ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات غيِمـة عـِطِـراَلًيومُية ) ~
 
 
   
{ مركز تحميل الصور الملفات  )
   
   

 

{ ❆فَعِاليَآت غيتِمـة عِـطِـر ❆ ) ~
                          

{ ❆التميز خلال 24 غيِمـة عـِطِـر ❆) ~
 

اعلانات غيمة عطر

عدد مرات النقر : 1,497
عدد  مرات الظهور : 58,600,550 
عدد مرات النقر : 1,485
عدد  مرات الظهور : 58,600,541 
عدد مرات النقر : 1,504
عدد  مرات الظهور : 58,600,535 
عدد مرات النقر : 1,466
عدد  مرات الظهور : 58,600,525 
عدد مرات النقر : 1,466
عدد  مرات الظهور : 58,452,434

عدد مرات النقر : 2,129
عدد  مرات الظهور : 58,600,028

عدد مرات النقر : 1,177
عدد  مرات الظهور : 47,984,690


الإهداءات

دوام العلاقة مع الله

إنَّ الحمدَ للهِ، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، وسيئات أعمالنا، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ 2 أسابيع
نور غير متواجد حالياً
Egypt     Female
Awards Showcase
 
 عضويتي » 890
 جيت فيذا » Sep 2021
 آخر حضور » منذ 5 يوم (02:14 AM)
آبدآعاتي » 15,476
 حاليآ في » sprite
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » نور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 
افتراضي دوام العلاقة مع الله

Facebook Twitter



إنَّ الحمدَ للهِ، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، وسيئات أعمالنا، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:70،71].

أَمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكلُّ محدثةٍ بدعةٌ، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وكلُّ ضَلَالَةٍ في النَّار.

معاشر المؤمنين الكرام: لقد رحلَ الشهرُ الفضيل، رحلَ وهو حافظٌ لكلٍ منا ما قدمَه فيهِ من أعمال.. ففي الحديث القدسي الصحيح: "يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجدَ خيرًا فليحمد الله، ومن وجدَ غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه".. وفي محكم التنزيل: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران:30].

ولا شك يا عباد الله: أنّ للعبادة الصحيحة أثرٌ عظيمٌ على حُسن سلوك العبد وصلاحِ قلبه، وعلى استقامة خُلُقِهِ وَأَدَبِهِ، فَلا تَكَادُ تَجِدُ مُسلماً حريصاً عَلَى أداء الطاعات أداءً صحيحاً، إِلاَّ وَتجدهُ صَادِقٌ في قَولِهِ، وَافٍ بِوَعدِهِ، بَارٌّ بوَالِدَيهِ، وَاصِلٌ لِرَحِمِهِ، جميلُ الاخلاق، سَمحٌ في أخذه وعطائه، حسنُ التَّعَامُلِ، لَيِّنُ القول، ظاهرُ الودِّ، مَحمُودُ السُّمعةِ، محبوبٌ عند القاصي والداني.

فَحَذَارِ يا عِبَادَ اللهِ وَقَد وَدَّعنَا رَمَضَانَ، أَن يكون ذلكَ هُوَ آخِرَ العَهدِ بتلك الفضائل والأخلاق الحسنة، والسلوكيات المنضبطة.

أَجَل أَيُّهَا المباركونَ، فالمقصودُ الأسمى والهدفُ الأكبرُ من جميع الفروض والعِبَادَاتِ: (صَلاةً وَصِيَاماً وَزَكَاةً وَحَجّا وَغيرهَا)، إنما هو التقوى، واستقامةُ القلبِ على الهدى، وحُسن الأخلاقِ وجمالُ المعامُلةِ مع الأدنى والأقصى، فما قيمةُ الصَّلاة إن لم تنهى عن الفحشاءِ والمنكر، وما قيمةُ الصّومِ إن لم يدع المسلمُ قولَ الزورِ والجهل، وما قيمةُ الزكاةِ إن لم يتخلص المسلمُ من الشُحَّ والأثرة.. كيفَ ونحنُ نقرأُ قَولَ الحقِّ تَبَارَكَ وَتَعَالى: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنهَى عَنِ الفَحشَاءِ وَالمُنكَرِ ﴾ [العنكبوت:45]، وَقَولَه سبحانه: ﴿ خُذْ مِن أَموَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتَزكِيهِم بِهَا ﴾ [التوبة:103]، وَقَولَهُ تَعَالى: ﴿ الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى ﴾ [البقرة:197]، وَقَولَهُ جَلَّ وَعَلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة:183]، وَقَولَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَن لم يَدَعْ قَولَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهلَ فَلَيسَ للهِ حَاجَةٌ في أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"، والحَدِيثِ في البُخَارِي.

