بقيادته وقيادة الظاهر بيبرس، وحقق نصراً حاسماً على التتار حمى المنطقة من دمار شامل.

قتل قطز على يد بيبرس، فاستولى الأخير على السلطة، ويعد بيبرس المؤسس الحقيقي لدولة المماليك، بل هو أعظم قادتها على الإطلاق، فقد جرد عدة حملات على الصليبيين، وقضى على مملكة أنطاكية الصليبية، وساهم ذلك بشكل فعال في القضاء على الوجود الصليبي في الشام ومصر، وقد قام بفتح قيسارية وصفد وهونين وتبنين والرملة وقلعة الشقيف، وهاجم صور وعكا، وإلى جانب ذلك عمر الأسطول ونظم الجيش وحسّن الموانئ وبنى الجوامع وأقام المؤسسات الدينية وجدد الخلافة العباسية في القاهرة.

بعد بيبرس جاء المنصور قلاوون ثم إبنه الأشرف [1290ـ1293م] الذي توج الصراع مع الفرنجة بفتح عكا وانهاء الوجود الصليبي فيها عام 1292م، واسترداد جميع مدن الساحل.

في عهد المماليك البحرية [1250ـ1382م] اكتسبت فلسطين موقعاً خاصاً كونها بلدا ساحليا يقع بين مصر والشام، ولوجود الصليبيين فيها، وقد قسمت إلى ثلاث نيابات هي القدس وغزة وصفد، وكانت غزة عقدة البريد المملوكي بين القاهرة ودمشق والكرك.

أسكن المنصور قلاوون جنوده في أبراج القلعة في القاهرة فعُرفوا بالمماليك البرجية [1382ـ1517م]، واستطاع سيف الدين برقوق القضاء على دولة المماليك الأتراك وأنشأ بذلك دولة المماليك الشراكسة، وقد وضع سياسته على أساس مواجهة المغول والصليبيين، فلم يغير التقسيمات الإدارية القديمة.

خلف المماليك الشراكسة في فلسطين الكثير من المنشآت، مثل مزار سيدي بشير في جسر بنات يعقوب وخان الباشا في صفد ووكالة الفروجية في نابلس والمدرسة الأشرفية في الحرم القدسي وكثير من التكايا والربط والزوايا، كما أنشأ الأمير يونس النوروزي خاناً أصبح فيما بعد مدينة خان يونس الحالية، واحتفظت غزة بأهميتها السابقة، وظهرت في عهدهم أيضاً مؤلفات الفقه والتراجم ومؤلفات ذات طابع موسوعي، ثم سقطت دولة المماليك الشراكسة على يد العثمانيين سنة 1517م في موقعة مرج دابق، وقد كان من أسباب سقوطها تكرر الجفاف والقحط والجراد والمجاعات والأوبئة وهجمات تيمورلنك التتري، أضف إلى كل ذلك اعتماد الأتراك على الأسلحة النارية المخترعة حديثاً حينها.

52ـ الشركس:

شركس أو جركس تعني في الأصل أفراد قبيلة كركت الأديفية القديمة، لكنها عممت لتشمل معظم سكان القفقاس الشمالي.

ويعود وجود الشركس في الشرق العربي إلى عهد الدولة الأيوبية والتركية والشركسية في بلاد الشام ومصر،ً إذ حكموا لمدة 135 سنة ثم انصهروا بين السكان العرب.

بعد الهزائم التي مني بها العثمانيون، قاموا بنقل الشركس من أوروبا إلى بلاد المشرق العربي، وهكذا وصل الشركس إلى فلسطين وسورية والأردن (1878م) ومعظم الشركس في فلسطين جاؤوا عن طريق ميناء حيفا، وقد فتكت بهم الأمراض وهم في البحر، وعندما وصلوا أقاموا في مناطق وزعتها عليهم الحكومة العثمانية، وكانت أحوالهم قاسية، إذ قطنوا منطقة المستنقعات في بيسان وبالقرب من جبولة وقيسارية وقرية لوبيا وخربة كفر كما وعلما، وقاموا بانشاء بعد ذلك قرية الريحانية وقرية كفر كما، واستوطنت مجموعة أخرى خربة شركس وخربة أسطاس في الخليل وقرية صميل، وكان ذلك في عهد السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد، وكان عددهم عند قدومهم عام 1878 حوالي 900 نسمة.

تحسنت أحوال الشركس بعد أن غادروا الأراضي السيئة التي قطنوها في البداية، حتى أن قرية الريحانية أصبحت من أهم قرى طبريا، وكانت مدرسة كفر كما من أقدم مدارس المنطقة (1897)، وبلغ عدد الشركس 950 نسمة عام 1945 وانخفض إلى 806 عام 1949، وقد غادرت عشرون أسرة شركسية فلسطين واستقرت في قرية مرج السلطان قرب دمشق بصفة لاجئين.

