نبحث عن عبد الرحمن

الرحمن , وبحة

نبحث عن عبد الرحمن

إذا كنت سائحا فزر حمراء غرناطة
في النهار وان كنت شاعرا فزرهما
في الليل
وان لم تكن شاعرا فلا تبتئس
لأنك ستنزل التل وأنت تكتب الشعر
وفي الليل تسطع
الاضواء في كل زوايا الحمراء
ولاتسمع الا الاقدام تنتقل ع بلاط القصر
كخفيف المطر ولاتسمع الا حفيف الاشجار
وخرير الماء الساقط على القنوات
من مكان مجهول فتتصور
أن فرسان الحمراء خرجوا اليك يعاتبونك
على هجر لايستحقونه لكنك لاتملك اجابة
ويكاد يخيل اليك وأنت تجلس في الظلمة
في جنة العريف أن أبن الاحمر خارج اليك
في اي لحظة
يشتكي سبعمائة سنة من الانتظار
أو ان البوابة ستنفتح في غمضة عين
وعليك يطل وجه الصبية
التي انتظرت منذ اليوم الثاني من سنة
اثنتين وتسعين
واربعمائة والف
ولما تخرج الصبية ولم تتمكن من الابتعاد
عن مدخل القصر
فأنت هناك حي متوفى
لاتستطيع الحركة
لأنك أسير الصبية
وأسير حلم مجئ عبد الرحمن
وتحملك قدمان مثقلتان
بأحزان الف عام
الى بوابة المدور
وزقاق المنصور
وتتجه يميناً نحو تمثال اليهودي المستعرب
أبن ميمون
وهو شاخص الى السماء
وتعبر الى حان الرباعيات
في الزقاق الضيق
وتذكركيف كانت قرطبة
عاصمة لمليون ساكن
مثل عاصمة الخلافة العباسية
ثم الى نصب أبن رشد
وعبد الرحمن الغافقي
وحكيم الرومان
وقصر الملوك والزمن الماضي
وتتوقف ويتوقف الزمن معك
ينفطر القلب
كل ماضاع يمكن أن يضيع
مرة أخرى إلى أن يأتي عبد الرحمن
وأمام بوابة المدور تعاين نصب أبن زيدون
وولادة وغص في تاريخ نسيناه
وماغاب عن بال أهل قرطبة
وتقرأ
أغار عليك من عيني ومني
ومنك ومن زمانك والمكان
ولو اني خبأتك في عيوني
الى يوم القيامة ماكفاني
ويرد ابن زيدون واليد ممتدة
دون ان تلامس اليد
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا
يقضي علينا الاسى لولا تأسينا
وسقطت غرناطة
وانتهت سيرة قرطبة وعبد الرحمن
والمنصور
لكن ليس قبل أن يدفن المنصور
في مدينة سالم
وليس قبل أن يقول أهل الشمال
توفي المنصور ودفن في الجحيم
وبين هجرة عبد الرحمن والهجرة الاخيرة
ثمانية قرون
تبدد بعدها ما بناه عبد الرحمن
نبحث عن عبد الرحمن
أنت وأنا وهو وهي وكل الضمائر في زمن
بلا ضمائر
كلنا وكل الجالسون في شرفة البيت
نحدق في الغروب
وننتظر عبد الرحمن
وهو في قرطبة
تجلس وهوواقف تتحرك وهو جامد
في مكانه فوق قرطبة
تتنفس وهو مطبق على اخر نفس
دخل صدره
وتريد أن تبكي لكنك لاتستطيع
فجأة تشعر بالحقد على عبد الرحمن
لأنه جاء وراح
ولم يعد مرة أخرى
وأنت ماتزال تنتظر
سقطت قرطبة
الف الف مرة
ولما ينهض عبد الرحمن
ولم تنظم مذبحة
جديدة في طليطلة
بدل الطوائف زاد عدد الدول
عن عدد الرعية فيها
ولم يأت عبد الرحمن
لكن عبد الرحمن لم يجد الطريق بعد
ولم يبن قرطبة أخرى
الأعور الأخشم اختار الفرار الى الاطراف
فهل يتبع الجميع؟
وفي الليل في جنة العريف
يصخب العزيف يضج المكان بالماضي
وتتلاحق التنهدات
وتحسب أنك عشت هناك قبل ألف عام
ومت قبل ألف عاما
تحسب مع اقتراب الغصن
أن يد الصبية تمتد اليك
تمسح دموعا لم تعتقها العين بعد انها
تحبك والماضي والمستقبل وعبد الرحمن
ثم تسرَ لك في لحظة قوة انه هناك
خلف التلينتظر ويحفر خندقاً أعمق في قرطبة
وتشعر فجأة انه فعلاً هناك
يحدق في الليل مثلك في الليل ويرسم مثلك
الطريق الى قرطبة أخرى

لاتقتلوا الكنار

نور ,ناطق العبيدي معجبون بهذا

الموضوع الأصلي: نبحث عن عبد الرحمن || الكاتب: قبل الرحيل || المصدر: منتديات غيمة عطر

منتديات غيمة عطر

---

kfpe uk uf] hgvplk ,fpm

يعطيكـ ربي العآفيهـ
بـ إنتظارجديدك بكل شوق
ودي ووردي

بل الشكر لعاطر مرورك الكريم
تحياتي

بعض الحضور يصنع المعجزات
يجعل من الصحراء واحات
هكذاأنت أرض خضراء مترفةالعطاء
رائعٌ ما سطره قلمكِ
شكرا لرقي الكلمات..

بل الشكر لسموكم ومروركم العاطر
وجمال حضوركم اللافت للانظار
تقديري واحترامي

جزاك الله خيرا موضوع رائع ومفيد جدا جعله الله في ميزان حسناتك وننتظر جديدك بفارغ الصبر تحياتي وتقديري واحترامي لك

شكرا لاناقة الحضور وجمال الاطلالة
اجمل تحية

روعه تسلم الايادي على الطرح القيم موضوع جميل شكرا جزيلا لكم تحياتي

بل الشكر لسموكم ع المرور الرائع
تحياتي وتقديري