والخلاصةُ يا عباد الله، أنه ليس هناك علاقةٌ أهمَّ ولا أعظمَ من علاقة العبدِ بربه جلّ وعلا، تلك العلاقةُ التي يُحققُ بها الإنسان هدفَ وجوده، ويرتقى بها أرفعَ درجاتِ مجدِهِ.. تلك العلاقةُ التي إن توثَّقت طابت حياةُ العبدِ وصلحت، وكان مصيرها بتوفيق الله الفوزَ العظيم، تأمّل: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ﴾ [البقرة:97].. ووالله مهما مَلَكَ الإنسانُ من الامكانيات والماديات، فستبقى روحهُ محتاجةٌ إلى قوةٍ عُليا تُسنِدُها، والى نورٍ صادقٍ يهديها، إلى طُمأنينةٍ وسكينةٍ تُأَمنُها، ولن يكون ذلك إلا في قوة الصّلةِ بالله، وحُسنِ الارتباطِ به، والاعتصامِ والتّعلقِ به جلّ وعلا، وهذا ما تُثمرهُ العباداتُ والطاعاتُ بمختلف أنواعها، وهذا هو جوهرُ الدين؛ وأساسُ الإيمان، إنها صِلةُ الروحِ بربها، وقوةُ علاقتها بخالقها، وتلك هي التّقوى، وبقدر ما تقوى هذه التّقوى يعيشُ الأنسانُ في سعادةٍ واستقامةٍ وهُدى.. ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه:124].

فالعلاقةُ مع اللهِ جلّ وعلا هي الزمُ ما يجبُ على العبد أن يهتمَّ بإصلاحها وتقويتها، فبصلاحها يصلحُ كلُّ شيء، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون ﴾ [الأعراف:96].

وحين يعلمُ المسلمُ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا معه أينما يكون، في خلوته وجلوته، في بيته وسوقهِ ومكانِ عمله، في حِله وترحاله، في فرحه وترحه، في صحته ومرضه، فاللهُ جلّ وعلا معهُ على الدّوام، ويعلمُ أحوالهُ كلها، لا يخفى عليه شيءٌ من أمره، إن تحركَ أبصره، وإن تكلمَ سمعه، وإن تحدثَ بينه وبين نفسه علمه، سبحانه وبحمده: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور ﴾ [غافر:19].. ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق:14]، ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير ﴾ [الحديد:4]، حينما يوقنُ المؤمنُ بهذه الحقيقة الكبرى، فسيراقبُ ربهُ ويخشاه، ويلتزمُ بما يحبهُ اللهُ ويرضاه، وتلك هي التّقوى.. ففي صحيح مُسلم: قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أَجْسَامِكُمْ ولا إلى صُوَرِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ".. في الحديث الصحيح: "التَّقْوَى هَاهُنا"، وأشارَ صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وفي محكم التنزيل: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمُ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة:7]، فهما تشعبت بك الحياة، وكثرت اشغالك واهتماماتك، فلا تنسَ الاهتمامَ بعلاقتك مع الله، تعاهدها كأعظم شيءٍ تهتمُ به وتخافُ عليه، حافظ عليها كما تحافظُ على روحك وأشد؛ لأنك بها تُدرك كلُّ شيء، وبدونها أنت لا شيء.. فإيّاك أيّها الموفق، أن تُقدِّم على علاقتك مع الله شيئاً آخر، اجعلها هي حبلُك المتين، وركنك الشّديد، وعروتُك الوثقى، احرص ألَّا تكونَ صِلتك به صِلةً مؤقتة، فتستقيمَ في المواسم فقط، أو عند الشدائدِ والأزمات فقط، ثم تنساهُ في حال الرخاء، فاللهُ دائمٌ وباقٍ، وليس لك غنىً عنهُ طرفةَ عين.. وربُّ رمضانَ هو ربُّ الشهور كُلها، والمُسلِمُ الحقُّ يبقى مُستمسكاً بإسلامه، مُلتزماً بتعاليمه في كُلِّ مَكَانٍ وَفي كُلِّ زمان وَعلى كُلِّ حال، وما ذلك إِلاَّ لأَنَّه يَعلَمُ أَنَّهُ يَعبُدُ رَبًّا وَاحِدًا لا شريك له، ويؤمنُ بدينٍ قويم، لا يجدُ في نفسه حرجٌ من الاستقامةِ عليه، وَمِن ثَمَّ فَهُوَ مُستَسلِمٌ للهِ، مُنقَادٌ لِشرعه، مُخلصٌ لَهُ في الطاعة والعبادة، غايتهُ واضحة، فهو مُستقيمٌ لا يروغ، صادقٌ لا يتلون، ثابتٌ لا يَتَغَيَّرُ، لا يُرِيدُ إِلاَّ مَا عِندَ اللهِ والدار الآخرة: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴾ [الإسراء:19].

