قبل البدء أود أن أبين أن هناك نوعين منهم ( متعمد للتذمر __ طبيعته التذمر )
المتذمرون هم فئة من الناس تجدهم يتذمرون من أي شيء ولا يعجبهم شيء من حولهم
هكذا هم وهذه طبيعتهم . حتى يصيبون من حولهم بيأس من الأشياء التي أمامهم وبين أيديهم .
ومثل هؤلاء المتذمرون نجد منهم في العمل وفي الشارع وفي المجالس تجدهم يتحدث عن
خدمة ما تقدمها الدولة أو تقدمها شركة ما أو شخص ما . ولكن أخونا هذا يجد مئة سبب ليتذمر
مرة من سوء الخدمة ومرة من جودة الأشياء التي تقدم . مما يجعل المرافق له يتوجس من تلك الخدمه
أو ربما صرف النظر عنها إن أستطاع الإستغناء عنها . وهذا طبعا شيء يضر بمصالح البشر أياً كانوا .
بل وربما قللوا تلك الفئة بتذمرهم من قيمة الأشياء وهذا أيضاً ضرر يلحقه بالآخرين .
هذا إصابة من يعرفهم بالإحباط واليأس كمن يبحث عن وظيفة مثلاً . فتجد المتذمر يغلق جميع الأبواب
في وجه ذلك الباحث عن الوظيفة بل ويصور له أن مجال للحصول على وظيفة ويقوم بإعطاء أمثلة ووقائع
نسجها من واقع عقلة المريض ليوهم من المستمع له أن البلد لم يعد بها وظائف !!
أما النوع الثاني من تلك الفئة وهي التي تتعمد التذمر على أسماع من حول بالعمل أو المجلس أو الشارع .
فهذا خطير جدا أخطر من الفئة الأولى .
لأنه يسعى لهدف معين وعن قصد . إما الضرر بمصالح الدولة وتأليب الناس وتصوير أن الدولة لا تقوم بواجبها
على أكمل وجه . فتجد يقلل من شأنها بكل شيء .
يقلل من الناحية توفر المواد الغذائية وإن توفرت كان سعرها عالي جدا وهنا يرمي سنارة خبثه على الدولة
بأنها غير مسيطره على التجار وأن وزارة التجارة لم تقوم بدورها .
أو أن يسلط حديثه على الناحية الأمنية ويقلل من شأن رجال الأمن . وأنهم مقصرون بعملهم .
أو يتحدث عن زحمة الشوارع ويرمي بثقل تذمره على تقصير المختصين . بل ويزيد على هذا بالإيحاء لمن حوله
أنه لو بيده سلطه لعمل كذا وكذا ولحل مشكلة السير من أساسها !!
المتذمرون هم أشخاص بيننا في كل مكان . وحتى لا نقع فريسة تذمرهم ونصاب بالإحباط أو اليأس
مما هو متوفر ونقبله بما فيه يجب أن نتجنبهم أو نسمع لهم . لأن ليس هناك شيء كامل مهما حاولت
الدول أو الأشخاص أو الشركات . لا بد من نقص في شيء ما سواءا في خدمة ما أو مصلحة ما أو طريق ما .
وفقكم الله وحفظكم من تلك الفئات المحبطة لمن حولها .
فكر الحرف