PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 94

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865
منتديات غيمة عطر - اسلاميات عطر https://www.g-3e6r.com/vb/ قسم خاص بكل ما يتعلق بديننا الاسلامي من مواضيع اسلامية ar Thu, 18 Apr 2024 08:20:45 GMT vBulletin 60 https://www.g-3e6r.com/vb/g-3e6r-2023/misc/rss.jpg منتديات غيمة عطر - اسلاميات عطر https://www.g-3e6r.com/vb/ قصة قوم تُبع https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21778&goto=newpost Wed, 17 Apr 2024 02:27:46 GMT
قصة قوم تُبع


بسم الله الرحمن الرحيم



قصة قوم "تُبعّ"، حيث ذكرها القرآن الكريم لمرتين اثنتين، الأولى في صورة الدخان ((أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ))(الدخان ـ 27)، والثانية في سورة ق ((كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ(14))(ق ـ 12 ـ14)، ما يعني أن فيها ما يدعو لتكرار موضوعها، وربما نمذجة مقصدها.
وتُبّع لقب عام أطلق على من ملك في اليمن السعيد، حيث الجنوب القصي من الجزيرة العربية، عند مشارف الحضارة العربية الأولى، وبالتحديد من ملك منهم حمير وسبأ وحضرموت وذي ريدان ويمنت، وبالتالي فأن "تُبّع" امراء لقوم حملان في اليمن.
وأن تتابع هؤلاء الملوك ـ تتاليهم في الحكم ـ كان الداعي (عند بعض المؤرخين) لإطلاق تسمية "تُبّع" على غرار الأكاسرة والقياصرة والفراعنة والأحباش، خصوصا وأنهم ـ الملوك ـ تتابعوا لما يزيد عن سبعمائة وخمسين سنة، وقيل ألف سنة.
وثمة من يعارض سببية هذه التسمية ويرده الى أن قوة هؤلاء الحكام ونفوذهم وسطوتهم ألزمت الناس (دون الملوك من امراء وعناس عاديين) بإتباعهم والقبول بهم بلا منازع.
في حين يرى بعض المؤرخين أن لفظة "تُبّع" مستلة من تتبع الظل باعتبار هذا الملك القوي العظيم كان يحتل كل ارض تشرق فيها شمس ليترك على أثرها ظله اثرا، وربما لأن قوته ملزمة لخضوع وتتبع الأقيال (ملوك) والأذواء (الأمراء) من ملوك المخاليف (الجنوب اليمني) له.
وقد شكلا هذا التتابع والتناسق في الحكم لحقبات زمنية طويلة، شكل مجتمعا مدنيا يتسم بقوة القانون وحسن الإدارة، ما وسع من الرقعة الجغرافية التي فرضت فيها هذه المملكة المترامية الأطراف نفوذها، من خلال وصول ملكها وجيشه للهند والعراق الذي بنوا فيه الحيرة، ناهيك عن وصولهم مكة ومحاولة هدم الكعبة فيها ـ والحال قبل الإسلام ـ لولا عدول هذه الملك ـ اسعد الحميري ـ عن ذلك، بداعي مرضه، الذي كان السبب الحقيقي وراء نصح حاشيته له، بعد أن شاروا عليه بأن يترك الكعبة لأن لها وجاهة عند الله، فغير الملك رأيه، بل وأمر بكسوتها بالرداء اليماني (مما يعرف لحد الآن)! ايمانا منه بعظمتها عند الله سبحانه وتعالى.
ولما كان حديثنا عن الوصف القرآني، وبالخصوص قصصه، وبالاستفادة من مراد القرآن الكريم بخصوص فرعون وشخصنته بفرعون الحاكم المعاصر للنبي موسى عليه السلام، فأن المراد القرأني في "تُبّع" هو شخص يسمى (اسعد أبا كرب الحميري)، وهو رجل مؤمن مسلم لله وموحد له، فعن رسول الرحمة محمد صلوات الله عليه وآله "لا تسبوا تبعّا فأن كان قد أسلم"، وكان قد قاد قومه بالنصح، حيث ينقل عنه في التاريخ أنه قال لقومه "أقيموا بهذا البلد، فان خرج النبي الموعود فآزروه وانصروه، وأوصوا بذلك أولادكم"، وهو ما أكده الإمام جعفر الصادق عليه السلام بالقول "إن تبّعاً قال للأوس والخزرج: "كونوا ها هنا حتى يخرج هذا النبي، أمّا لو أدركته لخدمته وخرجت معه""، كما ينقل عن انه كاتب قومه برسالة (قصيدة شعرية مكتوبة بلوح طيني) تُثبت ايمانه بنبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وآله ـ قبل ولادة النبي محمد صلوات الله عليه وآله ـ حتى قال فيه النبي محمد صلوات الله عليه وآله "لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسا الكعبة".
وعلى هذا فأن الخطاب الإلهي لقومه ـ باعتبارهم كفار وهو الموحد بينهم على غرار قوم لوط وقوم هود وهم أنبياء الله لأقوام كافرة ـ وهذا ما يؤكد ايمانه، وما مورد الذم في الآيتين القرآنيتين المباركتين إلا استهداف الهي لقومه بما كفروا وليس له شخصيا.
وقد استشهد القرآن الكريم بفعل هذا القوم ـ تكذيبهم للأنبياء وعبادتهم للنيران والأوثان ـ كداع لهلاكهم بسيل العرم كوعيد من الله سبحانه وتعالى ((كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (15) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ(15))(ق ـ 12 ـ15).
الموضوع الأصلي : قصة قوم تُبع     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : زهرة اللوتس

rwm r,l jEfu

]]>
اسلاميات عطر زهرة اللوتس https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21778
قصة قوم عاد https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21777&goto=newpost Wed, 17 Apr 2024 02:24:05 GMT بسم الله الرحمن الرحيم قصة قوم عاد الذين أرسل إليهم الله عز وجل إليهم سيدنا هود عليه السلام، واحد من أفضل الأنبياء الذين جاءوا للدعوة لله...


بسم الله الرحمن الرحيم



قصة قوم عاد الذين أرسل إليهم الله عز وجل إليهم سيدنا هود عليه السلام، واحد من أفضل الأنبياء الذين جاءوا للدعوة لله وحده لا شريك له، المميز في قوم عاد أنهم كانوا من الشعوب العربية.
وكانوا متيمين بعبادة الأصنام، حيث كانت أصنامهم هي أجدادهم، وكبار هذه القبيلة، حيث يرجع اسم قوم عاد إلى واحد من كبار هذه القبيلة وهو نفسه يدعى عاد.
قوم عاد هم أحد الشعوب العربية الذين كانوا يعبدون الأصنام،وهم ينتمون في الأصل إلى عوص بن أرم بن سام بن نبي الله نوح عليه السلام.
كان هؤلاء القوم يأخذون من الأحقاف مساكن، وهناك اعتقاد سائد أنهم كانوا موجودين بين كل من عمان واليمن.
وكانت عاصمة بلادهم هي مدينة إرم، وهذه المدينة يظن أنها موجودة في الربع الخالي بين السعودية وكذلك اليمن الجنوبي.
تميزت حياة هؤلاء القوم بأنها كانت حياة مليئة بالرفاهية حيث كان يملكون قصوراً شامخة.
وخيرات عديدة، وبالرغم من أن هذه الأمور هي من نعم الله عليهم إلا أنهم ظلوا يتخذوا من الأوثان آلهة للعبادة.
وكانت الآلهة الخاصة بهم ثلاثة وهم هباء وصمود وصداء، وهذا الأمر يتماشى مع قوم نوح عليه السلام الذين عبدوا.
كذلك أوثاناً تعرف بالأسماء التالية (ود وسواع ويعوق ويغوث ونسرا).



دعوة سيدنا هود لقوم عاد

بعد أن بُعث نبي الله هود عليه السلام إلى قوم عاد حتى يدعوهم إلى دعوة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.
قام بتذكرهم بعذاب يوماً عظيم وهو يوم القيامة، لذا كان ردهم على ذلك هو الاحتقار والتكذيب.
وقاموا بوصف سيدنا هود بأوصاف بشعة مثل أنه شخص طائش، وسفيه بالرغم من قوله إنه رسول من الله جاء للنصح.
نهاية القول لم يستمع قوم عاد إلى جميع نصائح سيدنا هود عليه السلام، ولم يشكروا الله سبحانه وتعالى على النعم التي يملكونها.
بل أصبحوا منغمسين في الشهوات أكثر.