فمهما تعددت علاقاتك مع من حولك، فإن علاقتك بالله تعالى تبقى هي أساسُ كلِّ العلاقات، ‏وكل علاقةٍ مهما بلغت من المودة والأهمية، فلا بدَّ لها من انقطاع، فتنقطع بالموت أو بغيره، إلا علاقةُ المؤمنِ بربه وخالقه، فلا تنتهي أبدًا.. ‏العلاقةُ بالله هي العلاقةُ الوحيدةُ الباقيةُ والمستمرةُ والدائمة، ﴿ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ﴾ [النحل:96]، العلاقةُ بالله علاقةٌ صادقةٌ صافيةٌ لا تشوبها شائبة، علاقةٌ واضحةُ الملامحِ والأهدافِ والغايات.. ﴿ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ﴾ [التوبة:111]، وقال سبحانه: ﴿ فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون ﴾ [الشورى:36].. ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون ﴾ [البقرة:277].. فلنتق الله تعالى يا عباد الله، ولنعالج قلوبنا، فهي بأشدَّ الحاجة إلى المعالجة، ولنجاهدها في سبيل الله فهي بأمس الحاجة إلى المجاهدة.. ولنصلح علاقتنا مع الله جلّ وعلا فهي الأهمُّ لنا في دنيانا وآخرتنا.

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر:29].

أقول ما تسمعون...

الخطبة الثانية
الحمدُ لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى..


أما بعد فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين، ومن ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَاب ﴾ [الزمر:18]..

معاشر المؤمنين الكرام: في مداومة المسلمِ على الطاعة بعد مواسمِ الخيرِ المضاعفةِ دليلٌ على الهداية والتوفيق، ففي الحديث الصحيح: "خيرُ الناسِ من طالَ عمرهُ وحسنُ عمله".. ولئن كانَ رمضانُ قد ودعنا فإن الأعمالَ الصالحةَ لا تتوقفُ برحيله، وإنما رمضانُ مدرسة، فمن ذاقَ حلاوةَ الصيامِ في رمضان فليعلم أنَّ البابَ سيظلُ مفتوحاً للمواصلة بعد رمضان، فقد سنَّ لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صيامَ ست أيامٍ من شوال، وصيامَ ثلاثة أيام من كلِّ شهرٍ، ويومَ عرفة، ويومَ عاشوراء، وسَنَّ لنا صيامَ الاثنين والخميس من كلِّ أسبوع.. ومن استشعرَ حلاوة المناجاةِ في رمضان، فليعلم أنّ الله تعالى قريبٌ يجيبُ دعوة الداع إذا دعاهُ في كلِّ وقتٍ وحين، بل ويناديه: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر:60]، بل جاء في الحديث الصحيح: "ما على الأرض مسلمٌ يدعو اللهَ بدعوةٍ إلا آتاه اللهُ إياها أو صرفَ عنهُ من السوء مثلها، ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعة رحم"، فقال رجلٌ من القوم: إذا نُكثر؟ قال: "اللهُ أكثر".. وكذلك يا عباد الله من تعطرَ فمهُ بتلاوة القرآن، وأمضى اوقاتاً طويلةَ خلالَ رمضان يتلو كتاب ربه، فليواصل مُعاهدةَ وصحبة القرآن، ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـٰرَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر:29].. وكذلك من حافظَ على صلاة التراويحِ طوالَ رمضان فليواصِل ولو بثلاث ركعات، فالحق تبارك وتعالى يقول: ﴿ وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴾ [الإسراء:79].. والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: "أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبد في جوف الليلِ الآخر، فإن استطعتَ أن تكونَ ممن يذكرُ الله في تلك الساعة فكن".. وفي بذل المالِ أجرٌ وطُهرٌ وسِعةٌ في الرزق ووعدٌ من الكريم سبحانه بالخُلف، فلنستمر في هذا العمل الجليل الجميل، ولو بأقل القليل، يحدونا قولَ الحقِّ جلَّ وعلا: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة:245]، وما جاء في الحديث الصحيح: "إن الله ليربي لأحدكم اللقمة حتى تكون في ميزانه كجبل أحد".. وهكذا سائر المكاسبَ التي حصَّلها المسلمُ في رمضان، ينبغي أن تكونَ مُرغِّبةً له في استمرار العمل، لا أن تكونَ مدعاةً للتقاعُسِ والكسل.

