سلسلة التخلق باخلاق القران الكريم ( كظم الغيض ) .. ( بقلمي ) ...
سلسلة التخلق باخلاق القران الكريم ( كظم الغيض ) .. ( بقلمي ) ...
من منكم يستطيع كظم غيظه .... ؟ ... ! ! ! .
( كظم الغيض ) خلق قراني جعله الله تبارك و تعالي من صفات المتقين فقال في سورة ال عمران ( وسارعوا إلي مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين الدين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) .
ومعني كلمة ( الكظم ) في أصلها اللغوي الإمساك وفي معناه العامي إحكام إمساك الشئ وعدم أفلاته ..
وكظم الغيظ هو اجتراع الغيظ و الإمساك عن إبدائه و بمعنى أدق هو تجرعه واحتمال سببه وحبسه في الصدر والصبر عليه . و الغيظ الم عارض يصيب النفس البشرية إذا هضم حق من حقوقها ( المادية ) كالمال او ( المعنوية ) كالشرف . وكظم الغيض يحتاج إلي إرادة صلبة و عزيمة قوية وشخصية تتحكم في عواطفها ومشاعرها و انفعالاتها فلا يستبد بها الغضب . فالغضب هو العامل الوحيد المفسد لكظم الغيض . وقد جعل الله كظم الغيض فضيلة من أخلاق أهل التقوى كما جاء في التنزيل المجيد ( أعدت للمتقين ، الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيض ) .
وقد قال سيدنا محمد سيد الخلق ( صلى الله عليه وسلم ) :
( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .
وهذا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فهو لنا مدرسة في كظم الغيض فهو كاظم الغيظ و الصابر علي الأداء ويدفع بالسيئة الحسنة .
و أيضا في الصحابة و التابعين فهذا موسى ابن جعفر رضي الله عنه ( قدم عليه غلاما مملوك له يحمل صحن فيه طعام حار فتعجل في تقديمه فوقع الطعام علي موسي فغضب غضبا شديدا ، فقال له الغلام ( و الكاظمين الغيض ) .
فتدارك موسي رضي الله عنه غضبه وقال ( كظمت غيضي ) فقال الغلام ( و العافين عن الناس ) فقال موسي ( قد عفوت عنك ) فقال الغلام ( والله يحب المحسنين ) فقال موسي ( اذهب فأنت حر لوجه الله ) .
وليس الغضب مذموم دائما فقد يكون محمود عندما يكون لله و الرسول والدين .
وقد أرشدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي ثلاثة وسائل نتقي بها عواقب الغضب وهي :
الوسيلة الأولى . قال ( ص ) إذا غضب أحدكم وهو واقف فليجلس فادا ذهب عنه الغضب فليضجع .
الوسيلة الثانية . قال ( ص ) إن الغضب من الشيطان أي من أثار وسوسته وان الشيطان خلق من نار وإنما النار تطفي بالماء ، فادا غضب فليتوضاء .
الوسيلة الثالثة . رأى ( ص ) رجلا غاضبا ثائرا فقال إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد : أعود بالله من الشيطان الرجيم .
فاللهم اجعلنا ممن يملكون أنفسهم عند الغضب والكاظمين للغيض والعافين عن الناس ومن المحسنين الدين يحبهم الله .