هلاك قوم عاد

كان الهلاك هو مصير قوم عاد المحتوم جراء رفضهم النصح من سيدنا هود عليه السلام، لهذا سلط الله عليهم بلاء الجفاف والقحط الشديد.
وبعد ذلك توجهوا إلى عبادة الأصنام مرة أخرى وذلك حتى يستغيثون بها.
ولكن في حقيقة الأمر كانت هذه الاستغاثة في ضلال.
حيث قال تعالى (قَالُواْ يَهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيَ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ).
ذات يوم ظهرت سحابة ضخمة الحجم وكانت مجتمعة في السماء.
لذا ظن قوم عاد أنها مساعدة وفرتها لهم الآلهة وأن السماء سوف تمطر، لذا تجمعوا جميعهم تحتها.
وفي حقيقة الأمر كانت السحاب حاملة ريحًا صرصرًا عاتية، وجعلت هذه الرياح الباردة والقوية قوم عاد وكأنهم رميم.
حتى أنها هدمت مساكنهم، واستمر عذاب قوم عاد لمدة سبعة ليالي وثمانية أيام.
ذكرت قصة قوم عاد في العديد من الآيات القرآنية الكريمة، وذلك حتى يوضح الله لعباده الأمثال من خلال العباد الذين عاشوا قبلهم، وفيما يلي الآيات التي ذكرتهم:
  • أهم الأمور التي ميزت قوم عاد أنهم كان يملكون أنعام كثيرة.
    • وكذلك بنين، وجنات، وعيون، وجاء ذلك في قول الله تعالى (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
  • كذلك ذُكر أنهم كانوا يأخذون من الأحقاف مسكن.
    • وذلك في قوله تعالى: (وَإذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ.
    • وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا الله إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
  • ذكر عنهم كذلك أنهم قاموا ببناء مدن شاهقة وكبيرة الارتفاع.
    • وذلك في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ).
  • كان لهم أيضاً صروح مرتفعة، وقصور عملاقة، حيث ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ).
  • جاء ذكر عذابهم الأليم في قول الله سبحانه وتعالى (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ، فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ).
الموضوع الأصلي : قصة قوم عاد     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : زهرة اللوتس

rwm r,l uh]

]]>
اسلاميات عطر زهرة اللوتس https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21777
قصة اصحاب الايكة https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21776&goto=newpost Wed, 17 Apr 2024 02:20:45 GMT بسم الله الرحمن الرحيم حينما نتطرق إلى قصص القرآن الكريم نستذكر الحوادث الواقعة وأحوال الأمم الماضية والنبوات السابقة كما أخبرنا بها...
بسم الله الرحمن الرحيم



حينما نتطرق إلى قصص القرآن الكريم نستذكر الحوادث الواقعة وأحوال الأمم الماضية والنبوات السابقة كما أخبرنا بها الله في كتابه العزيز، فقد اشتمل القرآن على كثير من وقائع الماضي وذكر البلاد والديار وتتبع آثار كل قوم وحكى صورة ناطقة لما كان يدور في هذه العصور، والمغزى من ذلك قوة التأثير في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق، فهناك قصص عرضت بالكامل في سورة واحدة وأخرى عرض جزء منها في سورة والآخر في سورة أخرى.
فقد بين الله لنا أصول الدين المشتركة بين جميع الأنبياء. فهذه القصص ليست مفتراة بدليل وجود أمثالها بين الناس، ففيها الحكم والعبر ونستفيد منها الكثير.
وبعد ما ذكرناه، نترككم كي تعايشوا هذا الجو القصصي في حلقات رمضانية متتالية، سيتم نشرها تباعا لكي نستفيد من مغزاها والدروس المستفادة منها، وتكون خير معين لنا في فهم ديننا وإيصاله للناس بالصورة الصحيحة وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى إنه نعم المولى ونعم النصير.

- استعمال عبارة «أصحاب الأيكة» إشارة إلى النعم التي أعطاها الله لهم
- استمر شعيب يجادلهم بلطف لاستمالتهم باللين واجتذابهم بالرفق
- انتصر الله لنبيه فأهلك هؤلاء القوم بالصيحة بعد الصبر والانتظار



«أصحاب الأيكة» هم قوم شعيب، مملكتهم مدين، وعاصمتهم تسمى «مغاير» ومدين مملكة ومنطقة كانت لقبيلة من العرب في شمال غرب الجزيرة العربية وهي تحديداً تقع بالقرب من مدينة البدع التابعة لمنطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية، وكان أهلها يعملون بالتجارة، بعث الله فيهم نبيه شعيباً، يحضهم على المتاجرة الشريفة، قال تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)، «سورة هود: الآية 84»، فرفضوا أن يسمعوا دعوته ويتركوا المعاصي، فآمن به القليل ورفض أعظمهم وسخروا منه واستكبروا.
وردت قصة «أصحاب الأيكة» في سور الأعراف وهود والعنكبوت، وتكاملت في سورة الشعراء، قال تعالى: (كذب أصحاب الأيكة المرسلين* إذ قال لهم شعيب ألا تتقون* إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون* وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين* أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين* وزنوا بالقسطاس المستقيم* ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين* واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين* قالوا إنما أنت من المسحرين * وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين * قال ربي أعلم بما تعملون * فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم* إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين)، «سورة الشعراء: 176 - 190».
يقول العلماء والمفسرون، ولعل استعمال القرآن لعبارة «أصحاب الأيكة» في تسميتهم، إشارة إلى النعم التي أعطاها الله لهم، والأيكة هي الشجرة، والأيك الشجر الملتف الكثيف، ووصفت ارض مدين قديما بكثافة أشجارها وبساتينها، ولكنهم استبدلوا الكفر بالشكر، فأقاموا صرح الظلم والاستبداد، قال قتادة، كان أصحاب الأيكة أهل غيضة وشجر وكانت عامة شجرهم الدوم وهو شجر المقل، ويذكر إنهم عاشوا في بلدة مليئة بالماء والأشجار بين الحجاز والشام وكانت حياتهم مرفهة ثرية فأُصيبوا بالغرور والغفلة، فأدى ذلك إلى الاحتكار والفساد في الأرض. بعث الله لهم النبي شعيب عليه السلام الذي أعطاه الله ميزة المخاطبة الحسنة والأسلوب البليغ والمقنع، حتى قيل إنه خطيب الأنبياء فدعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وينهاهم عن الغش وأوصاهم بإقامة العدل وبشرهم وأنذرهم وبالغ في وعظهم، وإن فعلوا، فسينعمهم بعيشتهم ورزقهم، وإلا فسيخسرون النعمة ويواجهون عذابا في الآخرة، فلم يجبه القوم إلا بالعصيان والاستهزاء والسخرية.

جزاء
استمر شعيب يجادلهم بلطف مؤثرا استمالتهم باللين واجتذابهم بالرفق، ولكن القوم في الضلال ممعنون، وفي الغواية سابحون، فدعا عليهم فاستجاب الله دعاءه وابتلى القوم بالحر الشديد، لا يروي ظمأهم ماء، ولا تقيهم ظلال ولا تمنعهم تلال أو جبال، ففروا هاربين ورأوا سحابة ظنوها مظلة عن حرارة الشمس، وحسبوها ستارا من شدة الحر فاجتمعوا تحتها وما أن اكتمل عددهم وصاروا كلهم تحت الغمامة، حتى بدأت ترميهم بأسراب من الشرر واللهب، وجاءتهم الصيحة وعذاب الظلة من السماء، وزلزلت الأرض تحت أقدامهم حتى زهقت أرواحهم وهلكوا جميعا، قال الضحاك وكان ظلمهم بشركهم بالله وقطعهم الطريق، ونقصهم المكيال والميزان، فانتقم الله منهم بالصيحة والرجفة وعذاب يوم الظلة.
وجاء في «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» للشنقيطي، ذكر جل وعلا أن أصحاب الأيكة كانوا ظالمين وأنه انتقم منهم بسبب ظلمهم، فبين أن ظلمهم هو تكذيب رسولهم وتطفيفهم في الكيل، وبخسهم الناس أشياءهم، وأن انتقامه منهم بعذاب يوم الظلة، وبين أنه عذاب يوم عظيم، والظلة سحابة أظلتهم فأضرمها الله عليهم نارا فأحرقتهم. قال لهم‏ شعيب، ‏يا قوم لا يجرمنكم شقاقي‏، أي لا تحملنكم عداوتي وبغضي على الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر والفساد، فيصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط من النقمة والعذاب، فيصيبكم من العذاب ما أصابهم، ولما يئس من استجابتهم قال‏‏ يا قوم ‏‏اعملوا على مكانتكم‏،‏ أي طريقتكم، وهذا تهديد شديد، ‏‏إني عامل‏ على طريقتي، ‏وسوف تعلمون من منا ومنكم يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب، وانتظروا ‏‏إني معكم رقيب‏. (القاهرة - الاتحاد)
في ديارهم جاثمين
بعد الصبر والانتظار، انتصر الله لنبيه فأهلك هؤلاء القوم بالصيحة كما في قوله تعالى: (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود)، جمع الله عليهم أنواعا من العقوبات، وأشكالاً، لما اتصفوا به من قبيح الصفات، سلط الله عليهم رجفة شديدة أسكنت الحركات، وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات، وظلة أرسل عليهم منها شرر النار من سائر أرجائها والجهات.

هل مدين هم أصحاب الأيكة ؟
في سياق البحث في مواضع قصة شعيب مع قومه في القرآن الكريم اعترضت مسألة مهمة، لا بد من الفصل فيها لتحديد مسار البحث، حيث ورد في سور ”الأعراف وهود والعنكبوت“ أن شعيباً أرسل إلى ”مدين“ كما قال تعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيباً...) [الأعراف/85، وهود/84 والعنكبوت/36]، وورد في سورة ”الشعراء“ أنه أرسل إلى ”أصحاب الأيكة“ كما قال تعالى: (كذب أصحاب الأيكة المرسلين . إذ قال لهم شعيب ألا تتقون) [الشعراء/176-177]، فهل شعيب أرسل إلى قومه ”مدين“ وهم يوصفون بأنهم ”أصحاب الأيكة“ ؟ أو أنه أرسل إلى قومين: قومه ”مدين“ و”أصحاب الأيكة“ وهم مجاورون لهم؟.