حاول الإسرائيليون إبعاد الشركس عن العرب وتمييزهم، فقاموا بإقرار تدريس اللغة الشركسية في مدارسهم ولكن الشراكسة رفضوا إلغاء اللغة العربية، ففرضت إسرائيل عليهم التعليم بالشركسية والعبرية، وأحضرت لهم عام 1973 أستاذاً أمريكياً ليعلمهم الكتابة بلغتهم هو (كاتفورد) المتخصص في القفقاسيات.

عام 1969 بلغ عدد الشركس في فلسطين 1745 نسمة، وتجب الإشارة إلى يهود جبال القفقاس الذين يرجعون إلى عهد نبوخذ نصر واستوطنوا بحر الخزر، وقد هاجرت أفواج منهم إلى فلسطين مطلع القرن العشرين، استوطنوا بير يعقوب وأقام بعضهم في القدس وفي الحي القفقاسي في تل أبيب. ورغم أن هذه الطائفة ترتدي زي الشركس وتتكلم لغتهم إلا أنهم يختلفون عن الشركس الأصليين.

53ـ العثمانيون:

ينحدر العثمانيون من قبائل الغز التركمانية. قاموا بإنشاء إمارة حربية شمال الأناضول1237م وتمكنوا بعدها من إزاحة السلاجقة في عهد السلطان عثمان بن أرطغرل (1280-1300م)، و الذي حملت الأسرة اسمه، ثم خلفاؤه من بعده.

أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي بعد أن استطاع محمد الفاتح (1451-1481م) فتح القسطنطينية سنة 1453م، وبدأ العثمانيون بعدها في التوجه صوب القوى الإسلامية في الشرق منذ مطلع القرن 16م فتمكن السلطان سليم الأول (1512-1520م) من فتح بلاد الشام وفلسطين 1516م، بعد انتصاره في معركة مرج دابق بالشام وقتل السلطان المملوكي قانصوه الغوري وسقطت دولة المماليك مما أدى إلى انتقال زعامة العالم الدينية والسياسية إلى الدولة العثمانية.

عام 1516م احتل العثمانيون مدينة القدس، وكان حكم العثمانيون في فلسطين الأطول على مر العصور حيث امتد إلى 400 سنة. امتازت بداية العهد العثماني بالبناء والتطور في مختلف أنحاء البلاد بما فيها القدس. ولكن بعد فترة زمنية طويلة بدأ تدهور السلطة المركزية، وتم إهمال البلاد. بالنسبة لأسوار البلدة القديمة والتي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، تم اصلاحها وترميمها طيلة خمس سنوات (1536–1541م) على يد السلطان العثماني "سليمان القانوني".

في نهايات العهد العثماني جرت الكثير من الأحداث على أرض فلسطين خصوصا بعد سيطرة والي مصر محمد علي عليها ومنازعة العثمانيين في ولاية مستقلة تضم فلسطين، أرسل محمد على باشا جيشًا برياً وآخر بحريًا إلى بلاد الشام بقيادة إبراهيم باشا، وسيّر الخليفة العثماني له جيشًا بقيادة رشيد باشا ولكنه هُزم أمام إبراهيم باشا. بعد انتصارات إبراهيم باشا على العثمانيين في الشام اتفقت الدولة العثمانية ومحمد على باشا على توقيع معاهدة "كوتاهية". وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني بدأت تظهر بعض الجمعيات والمؤسسات التي تدعو إلى التعصب القومي ومنها جمعية "تركيا الفتاة" وجمعية "الاتحاد والترقي"، بعضها كان يسيطر عليها اليهود بشكل أو بآخر، وعملت هذه الجمعيات على إسقاط الخلافة الإسلامية والدعوة إلى القومية التركية. وفي هذه الفترة أيضًا كانت الدول الأوربية تشجع الثورة والتمرد على الدولة العثمانية فبدأت الدولة العثمانية تسير خطواتها الأخيرة في طريق الأفول، وبعد الحرب العالمية الأولى تسارعت خطوات التدهور فانتهى التواجد العثماني في فلسطين تماما عام 1921م.




lug,lhj >>>>uk jhvdo tgs'dk >>> hguw,v hgr]dlm >>>>rfg hgH]dhk





رد مع اقتباس
قديم 22-09-2020   #2


الصورة الرمزية نبض صامت

 
 عضويتي » 699
 جيت فيذا » Sep 2019
 آخر حضور » 21-09-2020 (11:15 PM)
آبدآعاتي » 1,464
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » نبض صامت is just really niceنبض صامت is just really niceنبض صامت is just really niceنبض صامت is just really niceنبض صامت is just really nice
 

نبض صامت غير متواجد حالياً

افتراضي



يا همس الروح...

طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي..

يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك..




رد مع اقتباس
قديم 23-09-2020   #3


الصورة الرمزية همس الروح

 
 عضويتي » 555
 جيت فيذا » Feb 2019
 آخر حضور » منذ 3 يوم (11:39 AM)
آبدآعاتي » 117,443
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » همس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond reputeهمس الروح has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 

همس الروح متواجد حالياً

افتراضي



الف شكر لحضورك وردك الراقي




رد مع اقتباس
قديم 27-03-2021   #4


الصورة الرمزية الـســيف

 
 عضويتي » 844
 جيت فيذا » Mar 2021
 آخر حضور » 03-05-2023 (08:50 AM)
آبدآعاتي » 29,096
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » الـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 

الـســيف غير متواجد حالياً

افتراضي



اطروحاتك الرائعه والجميله
يعطيك العافيه.




رد مع اقتباس
قديم 04-06-2021   #5


الصورة الرمزية احساس انثى

 
 عضويتي » 630
 جيت فيذا » May 2019
 آخر حضور » 31-12-2023 (08:08 PM)
آبدآعاتي » 12,535
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » احساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond reputeاحساس انثى has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 

احساس انثى غير متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك العافيه
طرح اكثر من رائع
بانتظار جديدك القادم بشوق
تحياتي لك
احساس انثى




رد مع اقتباس
قديم 06-06-2021   #6


الصورة الرمزية الـســيف

 
 عضويتي » 844
 جيت فيذا » Mar 2021
 آخر حضور » 03-05-2023 (08:50 AM)
آبدآعاتي » 29,096
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » الـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond reputeالـســيف has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 

الـســيف غير متواجد حالياً

افتراضي



الله يعطيك العافييييه
طرح رائع




رد مع اقتباس
قديم 14-11-2021   #7


الصورة الرمزية اميرة غيمة عطر

 
 عضويتي » 905
 جيت فيذا » Oct 2021
 آخر حضور » 10-07-2023 (12:58 PM)
آبدآعاتي » 13,292
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » اميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond reputeاميرة غيمة عطر has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 

اميرة غيمة عطر غير متواجد حالياً

افتراضي







رد مع اقتباس
قديم 05-02-2022   #8


الصورة الرمزية عواد الهران

 
 عضويتي » 936
 جيت فيذا » Jan 2022
 آخر حضور » 21-10-2023 (03:40 PM)
آبدآعاتي » 24,883
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » عواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond reputeعواد الهران has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 

عواد الهران غير متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.




رد مع اقتباس
قديم 19-06-2022   #9


الصورة الرمزية اسير الاحزان

 
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » Mar 2017
 آخر حضور » منذ 17 ساعات (11:03 PM)
آبدآعاتي » 88,728
 حاليآ في » fanta
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » اسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond reputeاسير الاحزان has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 آوسِمتي »
 

اسير الاحزان متواجد حالياً

افتراضي



سلمت الانامل الذهبية التي خطت هذا الموضوع الجميل




رد مع اقتباس
قديم 07-11-2022   #10


الصورة الرمزية نور

 
 عضويتي » 890
 جيت فيذا » Sep 2021
 آخر حضور » منذ 8 ساعات (07:49 AM)
آبدآعاتي » 14,846
 حاليآ في » sprite
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » نور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 

نور متواجد حالياً

افتراضي



يعطيك العافيه
طرح اكثر من رائع
بانتظار جديدك القادم بشوق
تحياتي لك




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
....عن, ....قبل, معلومات, الأديان, العصور, القديمة, تاريخ, فلسطين
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عملات السعودية القديمة من قبل التأسيس حتى اليوم سلطان الجنوب عطرالتراث والحنين الى الماضي 16 14-11-2023 06:34 AM
فلسطين بلادي فلسطين الروح همس الروح فلسطين في قلوبنا 16 17-05-2023 01:44 PM
التربية الإسلامية عبر العصور مہلہك الہعہيہونے اسلاميات عطر 25 07-11-2022 08:02 PM
فلاسفة الأديان فى الميزان مہلہك الہعہيہونے عطر الكتب 11 01-03-2022 05:12 AM
متحف سكة الحجاز نافذة تاريخية على العصور القديمة اسرار عطر الشخصيات التاريخيه والانساب المشهورة 14 24-02-2022 07:00 PM

الاعلانات النصيه
منتديات غيمة عطر

الساعة الآن 04:36 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.