خريف العمر

العمر , خريف

خريف العمر

خريف العمر
***********
صحى الرجل من نومه و وجهه مكفهر من كثرة تعبه وعدم اعطائه للجسم حقه في النوم والراحة.
نادى على زوجته وهي امرأة جميلة وجهها بشوش وقصيرة مثله، ولكنها دائما مبتسمة حتى لو كانت حزينة.
ناداها زوجها لتحضر له الفوطة وقد فعلت ما طلب، ثم توجه هو للحمام وتوجهت هي الى المطبخ لكي تعد الطعام، وخرج من الحمام و وجهه مازال مكشر ومجهد ودخل حجرة نومه لكي يبدل ملابسه، وسمع ضحكة ابنته الصغيرة فذهب اليها في مضجعها والق نظرة على الصغيرة وهي تضحك فضحك هو الاخر والق بقبله على وجنتي الصغيرة ثم اكمل تبديل ملابسه.
وخرج من الحجرة وتوجه الى المنضدة الصغيرة في الصالة وجلس على احد الكراسي الاربعة المحيطة بالمنضدة، ثم نادى على زوجته لكي تفطر معه.
جائت الزوجة وعلى يدها ابنتهم ثم سألت زوجها
_ تحب تتغدى ايه؟
= اي حاجه من ايدك حلوة.
ثم انتهى من تناول فطوره وخرج ليتوجه لعمله بديوان المحافظة بعد ان قبل زوجته وابنته.
وقف ينتظر مواصلة عامة ولم يقف كثيرا الى ان جاء اوتوبيس فاستلقله ولم يلقى مقعدا شاغرا فظل واقفا.
شرد في حياته قبل الزواج، فهو كان اخ لبنتان و ولد وكان اصغرهم وكان يحظى بحبهم جميعا لانه صغيرهم.
وتذكر في مرحلة صباه حبه للكرة وعشقه لها ودخوله للعب في احدى النوادي.
ثم قطع تفكيره الكمثري وهو يطلب تذكرة، فأعطاه خمس قروش ثمن التذكرة وعاد للتفكير مرة اخرى.
ماذا لو كان استمر في لعب الكرة حتى الان، بالتأكيد سيكون حاله افضل بكثير من الان لان لاعبوا الكرة دخلهم المادي جيد ويجعلهم يعيشون في حياة سعيدة، ولكنه مؤمن بالمكتوب وان ذلك هو نصيبه في الحياة.
ثم افاق من تفكيره على اثر فرملة شديدة من الاتوبيس.
وعاد للتفكير مرة أخرى، تذكر ايام الصبا وتذكر عندما احب اول فتاة في حياته في سن المراهقة وتذكر ايضا اول قبلة اعطاها لفتاة، كانت بنت الجيران وبعد القبلة تبادلا الكثير من القبلات.
وتذكر كيف استهوته تلك العملية مع احدى الاقارب له، وشعر انه لديه شذوذ جنسي ولكنه قرر البعد عن تلك العملية لكي يثبت لنفسه انه ليس لديه شذوذ جنسي، واستطاع ان يعبر تلك العملية بسلام.
وافاق مرة اخرى عند وصول الاتوبيس لمبنى الديوان، توجه الى مكتبه.. والمكتب خالي كالعادة فهو اول موظف يحضر الى المكتب.
ثم اتى له الساعي وطلب منه قهوة، وسرح مرة اخرى بخياله وكيف تعرف على زوجته، انها كانت زميلة له في كلية التجارة وكانت ضمن شلة اخرى ولانها لفتت نظره بمرحها وابتساماتها المرسومة دائما على شفتيها، قرر ان ينضم الى شلتها لكي يقترب منها اكثر وبالفعل احست به واحبته.
وبعد مرور فترة تقدم لخطبتها و وافق اهلها على اتمام الخطوبة، اما الزواج فبعد التخرج من الكلية.
ومن اجلها قرر السفر للخارج في اجازات الصيف لكي يستطيع تكوين نفسه.
وبالفعل سافر في الصيف، وعمل بمبلغ ليس بسئ استطاع به ان يحجز شقة مناسبة.
وافاق من سرحانه على حضور الموظفين وراء بعضهم و ورائهم الساعي بالقهوة، واخذ فنجان القهوة على فمه وهو ساخن.. فهذه عادته في شرب المشروبات الساخنة.
وعاد يفكر، عندما كان في اليونان يعمل من اجل احضار المال، تذكر كيف كان يبيع نفسه للعاهرات من اجل المال بعد ان كان عزم على عدم فعله لتلك العملية مرة اخرى.
ولكنها حوجته للمال اضطرته الى ذلك وتذكر ايضا كيف كان يحرم نفسه من اجل توفير المال من اجل زوجته، انه يحبها ويحاول ان يشعرها دائما بالسعادة معه، وهي ايضا تحبه وكانت تقف دائما بجواره في اي محنة وتذكر موقفها عندما طلب منها عدم العمل بعد الحصول على البكالوريوس، ومعارضة اهلها لذلك الطلب لكنها وافقت لانها تحبه ومقدرة مدى تعبه من اجلها في الغربة.
***************
نراكم في الجزء الثاني

الموضوع الأصلي: خريف العمر || الكاتب: نور || المصدر: منتديات غيمة عطر

منتديات غيمة عطر

---

ovdt hgulv

اسمح لي ان أرفع القبعة احتراما
وتقديرا لك على ماتحمله من فكر نير ومعرفة ثاقبة
بارك الله فيك

بدايه مشوقه للجزء الثاني
لك الشكر