معلومات عن أصحاب الأيكة
بعث الله سبحانه وتعالى إلى الأقوام الغابرة رسلا وأنبياء ليبلغوا رسالته ويخرجون الناس من الظلمات إلى النور ولتكون حجة عليهم يوم القيامة فامن من آمن وهلك من كفر بعذاب شديد ورغم ذلك التي أقوام من بعدهم عرفوا بعذاب من قبلهم فلم يتعظوا وظنوا العذاب عنهم بعيد وغرتهم الحياة الدنيا فتمسكوا بعبادات آبائهم وأجدادهم أما لأنها تخدم مصالحهم وأما تعنتاً وتمسكاً بعادات بالية وكذلك كان أصحاب الأيكة فمن هم أصحاب الأيكة؟

أصحاب الأيكة وأهل مدين
أصحاب الأيكة هم قوم سكنوا الجهة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية وكانوا ينحتون منازلهم في الجبال، عملوا برعي الأغنام والتجارة أما سبب تسميتهم بهذا الاسم هو أنهم كانوا يعبدون الأيكة وهي شجرة عظيمة ملتفة الأغصان وقد بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا شعيب عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وقد ذكر في القران الكريم أهل مدين مع سيدنا شعيب عليه السلام كما ذكر أصحاب الأيكة أيضا فهل نتحدث عن نفس القوم؟ للعلماء في ذلك رأيان اثنان فمنهم من قال أن سيدنا شعيب ارسل إلى قومين والراي الآخر يرى أن أصحاب الأيكة هم نفسهم أهل مدين انظر قوله تعالى”كذب أصحاب الأيكة المرسلين، إذ قال لهم شعيب إلا تتقون” سورة الشعراء وقوله تعالى في سورة الأعراف”وإلى مدين أخاهم شعيبا”يرى العلماء ان الله سبحانه قال أصحاب الأيكة هنا ترفعاً عن نسبة سيدنا شعيب إلى قوم كافرين يعبدون الشجر وفي الآية الثانية قال أخاهم ليدل انه من نفس القوم ويستدل العلماء بذلك لتشابه الظروف التالية لكلا الفئتين: طريقة العيش. والعذاب الذي حل بهما. والمعاصي التي ارتكبوها. ودعوة سيدنا شعيب
كما أسلفنا سابقا فإن أصحاب الأيكة كانوا تجارا لكنهم عرفوا بصفات سيئة؛ اذ كانوا ينقصون الميزان ويأكلون الربا كما انهم لصوص يقطعون الطريق ويأخذون أموال الناس ويفرضون عليهم الضرائب. وقد نهاهم سيدنا شعيب عن ذلك وحاورهم باللين موضحاً لهم إن الرزق الحلال وان كان قليلا لكنه يغني صاحبه ببركة الله فيه وقد لقب سيدنا شعيب بخطيب الأنبياء فكان محاورا هادئاً لكنهم لم يستجيبوا له بل وأجاب بعضهم أن هذه الأموال أموالهم ولهم حرية التصرف بها ولا علاقة للدين بذلك بل وهددوه بالرجم لكنه لم ييأس فذكرهم بالأقوام السابقة وكيف كانت نهاية تجبرهم وأعراضهم لكن ما امن معه إلا قليل فأنذرهم بعذاب قريب.

عذاب شديد
أصاب أهل مدين عذاب شديد على ثلاث مراحل: أظلتهم أولا غمامة فيها نار ولهب وهذا عذاب يوم الظلة. و اهتزت الأرض من تحت أقدامهم فدمرت بيوتهم وهذه الرجفة. وأخيرا الصيحة التي قضت عليهم. ونجا الله شعيبا والذين امنوا معه وهذه سنة الله في الأرض، يمحق الكافر ويورث الأرض لعباده الصالحين.
أصحاب الأيكة في التوراة
ذكر كتاب التوراة أصحاب الأيكة مرات عديدة، وأنهم قوم مدين، ومدين هو ابن إبراهيم عليه السلام، وأنّهم سكنوا صحراء النقب في فلسطين، وقد لجأ إليهم موسى عندما فرّ من مصر، وبقي عندهم أربعين سنة، وتزوّج إحدى بناتهم، كما يذكر التوراة بأنهم تحالفوا مع العمالقة وغزو بني إسرائيل.

اثار قوم مدين
مَديَن أو المدينيين (أصحاب الأيكة)، اسم قبيلة من العرب القدماء في شمال غرب الجزيرة العربية تقع اثار مساكنهم بالقرب من مدينة البدع التابعة لمنطقة تبوك التي تقع شمال غرب المملكة العربية السعودية، كان أهل مدين رعاة غنم وتجاراً ويغشون في الأوزان ويعبدون شجرة الأيك.[1] وحسب القرآن بعث الله فيهم نبيه شعيب لكي يحثهم على المتاجرة الشريفة فرفضوا أن يسمعوا دعوته بان يؤمنوا بالله ويتركوا المعاصي. وقد ذهب إليها نبي الله موسى بعد أن هرب من فرعون.

الكتب اليهودية
ذكر قوم مدين عدة مرات في الكتب اليهودية بان شعب مدين كانوا يسكنون في النقب ضمن قائمة شعوب تسكن في النقب وسيناء. وذكر أيضا: ان مدين هو ابن إبراهيم وان النبي يوسف باعة اخوته إلى المدينيين وان مدين المكان الذي لاجا إليه النبي موسى أربعون سنة في المنفى بعد قتله مصري وتزوج موسى إحدى بنات المدينيين وان المدينيين في النقب تحالفوا مع عمليق وقاموا بعدة هجمات على أطراف بني إسرائيل مما أزعج الإسرائيليين كثيراً

بيت منحوت في الجبل في مدائن شعيب
يقولون‏:‏ ‏{‏يا شعيب ما نفقه‏}‏ ما نفهم ‏{‏كثيرا‏}‏ من قولك، ‏{‏وإنا لنراك فينا ضعيفا‏}‏ روي عن سعيد بن جبير والثوري أنهما قالا‏:‏ كان شعيب ضرير البصر، قال السدي‏:‏ أنت واحد، وقال أبو روق‏:‏ يعنون ذليلاً، لأن عشيرتك ليسوا على دينك، ‏{‏ولولا رهطك لرجمناك‏}‏ أي قومك لرجمناك‏}‏ قيل‏:‏ بالحجارة، وقيل‏:‏ لسببناك، ‏{‏وما أنت علينا بعزيز‏}‏ أي ليس عندنا لك معزة، ‏{‏قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من اللّه‏}‏، يقول‏:‏ أتتركوني لأجل قومي، ولا تتركوني إعظاماً لجناب الرب تبارك وتعالى أن تنالوا نبيّه بمساءة وقد اتخذتم جانب اللّه ‏{‏وراءكم ظهريا‏}‏ أي نبذتموه خلفكم لا تطيعونه ولا تعظمونه، ‏{‏إن ربي بما تعملون محيط‏}‏ أي هو يعلم جميع أعمالكم وسيجزيكم عليها‏.‏
ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب ‏.‏ ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ‏.‏ كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ‏
لما يئس نبي اللّه شعيب من استجابتهم له قال‏:‏ يا قوم ‏{‏اعملوا على مكانتكم‏}‏ أي طريقتكم، وهذا تهديد شديد ‏{‏إني عامل‏}‏ على طريقتي، ‏{‏سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب‏}‏، أي مني ومنكم، ‏{‏وارتقبوا‏}‏ أي انتظروا، ‏{‏إني معكم رقيب‏}‏، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏جاثمين‏}‏ أي هامدين لا حراك بهم‏.‏ وذكر ههنا أنه أتتهم صحية، وفي الأعراف رجفة، وفي الشعراء ‏{‏عذاب يوم الظلة‏}‏، وهم أمة واحدة اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقم كلها، وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه، وقوله‏:‏ ‏{‏كأن لم يغنوا فيها‏}‏ أي يعيشوا في دارهم قبل ذلك ‏{‏ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود‏}‏ وكانوا جيرانهم قريباً منهم في الدار، وشبيهاً بهم في الكفر وكانوا عرباً مثلهم‏.‏

مدين في السُّنّة
في حديث أبي ذر الذي في صحيح ابن حبان في ذكر الأنبياء والرسل قالأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر) وكان رسول الله إذا ذكر شعيباً قال: (ذاك خطيب الأنبياء).
الموضوع الأصلي : قصة اصحاب الايكة     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : زهرة اللوتس

rwm hwphf hghd;m

]]>
اسلاميات عطر زهرة اللوتس https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21776
قصة اصحاب القرية https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21775&goto=newpost Wed, 17 Apr 2024 02:17:37 GMT بسم الله الرحمن الرحيم أخبر سبحانه قصة أصحاب القرية بقوله: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما...