فالجدير بالمُسلِمِ أن يعَّوِدَ نَفسهُ عَلَى الجدِ في الطاعة في كُلِّ زَمَانٍ، وَأن يروِضهَا عَلَى سُلُوكِهِ وَالاستِقَامَةِ عَلَيهِ في سائر الأحيان، فـ
النفس راغبة إذا رغبتها دوام العلاقة مع الله space.gif

وإذا ترد إلى قليل تقنع دوام العلاقة مع الله space.gif


دوام العلاقة مع الله space.gif

دوام العلاقة مع الله space.gif


فيا أهل الطاعة، إنَّ الله لا يريدُ من سائرِ عباداتنا مجردَ الأفعالِ والحركات، وإنما يريد منا سبحانهُ ما وراءَ ذلك من الهُدى والتقوى والاخبات، والخشية والمراقبة، قال جلَّ وعلا: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة:183].

لقد غرس رمضان في نفوسنا خيراً عظيماً، صقل القلوب، وأيقظ الضمائر، وطهّر النفوس، ومن استفاد من رمضان فإن حاله بعد رمضان خيرٌ له من حاله قبل رمضان، وما أجمل الطاعة تتبعها بطاعة، ما أجمل الحسنة تعقبها الحسنة، ما أحسن الإحسان بعد الإحسان، والمعروف في أثر المعروف والخير يليه الخير، قال تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَءاتَـٰهُمْ تَقُوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]، أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿ وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 114].

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان...

اللهم صل على محمد...

الموضوع الأصلي: دوام العلاقة مع الله || الكاتب: نور || المصدر: منتديات غيمة عطر



],hl hgughrm lu hggi p,hx





رد مع اقتباس
قديم منذ 2 أسابيع   #2



 
 عضويتي » 26
 جيت فيذا » Mar 2017
 آخر حضور » 19-11-2017 (06:58 AM)
آبدآعاتي » 1,481
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » لذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant futureلذة حنان has a brilliant future
 آوسِمتي »
 

لذة حنان غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما




رد مع اقتباس
قديم منذ 2 أسابيع   #3



 
 عضويتي » 222
 جيت فيذا » Jul 2017
 آخر حضور » 05-04-2024 (11:44 PM)
آبدآعاتي » 4,438
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » عيون العشق has much to be proud ofعيون العشق has much to be proud ofعيون العشق has much to be proud ofعيون العشق has much to be proud ofعيون العشق has much to be proud ofعيون العشق has much to be proud ofعيون العشق has much to be proud ofعيون العشق has much to be proud ofعيون العشق has much to be proud of
 آوسِمتي »
 

عيون العشق غير متواجد حالياً

افتراضي



جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ وَفِي مِيزآنَ حَسنَآتكـ ...
آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ ...
دمْتَ بـِ طآعَة لله ..




رد مع اقتباس
قديم منذ أسبوع واحد   #4



 
 عضويتي » 1129
 جيت فيذا » May 2024
 آخر حضور » منذ 4 يوم (03:17 PM)
آبدآعاتي » 1,794
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
 التقييم » حبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud ofحبة كرز has much to be proud of
 آوسِمتي »
 

حبة كرز غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيرا
يعطيك ربي العافية




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, العلاقة, حواء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الاعلانات النصيه
منتديات غيمة عطر

الساعة الآن 03:04 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.