يقول بعض الوعاظ أن صوت المرأة عورة، فلا يجوز لها أن تتكلم مع الرجل، غير زوج ولا محرم، لأن صوتها بطبيعته الناعمة يغري بالفتنة، ويوقظ في القلب الشهوة.
يقول فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي:
ترى هل جهل هؤلاء أن القرآن أجاز سؤال أزواج النبي r من وراء حجاب، رغم التغليظ في أمرهن، حتى حرم عليهن ما لم يحرم على غيرهن؟ ومع هذا قال الله تعالى:}وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ{[الأحزاب:53]، والسؤال يقتضي جوابًا، وهو ما كانت تفعله أمهات المؤمنين، حيث كن يفتين من استفتاهن ويروين الأحاديث لمن يريد أن يتحملها عنهن، وقد كانت المرأة تسأل النبي r في حضرة الرجال ولم تجد في ذلك حرجًا ولا منعها النبي r . وقد ردت المرأة على عمر رأيه، وهو يخطب على المنبر، فلم يُنكِر عليها، بل اعترف بصوابها وخطئه، وقال: كل الناس أفقه من عمر.
كل ما يمنع هنا هو التكسر والتميع في الكلام، الذي يراد به إثارة الرجل وإغراؤه، وهو ما عبر عنه القرآن باسم "الخضوع بالقول" وذلك في قوله تعالى:} يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفا{[الأحزاب:32].
فالمنهي عنه هو هذا "الخضوع" الذي يطمع الذين أمرضت قلوبهم الشهوات، وهذا ليس منعًا للكلام كله مع الرجال كلهم، بدليل قوله تعالى للآية: } وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفا {.
ويقول العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أيضًا: أما ما قيل من أن صوت المرأة عورة فلا أجد له وجهًا ولم يقل به إمام معتبر.