بسم الله الرحمن الرحيم



أخبر سبحانه قصة أصحاب القرية بقوله: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين * قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون * وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون * وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون * إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون * قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون * يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون * ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون * وإن كل لما جميع لدينا محضرون} (يس:13-32).
هذا مثل من الأمثال القصصية ضربه سبحانه لعُبَّاد الأصنام، يحذرهم فيه من مغبة الكفر والشرك، وينذرهم أن يحلَّ بهم ما حلَّ بكفار أهل هذه القرية، بعد أن أصروا على كفرهم وشركهم بالله سبحانه. ومناسبته لما قبله أن الله تعالى بعد أن عرض في بداية السورة قضية الوحي والرسالة وقضية البعث والحساب في صورة تقريرية، عاد ليعرضهما في صورة قصصية، تلمس القلب بما كان من مواقف التكذيب والإيمان وعواقبهما معروضة كالعِيان.
ولم يذكر القرآن شيئاً عن هذه القرية، ولا عن أهلها سوى أنهم كانوا أصحاب شرك يعبدون الأصنام، فأرسل الله تعالى إليهم رسولين -كما أرسل موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون وملئه- فكذبوهما، فعزز الله تعالى برسول ثالث؛ ليؤكد أنه، وأنهما، مرسلون من عند الله تعالى، لا من عند غيره. وتقدم الثلاثة بدعواهم ودعوتهم من جديد، وهنا اعترض عليهم أصحاب القرية بالاعتراضات المكرورة في تاريخ الرسل والرسالات، فكذبوا دعواهم، وردوا دعوتهم بحجج واهية، تدل على سذاجة تصورهم وإدراكهم لحقيقة الرسل؛ كما تدل على جهلهم بحقيقة الرسالة التي أرسلوا إليهم من أجلها. ولما أُسقط في أيديهم، لجؤوا إلى التهديد والوعيد، ولم يؤمن منهم إلا رجل واحد، كان يسكن في ناحية القرية، فلما سمع بدعوة هؤلاء المرسلين، استجاب لها بفطرته السليمة، بعد أن رأى فيها من دلائل الحق والمنطق ما يتحدث عنه في مقالته لقومه. وحينما استشعر قلبه حقيقة الإيمان، تحركت هذه الحقيقة في ضميره، فلم يطق عليها سكوتاً، {وجاء من أقصى المدينة يسعى}؛ ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق، وفي كفهم عن البغي، وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم، الذي يوشكون أن يصبُّوه على المرسلين. ولكن القوم لم يمهلوه حتى قتلوه، فكان جزاؤه الجنة، وكان جزاء قومه أن أُهلكوا بالصيحة؛ كما أخبر الله تعالى عنهم في نهاية القصة.
وقد ذكر كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية، وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلاً من عند المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما نصَّ عليه قتادة وغيره، ولم يُذْكَرُ عن واحد من متأخري المفسرين غير هذا القول.
وليس في ذلك ما يدل على أن هذه القرية هي أنطاكية، أو يشير إلى أن هؤلاء المرسلين هم رسل المسيح عليه السلام، كما ذكر أكثر المفسرين من السلف؛ لأن قصة هذه القرية وأهلها كانت قبل المسيح عليه السلام، ثم بعد هذا عمرت أنطاكية، وبقي أهلها على شركهم، إلى أن جاءهم من جاءهم من الحواريين، فآمنوا بالمسيح عليه السلام على أيديهم، ودخلوا دينه. وكانت أنطاكية أول المدائن الأربعة الكبار التي آمن أهلها بالمسيح عليه السلام، وكان ذلك بعد رَفْعِه إلى السماء؛ ولكن ظن من ظن من المفسرين أن المرسلين المذكورين في هذه القصة أنهم رسل المسيح، وأنهم من الحواريين.
تبدأ قصة هذا المثل بقول الله عز وجل: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}، وهو خطاب من الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم، يأمره فيه بأن يضرب لقومه مثلاً بأصحاب هذه القرية؛ إذ جاءهم المرسلون، فكذبوهم، فأنزل الله تعالى عليهم عذابه.
وهنا اعترض أصحاب القرية على الرسل، فأجابوهم بقولهم: {ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون}، أي: ليس لكم علينا مزيَّة موجبة لاختصاصكم بما تدَّعونه من أنكم مرسلون، وما أنزل الرحمن شيئاً من وحي، أو غيره على أحد - كما تدَّعون- وما أنتم إلا تكذبون في دعواكم هذه.
ومثل هذا الإنكار والتكذيب هو خطاب المشركين لمن قال: إن الله أرسله، وأنزل عليه الوحي، لا لمن جاء رسولاً من عند رسول؛ فقد جعلوا كونهم بشراً مثلهم دليلاً على عدم إرسالهم. وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة؛ كما أخبر الله تعالى عنهم، فقال: {ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا} (التغابن:6)، أي: عجبوا من ذلك، وأنكروه؛ ولهذا قال هؤلاء الكفرة: {ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون}.
فكان جواب المرسلين لهم عن إنكارهم وتكذيبهم أن قالوا: {ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون}. ولما ضاقت الحيل على أصحاب القرية، وعيَّت بهم العلل، قالوا: {إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم}، أي: تشاءمنا بكم، قالوا ذلك جَرْياً على دَيْدَن الجهلة، حيث يتيمَّنون بكل ما يوافق شهواتهم، وإن كان مُسْتجْلِباً لكل شرٍّ، ويتشاءمون بما لا يوافقها، وإن كان مُسْتتْبِعاً لكل خير. وهذه حجة العاجز الذي لا يستطيع أن يحتج بشيء، فيلوذ إلى اتهام خصومه بالتطيُّر. ونظير ذلك قوله تعالى عن آل فرعون: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون} (الأعراف:131)، وقال تعالى عن قوم صالح: {قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون} (النمل:47).
فأما النموذج الآخر الذي اتَّبع الذكر، وخشِي الرحمن بالغيب، فكان له مسلك آخر، وكانت له استجابة غير هذه الاستجابة، ويتمثل في هذا الرجل الذي أخبر الله عنه، وحكى قصته بقوله تعالى: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون}، إنه رجل جاء من أبعد مواضع مدينته، مسرعاً في مشيه؛ لبُعد محله ومزيد اهتمامه، حرصاً منه على نصح قومه، ونُصْرة المرسلين، وتعزيز دعوتهم، ملبياً نداء الفطرة. والظاهر أن هذا الرجل لم يكن ذا جاه ولا سلطان، ولم يكن في عِزَّة من قومه، أو منعة من عشيرته؛ ولكنها العقيدة الحيَّة في ضميره تدفعه، وتجيء به من أقصى المدينة إلى أقصاها؛ لينضم إلى موكب المرسلين. وليس مهمًّا بعد ذلك، إن كان هذا الرجل هو حبيب النجار -على ما قيل- أو غيره؛ لأن معرفة ذلك لا يزيد شيئاً في دلالة القصة وإيحائها.
وقد بدأ هذا الرجل خطابه لقومه بقوله:{يا قوم اتبعوا المرسلين}، وفي قوله إشارات لطيفة:
أولها: قوله: {يا قومِ} ينبئ عن إشفاقه عليهم، وأنه لا يريد بهم إلا خيراً؛ ولهذا أضافهم إلى نفسه، ولم يقل: يا قومُ ! وأيضاً أراد تأليف قلوبهم، واستمالتها نحو قبول نصيحته.
وثانيها: قوله: {اتبعوا المرسلين} جمع بين إظهار نصحه لقومه، وإظهار إيمانه؛ لأن قوله: {اتبعوا} إظهار للنصح، وقوله: {المرسلين} إظهار لإيمانه.
وثالثها: أنه قدَّم في قوله السابق إظهار النصح على إظهار الإيمان؛ لأنه كان ساعياً في النصح. وأما الإيمان فكان قد آمن من قبل. وقوله تعالى في حقِّه: {رجل يسعى} يدل على كونه مريداً للنصح. وممَّا ذكر في حكاية هذا الرجل أنه كان يقول، وهو يسعى إلى قومه: اللهم! اهدِ قومي. ونظير قوله هذا قول مؤمن آل فرعون: {يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد} (غافر:38). وأضاف الرجل المؤمن قائلاً: {وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون * إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون}، فاحتج على قومه بما ركَّبه الله تعالى في فِطَر الناس وعقولهم من حسن عبادته وحده، وقبح عبادة غيره؛ لأنه الفاطر لهم، ولا إله لهم غيره، ولا رب لهم سواه، وهو وحده المستحق للعبادة. وهذا ما قرَّره سبحانه في كتابه، ودعا إليه، وأوحى به إلى رسله، فقال جل شأنه: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} (الأنبياء:25).
فهذه الكلمة هي كلمة الإخلاص لله جل وعلا، وهي البراءة من كل معبود؛ إلا من الخالق الذي فطر الخلق جميعهم؛ كما قال صاحب ياسين هنا: {وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون}، فأخرج الحجة عليهم في معرض المخاطبة لنفسه، وهو يريد مناصحتهم تلطفاً بهم، ومداراة لهم؛ ولأنه أدخل في إمحاض النصح، حيث لا يريد لهم إلا ما يريد لنفسه، ونبَّه العقول بذلك على أن عبادة العبد لمن فطره أمر واجب، وأن تركها مستهجن، والإخلال بها قبيح؛ فإن خلق الله تعالى لعباده أصل إنعامه عليهم، ونعمه كلها بعدُ تابعة لإيجادهم وخلقهم، وقد جبل الله تعالى العقول والفِطَر على شكر المنعم، ومحبة المحسن.
ثم أقبل هذا الرجل المؤمن على قومه، مخوِّفاً لهم تخويف الناصح، بأن إلى الله مرجعهم جميعاً، فيعاقبهم على شركهم {وإليه ترجعون}. ثم احتج عليهم بما تَقِرٌّ به عقولهم وفطرهم من قُبْح عبادة غيره، وأنها أقبح شيء في العقل وأنكره، فقال: {أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون}، فبيَّن أن هذه الآلهة التي تعبد من دون الله تعالى باطلة، وأن عبادتها باطلة؛ لأن العابد يريد من معبوده أن ينفعه وقت حاجته إليه، فإذا أراده الرحمن الذي فطره بضُرٍّ، لم يكن لهذه الآلهة من القدرة ما ينقذه بها من ذلك الضُّرّ، وليس لهذه الآلهة من الجاه والمكانة عند الله تعالى ما يشفع له إليه؛ ليتخلص من ذلك الضُّرِّ. فبأي وجه من الوجوه تستحق هذه الآلهة الباطلة العبادة؟ فمن يعبد من دون الله آلهة هذا شأنها، يكون في ضلال ظاهر بيِّن، لا يخفي على أحد من ذوي العقول والبصائر، وهذا ما أراده بقوله: {إني إذا لفي ضلال مبين}.
وبعد أن تحدث بلسان الفطرة الصادقة العارفة الواضحة، أعلن قراره بالإيمان في وجه قومه المكذبين المهددين المتوعدين، غيرَ مبالٍ بالعواقب؛ لأن صوت الفطرة في قلبه كان أقوى من كل تهديد، ومن كل تكذيب؛ وذلك قوله: {إني آمنت بربكم فاسمعون}، وفي قوله:{فاسمعون} -كما ذكر الفخر الرازي- فوائد:
أحدها: أنه كلامُ مُتَرَوٍّ متفكِّر، فإن المتكلم إذا كان يعلم أن لكلامه جماعة سامعين، يتفكَّر.
وثانيها: أنه ينبه القوم، ويقول: إني أخبرتكم بما فعلت، حتى لا تقولوا: لِمَ أخفيت عنا أمرك؟ ولو أظهرته، لاتبعناك.
وثالثها: أن يكون المراد: السماع الذي بمعنى القَبول. يقول القائل: نصحته، فسمع قولي، أي: قبله.
ويُسدل بعد ذلك الستار على الدنيا وما فيها من حطام، وعلى القوم وما هم فيه من كِبَر وعناد، وما هم عليه من كفر وشرك، ونرى الموت نقلة من عالم الفناء إلى عالم البقاء، وخطوة يخلص بها المؤمن من ضيق الأرض إلى سعة الجنة، ومن تطاول الباطل إلى طمأنينة الحق، ومن تهديد البغي إلى سلام النعيم، ومن ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين، ونرى هذا الرجل، الذي جهر بكلمة الحق، وقذف بها في وجوه قومه الطغاة، نراه في الجنة ينعم بما ادخر الله له فيها من كرامة، تليق بمقام المؤمنين المخلصين الصابرين، ونسمعه، وهو يتمنى أن يعلم قومه بما غفر له ربه، وجعله من عباده المكرمين؛ وذلك قوله تعالى: {قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين}.
أما الكفرة الطغاة فقد كانوا أهون على الله تعالى من أن يهلكهم بأن ينزل عليهم جنداً من السماء؛ كالحجارة، والريح، وغير ذلك؛ كما فعل بكفار مكة يوم بدر والخندق. وما كان ليرسل ذلك على الأمم قبلهم، إذا أراد إهلاكهم؛ بل يبعث عليهم عذاباً يدمرهم، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين} وهو خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، وفيه توعُّد لقريش أن يصيبهم ما أصاب قوم هذا الرجل من الهلاك؛ إذ هذا هو المروِّع لهم من هذا المثل.
والسر في هذا النفي وتأكيده هو أنه تعالى قدَّر لكل شيء سبباً، وأجرى سنَّته في هلاك من أهلك من الأمم المكذبة على بعض الوجوه دون بعض؛ حيث أهلك بعضهم بالحاصب، وبعضهم بالصيحة، وبعضهم بالخسف، وبعضهم بالإغراق، وبعضهم بالمطر؛ كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله: {فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} (العنكبوت:40)، {وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين} (الأعراف:84)، {وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين} (الشعراء:173) هذه هي {سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا} (الأحزاب:62) {فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا} (فاطر:43)
ولم يجعل سبحانه وتعالى إنزال الجند من السماء في إهلاك المكذبين إلا من خصائص محمد صلى الله عليه وسلم في الانتصار له من قومه، خلافاً لهؤلاء القوم الذين عاجلهم بالهلاك، إن كانت إلا صيحة واحدة، أخمدت أنفاسهم، وجعلتهم أثراً بعد عين: {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون} قال المفسرون: أرسل الله تعالى عليهم جبريل عليه السلام، فأخذ بعضادتي باب بلدهم، ثم صاح بهم صيحة واحدة، فإذا هم صرعى بائدون عن آخرهم، لم يبق فيهم روح تتردد في جسد. وفي ذلك إشارة إلى تهوين شأنهم، وتصغير قدرهم، وإيماء إلى تفخيم شأن الرسول.
يسدل الستار على مشهد هؤلاء القوم البائس المهين الذليل. وفي هذه اللحظة الحاسمة التي يختار فيها الإنسان الضلالة على الهداية والباطل على الحقّ، يصِحُّ أن يخاطبهم الله سبحانه وتعالى بقوله: {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون}، وهو تذييل من كلام الله تعالى واقع موقع الرثاء للأقوام المكذبين للرسل، شامل لقوم هذا الرجل المقصودين بسَوْق المثل السابق، واطراد هذا السَنَن القبيح فيهم. وقوله تعالى: {يا حسرة على العباد} نداء للحسرة عليهم؛ كأنما قيل لها: تعالَيْ يا حسرة! فهذه من أحوالك التي حقُّك أن تحضري فيها، وهي حال استهزائهم بالرسل، والمعنى: أنهم أحقاء بأن يتحسَّر عليهم المتحسِّرون، ويتلهَّف على حالهم المتلهِّفون.
ثم قال عز وجل: {ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون}، فبين سبحانه وجه التحَسِّر عليهم، وسبب ندامتهم؛ لأن قوله:{يا حسرة على العباد}، وإن كان قد وقع بعد ذكر أهل القرية، فإنه لما عُمِّم على جميع العباد، حدث إيهام في وجه العموم، فوقع بيانه بأن جميع العباد مساوون لمن ضُرِبَ بهم المثل، ومن ضُرِب لهم في تلك الحالة الممثل بها، ولم تنفعهم المواعظ والنذر البالغة إليهم من الرسول المرسل إلى كل أمة منهم، ومن مشاهدة القرون الذين كذبوا الرسل فهلكوا، فعُلم وجه الحسرة عليهم إجمالاً من هذه الآية، ثم تفصيلاً من قول الله تعالى بعد: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} (يس:31)
هذا هو المثل الذي ضربه الله عز وجل للمشركين الذين واجهوا دعوة الإسلام في بدايتها بالتكذيب، ضربه لهم في قصة أصحاب القرية المكذبين الذين انتهى أمرهم فجأة بصيحة واحدة أخمدت أنفاسهم، وجعلتهم نسياً منسيًّا. ويبدأ الحديث بعدها بالتعميم في موقف المكذبين بكل ملة ودين، ويعرض صورة البشرية الضالة على مدار القرون، وينادي على العباد نداء الحسرة وهم لا يتعظون بمصارع الهالكين الذين يذهبون أمامهم، ولا يرجعون إلا يوم الدين.

الموضوع الأصلي : قصة اصحاب القرية     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : زهرة اللوتس

rwm hwphf hgrvdm

]]>
اسلاميات عطر زهرة اللوتس https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21775
ثلاثة لا ينظر الله الرواية الخامسة https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21774&goto=newpost Wed, 17 Apr 2024 02:13:01 GMT قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ،...
قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى)،[٥][٤٣] وبيانُ هذه الأصناف فيما يأتي: العاق لوالديه: العُقوق ضدّ البِر، فيُقال عقّ والديه: أي قطعهما ولم يصل رحمه منهُما، ومن عُقوق الوالدين: تحزينُهُما، وزجرهما، ورفع الصوت عليهما، والتأفُّف من كلامهما وأوامرهما، والعبوس في وجههما، وانتقاد كلامهما والطعام الذي يصنعانه، وعدم الاهتمام برأيهما، وترك استئذانهما، وإثارة المُشكلات في حُضورهما، وشتمهما، وإيقاعهما في الحرج، وتفضيل الزوجة عليهما، والتخلّي عنهُما عند حاجتهما إليه، والبُخل عليهما.[٤٤] ومن عُقوق الوالدين عصيانهما وإغضابهما، وعدم الإحسان إليهما، وفعل ما يؤذيهما؛ سواءً بالقول أو الفعل،[٤٥] ويُعد عُقوق الوالدين من الكبائر، ولعظم حقّهما فقد قرن الله -تعالى- عبادته بالإحسان إليهما في كثيرٍ من الآيات، كقوله -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،[٤٦]وبر الوالدين هو جُزءٌ من رد الجميل إليهما لِما عانوه في تربيته، وحمل أُمّه به وإرضاعه.[٤٧] المتشبهة بالرجال: وتُسمّى أيضاً بالمرأة المُترجلة،[٤٨] فيحرُم على المرأة التشبه في اللبس بالرِجال مما كان لهم خاصة، كما يحرُم على الرجال لبس ما كان خاصاً للنِساء؛ كالأساور، والقلائد، وغيرها،[٤٩] ويلحق بذلك التشبه بهم في الكلام والمشي لمن يقصد ويتعمّد ذلك، وجاء في بعض الأحاديث لعن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- للمُتشبّهين بالجنس الآخر.[٥٠] الديوث: وهو الشخص الذي يوافق على الزنا في أهله مع علمه بذلك،[٤٨] وورد عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أن الديوث: هو الرجل الذي لا يُبالي بمن يدخُل على زوجته وأهل بيته، وتوعده الله -تعالى- بالوعيد؛ لأن ذلك مُنافياً لأصل الدين في الغيرة، فمن لا غيرة له فلا دين له، ويدُل ذلك على موت القلب والجوارح،[٥١] وقيل: هو الذي يرضى الزنا في أهله مع علمه، فلا يغضب لذلك ولا يمنعه، مما يدُل على ضعف دينه وقلة غيرته، أما من أنكر ذلك ولم يقدر أن يمنعه فهو خارج معنى الديوث
الموضوع الأصلي : ثلاثة لا ينظر الله الرواية الخامسة     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : زهرة اللوتس

eghem gh dk/v hggi hgv,hdm hgohlsm

]]>
اسلاميات عطر زهرة اللوتس https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21774
يوم الاهوال .. https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21746&goto=newpost Tue, 16 Apr 2024 04:12:30 GMT
يوم الاهوال ..

أَمَّا بَعدُ، فَـ "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ".
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، يَومُ القِيَامَةِ يَومٌ عَظِيمٌ، ذُو أَهوَالٍ شَدِيدَةٍ وَعَظَائِمَ مَهُولَةٍ، وَلَو لم يَكُنْ فِيهِ إِلاَّ تَغَيُّرُ العَالَمِ عُلوِيِّهِ وَسُفلِيِّهِ لَكَفَى، فَكَيفَ بِالعَرضِ وَالحِسَابِ، وَالبَعثِ وَالصِّرَاطِ، وَالمِيزَانِ وَالحَوضِ، وَتَطَايُرِ الصُّحُفِ وَأَهوَالِ النَّارِ، حَيثُ يُجَاءُ بِهَا عَلَى عِظَمِهَا إِلى المَوقِفِ يَجُرُّهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ ؛ في مَشهَدٍ مُرَوِّعٍ وَمَنظَرٍ فَظِيعٍ، قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ -: " وَجِيءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ " وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: " يُؤتَى بِجَهَنَّمَ يَومَئِذٍ لَهَا سَبعُونَ أَلفِ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبعُونَ أَلفِ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا " رَوَاهُ مُسلِمٌ. في يُومِ القِيَامَةِ – أَيُّهَا المُسلِمُونَ - تَنشَقُّ السَّمَاءُ وَتَنفَطِرُ، وَتَنكَدِرُ النُّجُومُ والكَوَاكِبُ تَنتَثِرُ، وَتُوقَدُ البِحَارُ وَتُفَجَّرُ، وَيُبعَثُ مَن في القُبُورِ وَتُبَعثَرُ، وَهُنَالِكَ تَعلَمُ كُلُّ نَفسٍ مَا تقَدَّمَ مِنهَا وَما تَأَخَّرَ ﴿ فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ نَفخَةٌ وَاحِدَةٌ. وَحُمِلَتِ الأَرضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً. فَيَومَئِذٍ وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ. وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَومَئِذٍ وَاهِيَةٌ. وَالمَلَكُ عَلَى أَرجَائِهَا وَيَحمِلُ عَرشَ رَبِّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ. يَوْمَئِذٍ تُعرَضُونَ لا تَخفَى مِنكُم خَافِيَةٌ ﴾..
في يَومِ القِيَامَةِ يَتَغَيَّرُ لَونُ السَّمَاءِ فَتَصِيرُ كَالوَردَةِ وَكَالدِّهَانِ، وَتُصبِحُ وَاهِيَةً ضَعِيفَةً كَالمُهلِ، وَتُكَوَّرُ الشَّمسُ وَالقَمَرُ وَسَائِرُ النُّجُومِ، ثم تُطوَى السَّمَاوَاتُ ﴿ يَومَ نَطوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ ﴾ ﴿ فَإِذَا بَرِقَ البَصَرُ. وَخَسَفَ القَمَرُ. وَجُمِعَ الشَّمسُ وَالقَمَرُ. يَقُولُ الإِنسَانُ يَومَئِذٍ أَينَ المَفَرُّ ﴾ إِنَّهُ يُرِيدُ الخَلاصَ وَيَبغِي النَّجَاةَ، وَلَكِنْ لا مَفَرَّ وَلا مَلجَأَ لأَحَدٍ دُونَ اللهِ ﴿ كَلاَّ لا وَزَرَ. إِلى رَبِّكَ يَومَئِذٍ المُستَقَرُّ. يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَومَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ يَا لَهُ مِن يَومٍ عَظِيمٍ، تُعَطَّلُ فِيهِ العِشَارُ وَتُهمَلُ، وَتُجمَعُ الوُحُوشُ وَتُحشَرُ لِيُقتَصَّ لِبَعضِهَا مِن بَعضٍ، وَالنَّارُ أُوقِدَت، وَالجَنَّةُ أُعِدَّت وَقُرِّبَت، إِنَّهُ اليَومُ الَّذِي تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ وَتَخشَعُ، وَتَفرَغُ القُلُوبُ وَتَفزَعُ، وَتَجِفُ مِمَّا يُحِيطُ بِهَا مِنَ الهَمِّ وَالغَمِّ وَالخَوفِ وَالهَلَعِ ﴿ وَلا تَحسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ. مُهطِعِينَ مُقنِعِي رُءُوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَوَاءٌ ﴾ ﴿ المُلكُ يَومَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحمَنِ وَكَانَ يَومًا عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴾.
وَمَعَ كُلِّ هَذَا فَيَومُ القِيَامَةِ يَومٌ طَوِيلٌ، مِقدَارُهُ خَمسُونَ أَلفَ سَنَةٍ، وَمَعَ طُولِهِ تَدنُو الشَّمسُ فِيهِ مِنَ الخَلائِقِ حَتَّى تَكُونَ مِن رُؤُوسِهِم عَلَى مِقدَارِ مِيلٍ ؛ فَيَعرَقُونَ عَرَقًا عَظِيمًا، يَتَفَاوَتُونَ فِيهِ بِحَسَبِ أَعمَالِهِم وَمَا قَدَّمُوا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " تُدنَى الشَّمسُ يَومَ القِيَامَةِ مِن الخَلقِ حَتَّى تَكُونَ مِنهُم كَمِقدَارِ مِيلٍ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدرِ أَعمَالِهِم في العَرَقِ، فَمِنهُم مَن يَكُونُ إِلى كَعبَيهِ، وَمِنهُم مَن يَكُونُ إِلى رُكبَتَيهِ، وَمِنهُم مَن يَكُونُ إِلى حِقوَيهِ، وَمِنهُم مَن يُلجِمُهُ العَرَقُ إِلجَامًا " رَوَاهُ مُسلِمٌ.

وَمَعَ تِلكَ الأَهوَالِ العُلوِيَّةِ في السَّمَاءِ وَالنُّجُومِ، فَلا استِقرَارَ لِلأَرضِ وَلا لِلجِبَالِ، لأَنَّهَا تَضطَرِبُ يَومَذَاكَ وَتُدَكُّ وَتُزَلزَلُ، قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرضُ دَكًّا دَكًّا ﴾ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ نَفخَةٌ وَاحِدَةٌ. وَحُمِلَتِ الأَرضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً. فَيَومَئِذٍ وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ ﴾ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَيَسأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُل يَنسِفُهَا رَبِّي نَسفًا. فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفصَفًا. لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمتًا ﴾ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ يَومَ تَرجُفُ الأَرضُ وَالجِبَالُ وَكَانَتِ الجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا ﴾ وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: ﴿ يَومَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالمُهلِ. وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالعِهنِ ﴾..
مَا أَشَدَّهَا مِن أَهوَالٍ! وَمَا أَعظَمَهَا مِن أُمُورٍ ثِقَالٍ! جِبَالٌ رَاسِيَاتٌ تُدَكُّ حتى تَصِيرَ كَالصَّوفِ أَو كَالرِّمَالِ، اللهُ المُستَعَانُ – يَا عِبَادَ اللهِ – يَومَ القِيَامَةِ يَتَغَيَّرُ كُلُّ شِيءٍ، فَلا النَّاسُ بِالنَّاسِ الَّذِينَ كَانُوا، وَلا الأَرضُ بِالأَرضِ الَّتِي كَانَت ﴿ يَومَ يَكُونُ النَّاسُ كَالفَرَاشِ المَبثُوثِ. وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالعِهنِ المَنفُوشِ ﴾ ﴿ يَومَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصوَاتُ لِلرَّحمَنِ فَلا تَسمَعُ إِلاَّ هَمسًا * يَومَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَولاً * يَعلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِم وَمَا خَلفَهُم وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلمًا * وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلحَيِّ القَيُّومِ وَقَد خَابَ مَن حَمَلَ ظُلمًا ﴾ وَيَكفِي في وَصفِ أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ مَا جَاءَ في القُرآنِ مِن أَنَّهُ يَومٌ عَبُوسٌ قَمطرِيرٌ، شَرُّهُ مُستَطِيرٌ، وَأَنَّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ، وَأَنَّهُ يَجعَلُ الوِلدَانَ شِيبًا، وَأَنَّهُ يَومُ الحَسْرَةِ وَيَومُ التَّغَابُنِ ﴿ إِذَا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزَالَهَا * وَأَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا * يَومَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوحَى لَهَا * يَومَئِذٍ يَصدُرُ النَّاسُ أَشتَاتًا لِيُرَوا أَعمَالَهُم ﴾ أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ – إِخوَةَ الإِيمَانِ – فَإِنَّما هِيَ إِحدَى نَتِيجَتينِ ﴿ فَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ * وَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ * يَومَ تَرَونَهَا تَذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمَّا أَرضَعَت وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَملٍ حَملَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ﴾ وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ فَاستَغفِرُوهُ، إِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفَّارًا.

الخطبة الثانية
أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وَصفُ يَومِ القِيَامَةِ وَمَا فِيهِ مِنَ الشَّدَائِدِ والأَهوَالِ، كَثِيرٌ في كِتَابِ اللهِ، وَقَد أَخبَر جَلَّ وَعَلا أَنَّهُ يَومٌ لا رَيبَ فِيهِ، لِيَقوَى يَقِينُ النَّاسِ بِلِقَاءِ اللهِ، فَتَستَيقِظَ بِذَلِكَ القُلُوبُ وَتَحيَا الضَّمَائِرُ، وَتُملأَ الصُّدُورُ بِخَشيَةِ اللهِ وَالخَوفِ مِنهُ، وَيَقِفَ الإِنسَانُ عِندَ حُدُودِ اللهِ وَلا يَتَعَدَّاهَا، وَيَعمُرَ الأَرضَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَيَمضِيَ في حِيَاتِهِ سَائِرًا عَلَى مَنهَجِ اللهِ، حَتَّى يَكُونَ في ذَلِكَ اليَومِ العَظِيمِ وَمَعَ تِلكَ الأَهوَالِ الشَّدِيدَةِ فِيهِ، دَاخِلاً تَحتَ رَحمَةِ اللهِ وَفي ظِلِّ عَرشِهِ، وَحَتَّى يُخَفَّفَ عَلَيهِ ذَلِكَ اليَومِ الَّذِي طُولُهُ خَمسُونَ أَلفِ سَنَةٍ، حَتَّى يَغدُوَ كَأَنَّهُ لَحَظَاتٌ أَو سَاعَاتٌ..

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " يَومَ يَقُومُ النَّاسِ لِرَبِّ العَالَمِينَ مِقدَارُ نِصفِ يَومٍ مِن خَمسِينَ أَلفِ سَنَةٍ، فَيُهَوَّنُ ذَلِكَ عَلَى المُؤمِنِ كَتَدَلِّي الشَّمسِ إِلى أَن تَغرُبَ " رَوَاهُ ابنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَفي رِوَايَةٍ عِندَ الحَاكِمِ وَصَحَّحَهَا الأَلبَانيُّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " يَومُ القِيَامَةِ عَلَى المُؤمِنِينَ كَقَدرِ مَا بَينَ الظُّهرِ وَالعَصرِ " وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " سَبعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَالشَّابُّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلبُهُ مُعَلَّقٌ بِالمَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللهِ اجتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتهُ امرَأَةٌ ذَاتُ مَنصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخفَاهَا حَتَّى لا تَعلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَت عَينَاهُ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.
وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: " اقرَؤُوا القُرآن؛ فَإِنَّهُ يَأتِي يَومَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصحَابِهِ، اقرَؤُوا الزَّهرَاوَينِ البَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمرَانَ ؛ فَإِنَّهُمَا تَأتِيَانِ يَومَ القِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَو كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَو فِرقَانِ مِن طَيرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَن أَصحَابِهِمَا " رَوَاهُ مُسلِمٌ.

وَمِمَّا يَقِي أَهوَالَ ذَلِكَ اليَومِ بِرَحمَةِ اللهِ الوَفَاءُ بِالنُّذُورِ وَالعُهُودِ، وَإِطعَامُ الطَّعَامِ وَالإِكثَارِ مِنَ الصَّدَقَاتِ، وَإِنظَارُ المُعسِرِينَ وَالوَضعُ عَنهُم، يُفعَلُ ذَلِكَ كُلُّهُ لِوَجهِ اللهِ، قَالَ سُبحَانَهُ في وَصفِ الأَبرَارِ مِن عِبَادِهِ: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذرِ وَيَخَافُونَ يَومًا كَانَ شَرُّهُ مُستَطِيرًا * وَيُطعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَومًا عَبُوسًا قَمطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَومِ وَلَقَّاهُم نَضرَةً وَسُرُورًا ﴾ وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ " كُلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقضَى بَينَ النَّاسِ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " مَن أَنظَرَ مُعسِرًا أَو وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ تَحتَ ظِلِّ عَرشِهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

كَمَا أنَّ مِن رَحمَةِ اللهِ بِالمُؤمِنِينَ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ خَاصَّةً أَنَّ سَبعِينَ أَلفًا مِنهُم يَدخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ، أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ – إِخوَةَ الإِيمَانِ – وَلْنَعمَلْ صَالِحًا، وَلْنَتَمَسَّكْ بِدِينِنَا وَعَقِيدَتِنَا، وَلْنُحَافِظْ عَلَى صَلَوَاتِنَا، وَلْنَخشَ اللهَ في خَلَوَاتِنَا، وَلْنَأتَمِرْ بِأَمرِ اللهِ وَأَمرِ رَسُولِهِ، وَلْنَحذَرْ مِن مُخَالَفَةِ مَا جَاءَ في الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالحَذَرَ الحَذَرَ مِنَ البِدَعِ وَالمُحدَثَاتِ وَالتَّرَاجُعِ عَنِ الحَقِّ بَعدَ الأَخذِ بِهِ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِن أَسبَابِ العَذَابِ وَالحِرمَانِ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: " إِنِّي عَلَى الحَوضِ أَنظُرُ مَن يَرِدُ عَلَيَّ مِنكُم، فَوَاللهِ لَيُقتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ، فَلَأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ مِن أُمَّتِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لا تَدرِي مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ، مَا زَالُوا يَرجِعُونَ عَلَى أَعقَابِهِم " رَوَاهُ مُسلِمٌ.
الموضوع الأصلي : يوم الاهوال ..     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : نور

d,l hghi,hg >>

]]>
اسلاميات عطر نور https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21746
واقع المسلمين اليوم _ خطبة جمعة https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21745&goto=newpost Tue, 16 Apr 2024 04:05:50 GMT بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد القهار ، القائم على كل نفس بما كسبت وهو القوي الجبار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له...


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الواحد القهار ، القائم على كل نفس بما كسبت وهو القوي الجبار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار ، أشكره على رزقه المدرار ، وخيراته الغزار ، أكرم الأمة بنعمة الإسلام ، فجعلها خير أمة أخرجت للناس ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، اللهم صل وسلم عليه عدد زخات الأمطار ، وعدد قطر البحار ، وعدد ورق الأشجار ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الأبرار ، والتابعين الأطهار ، ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم واستن بسنتهم إلى يوم الحساب والقرار . . . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " ، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " .

أمة الإسلام : كم غيرت الأمم في أديانها وبدلت ، وكم حرفت في معتقداتها فقدمت وأخرت ، حتى التبس عليهم الحق والباطل ، وامتزج الخير بالشر ، قال تعالى : " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه . . " ، وبعد ذلك التحريف في اليهودية والنصرانية ، لم يبق إلا الإسلام ديناً قيماً ، ديناً ثابتاً ، وحلاً ومخرجاً ، الإسلام هو الحل هو المخرج من كل المآزق والمنحدرات ، والمنقذ من الخلافات والتشعبات ، والحزبيات والبعثيات ، فصدع النبي صلى الله عليه وسلم بنداء لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فرفعت الأمة إليه رؤوسها ، وفتحت له أعينها ، وأصغت له آذانها ، فاهتدت بهداه ؛ فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتؤمن بالله ، وتجاهد في سبيله , فخرجت من هذه الصحراء القاحلة لتقول لأساتذة المدنية ، وعباد الوثنية ، وشيوخ الحضارة الزائفة في كل مكان وزمان : جئناكم لنخرجكم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة العيش ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فبعث الله نبي الرحمة والهدى للإنسانية ليغرس فيها معنى العطف والرحمة ، والألفة والمحبة ، واحترام حقوق الإنسان ، بل وحتى الحيوان ، بُعث هذا النبي العظيم ، ليزرع في البشرية كلمة التوحيد ، أعظم كلمة قالها بشر ، إنها الكلمة المنقذة من عذاب القبر ، ومن فتنة النار ، كلمة لا إله إلا الله ، الإسلام علم الناس العلو والسمو والرفعة ، والعزة والإباء ، وأنه لا يجوز لغير الله الانحناء ، ولا يطأطأ الرأس إلا لله عز وجل ، ولا يسجد لغيره ، ولا يعبد سواه ، مخلصاً له الدين ولو كره الكافرون ؛ " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ، لقد بث الإسلام في الإنسان روح العزة الإسلامية ، ومعنى الحمية الدينية ، وسر الشجاعة والإنسانية ، حتى علّم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الإنسان الأعزل الفقير علمه ألا يذل ولا يخضع لشيء من متاع الدنيا ، وكيف يذل لغير الله عز وجل : " بل الله أعبد مخلصاً له ديني " ،
تأبى عقيدتنـا تأبـى أصالتنا *** أن يصبح العُـرب أشتاتاً وقطعاناً
فلا لشرقٍ ولا غربٍ نطأطئها *** بل تـرفض الجبهة الشماء إذعاناً
قال تعالى : " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " ، الإسلام هو العروة الوثقى ، فمن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم ، ومن زاغ عنه قذف به في الحميم والجحيم .

أمة الإسلام : كم تعاني البشرية اليوم من الاضطهاد والاستعباد ، وإذلال العباد ، قتال وانتحار ، وانتهاكات ودمار ، زلازل وبراكين ، وإزهاق لأنفس البريئين ، شلالات من الدماء ، وتدمير للبناء ، عواصف مهلكة ، فيضانات مغرقة ، أمراض فتاكة ، واغتيالات خائنة ، خطف وسرقة وتحطيم وتدمير ، أهوال عظام ، وأخطار جسام ، ولا منجي منها إلا الله الواحد العلام ، والتمسك بتعاليم الإسلام ، الإسلام اخوة الإيمان دين الوحدة ، والاجتماع ونبذ الفرقة ، قال تعالى : " إنما المؤمنون اخوة " ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " . . . بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ " [ أخرجه مسلم ] ، وهكذا نرى أن الإسلام وحدة لا تتجزأ ، وجسد واحد لا يتبعض ، فأين الأمة اليوم من تلك الآيات البينات ، والأحاديث المرشدات ، بل أين المسلمون عن جمع كلتهم ، وتوحيد صفوفهم ، ولم شعثهم ، والولاء لربهم ، والبراء من عدوهم ، كيف لا يكون ذلك والله تعالى يقول : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " ، فإن لم يفعلوا ذلك فلن يرحمهم الله ، وسيُذلون ، ويُحتقرون ، ويُستعبدون ، وصدق الله إذ يقول : " وكان وعد ربي حقاً " ، إن الناظر في واقع المسلمين المرير اليوم يجد تصديق ذلك واضحاً جلياً ، كوضوح الشمس في رابعة النهار ، فها هي الأخبار يتناقلها الثقات عن بيع المسلمات العفيفات في أسواق الرقيق العالمية ، بيعت نساء المسلمين كما يباع العبيد قديماً ، وقد حذر الشرع المطهر عن بيع المسلم الحر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ تعالى : " ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ " [ أخرجه البخاري ] ، فأين الغيرة والحمية عن سبي النساء المسلمات ، لقد كشف يهودي عورة امرأة مسلمة ، فصاحت واستغاثت ، فقام رجل من المسلمين فقتل اليهودي ، فتحامل عليه يهود فقتلوه ، فدحرهم النبي صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم ، وامرأة في زبطره صرخت وامعتصماه ، فجهز جيشاً عرمرماً واكتسح الروم ، واليوم كم هي المآسي التي يتعرض لها النساء المسلمات إثر دخول القوات الكافرة إلى بلاد المسلمين الآمنة المطمئنة ، والأيدي مكتوفة ، والأرجل مصلوبة ، والقلوب منذهلة ، والعقول مشلولة ، أترون أن الله سيعذرنا عما يفعل الكفار بإخواننا ، أم أنه سبحانه سيمهلنا ، فإما الدفاع عن أعراض المسلمات ، وإما الانتقام منا معاشر المسلمين .
دم المصلين في المحـراب ينهمر *** والمستغيثون لا رجع ولا أثر
تساءل الليل والأفلاك ما فعلت *** جحافل الحق لما جاءها الخبر؟
هل جهزت في حياض النيل ألوية *** هل في العراق ونجد جلجل الغير ؟
هل قام مليون مهدي لنصرتها *** هل صامت الناس هل أودى بها الضجر؟
هل أجهشت في بيوت الله عـاكفة *** كل القبائل والأحياء والأسر؟
يا أمة الحق إن الجرح متسع *** فهل ترى من نزيف الجرح نعتبر؟
مـاذا سوى عودة لله صادقة *** عسى تغير هذه الحال والصور

عباد الله : هذه دعوة لكل مسلم يخشى شدة السؤال أمام الله عن واجبه الكبير لإنقاذ أمته بتحقيقه العودة الصادقة إلى الله ، والعمل بجد لها في نفسه ومجتمعه ، ودعوة لكل مسؤول في أمتنا قصر في تحقيق هذا الواجب العظيم، دعوة لكل من يؤذي الدعاة ويلمزهم ، مع علمه أنهم يسعون لإنقاذه وإنقاذ أمتهم ، من أخطار تحيط به وبهم ، ودعوة إلى من ضيعوا الأمة بالمعاصي في وقت هي أحوج ما تكون فيه إلى التمسك بشريعتها والخروج من دوامتها ، واستعادة عزها المجيد ، وسؤددها التليد ، ودعوة لعلمائنا الأجلاء ، تذكيراً لهم بمسؤوليتهم العظيمة في إيقاظ الأمة حتى لا تضيع وسط ركام وسائل الإفساد التي خدرت أمتنا ، فهم أول المسؤولين يوم العرض والحساب ، وقفوهم إنهم مسؤولون ، قال الله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه " ، إن واقع المسلمين الحالي يمثّل حجاباً كثيفاً يطمس نور الإسلام ، ومن ثَمّ يجعل هناك صدّاً عن سبيل الله .

أيها المسلمون : عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى منه عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " [ متفق عليه ] ، الأمة كالجسد الواحد ، يتألم الواحد لألم الآخر ، ويتوجع لوجعه ، ويفرح لفرحه ، هكذا دعا الإسلام أهله ، وتأملوا رحمكم الله كيف أن الغرب اليوم أصبح يطالب بحقوق رعاياه بينما تخلى عن ذلك المسلمون ، فلقد طالبت دول الكفر بتعويضات لمن تضرروا إثر سقوط طائرة أو احتراق ملهى أو مرقص ، فأين المطالبون بحقوق ملاين المسلمين المهدرة ، الذين قتلوا وأخرجوا من ديارهم وأموالهم وأبنائهم ، وتخريب مئات المقدرات التي أهدرت ، ومثلها من المباني التي هدمت ، والطائرات التي أسقطت ، أين العالم عن حادثة الاعتداء وقصف مصنع الأدوية بالسودان ، وأين العدل ومطالبة الحقوق عندما تم الحصار الاقتصادي الظالم الغاشم الذي تعرضت له بعض الدول الإسلامية ، وراح ضحيته آلاف الأبرياء من المؤمنين والمسلمين ، وحدث عن مثل ذلك ولا حرج ، فهذه الأحداث هي البحر الهائج ، والطوفان الهادر ، وحق لمتسائل أن يسأل ، أين الأعراف الدولية ، والقوانين البشرية ، وأين العالم بأممه وهيئاته ، ومنظمات حقوق الإنسان المزعومة ، إنها حبر على قرطاس ، وتخدير لجميع الناس ، هيلمنة إعلامية ، وافتراءات دعائية ، ولو كانوا صادقين فيما يزعمون من دفاع عن حقوق الإنسان ، لسمعنا لكلامهم هدير ، ولصوتهم صفير ، وللمسنا منهم رائحة الاستنكار والوعيد ، والتحذير والتهديد ، لكن لما أخرست ألسنتهم ، وألجمت أفواههم ، وصُمت آذانهم ، وعميت أبصارهم ، فلا حق يريدون ، ولا معروف يعرفون ، ولا إسلام يدينون ، ففي فاسد معتقدهم صادقين ، فملة الكفر واحدة ، وإن اختلفت أجناسها ، وتباينت أقطارها ، فأي مسلم عاقل يلقي باللوم على كافر لم ينصر قضيته ، وإنما العتب على المسلمين أنفسهم :
بأيديهمُ نُوران ِ: ذكرٌ وسُنةٌ *** فما بالهمْ في أحلك الظلماتِ

ما هو موقف الأمة تجاه الأحداث الراهنة على الساحة العربية والإسلامية ، أين شعارات الاستنكار والشجب وعدم القبول ، أين هم عما يحدث لإخوانهم في شتى البقاع ، وبين القلاع ، أم رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ، وقبلوا أن يصبحوا أذناباً وأتباعاً ، أين تحركاتهم وأموالهم ودماؤهم ، بل أين أسلحتهم وعدتهم وعتادهم ، أين اعتمادهم على ربهم ، وتوكلهم على خالقهم ، لماذا لا يقاطعون الغرب الكافر في منتجاته ، ويمنعون استيراد سلعه وبضاعاته ، ألا لا تغفلوا معاشر المسلمين عما حصل من الانتصارات في بدر ومؤته ، والقادسية وحطين ، ولا تنسوا النصر في اليرموك وفتح صلاح الدين لفلسطين ، " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " ، لقد حملت كتب التأريخ والمغازي عبراً للمسلمين اليوم ، عبراً في العزة بدين الله ، وصدق اللجوء إلى الله سبحانه ، أم أن العقول تاهت في زخم الحياة الدنيا ، فإياكم إياكم أن تغفلوا اليوم عن سُراق الإنسانية ، وأكلة البشرية ، ومتزعموا التصفيات الجماعية ، والقمعيات الوحشية ، أولئك هم عباد الوثنية ، من يهودية ونصرانية ، وشيوعية ومجوسية وهندوسية ، وزاد الأمر سوءاً ، والموضوع خطورة ، ظهور النزعة الشيعية والعلمانية ، وتفشي الحركات الباطنية ، لقد أتوا باسم الإسلام والإسلام منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، فلا يجوز بحال أن نشابه النعام ، بل لا بد أن ترفع الرؤوس شامخة أبية ، فهي تدين بدين أعز الله أهله ومعتنقيه ، " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن أكثر المنافقين لا يعلمون " ، فهبوا اخوة الإيمان لنصرة دينكم ، والدفاع عن حوزتكم ، وانصروا قضاياكم العادلة ، وإياكم والتخاذل أو تثبيط الهمم " إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور " ، ومما يجلي مصيبتنا ، ويذهب شيئاً من غيض قلوبنا ، أننا ولله الحمد والمنة ننعم بحكومة رشيدة ، ذات رؤية سياسية سديدة ، لا ترضى الضيم ، ولا تقبل الظلم ، ولا أدل على ذلك من شجبها واستنكارها ، لكل ما يحدث للمسلمين من أحداث دموية خطيرة ، فلا يستغرب ذلك من دولة إسلامية تحتل مكانة مرموقة في قلوب ملايين المسلمين ، فهي معقل الإسلام ، وانبثاق نوره ، فهي راعية الحرمين ، وحامية البلدين الشريفين ، فاللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى ، ووفقهم للعدل والهدى.
عباد الله : إن نصرة أهل الإسلام من الواجبات الشرعية؛ فكيف إذا كانوا مجاهدين أو مظلومين ، لنصرهم أعظم وأكبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «المسلم أخـو المسلم لا يظلمه ولا يخذله " لقد تضافرت النصوص في الحث على فكاك الأسير المسلم ، فأخرج مسلم من حديث سلمة بن الأكوع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بمملوكة إلى أهل مكة ففدى بها ناساً من المسلمين المأسورين " ، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة الصحيفة وفيها : " وفكاك الأسير " [ أخرجه البخاري ] ، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فكوا العاني : يعني الأسير " ، ألا فليعلم المسلمون أن إنقاذ الأسرى المسلمين فرض على الجميع يجب أن يقوموا به وإلا عمهم الإثم كل حسب قدرته ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لأن أستنقذ رجلا من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب " [ أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ] ، وحكى ابن حزم الإجماع على وجوب فكاك الأسير المسلم من قبضة الأعداء ، وإخراجه من سجونهم ، وتخليصه من قبضتهم ، فيجب على الأمة جمعاء أن تخرج لاستنقاذ الأسرى ، حتى لا تبقى منا عين تطرف ، ولا طرف يتحرك ، بل ولو كنا جراحاً تنزف ، وأن نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحدنا دينار ولا درهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالأمة اليوم من الوهن والخور ، حتى تركوا إخوانهم في أسر العدو ، وبأيدهم خزائن الأموال ، وفضول الأحوال ، والقدرة والعدد ، والقوة والجلد . فأين العالم أجمع عن المعاملات الحيوانية والتصرفات البهيمية التي تتخذ بحق الأسرى المسلمين في كوبا ، وفي غيرها من سجون الكفار ، يُعاملون كفئران التجارب ، والجرذان والعناكب ، وحتى لا نكون مجحفين ، وعن طريق الحق ناكبين ، فلقد استنكرت كثير من وسائل الإعلام الكافرة تلك الاختراقات اللانسانية التي تقوم بها الصليبية ضد إخواننا العزل الأبرياء في تلك السجون الظلماء ، بل تعدى أمر الاستنكار باللسان إلى تجوال عبر الشوارع والطرقات وحمل اللافتات التي تندد بتلك الأعمال الوحشية ، فأين الأمة الإسلامية التي تخلت عن أعظم قضاياها الثابتة ، وأهم مبادئها الحقة " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " ، إنها وصمة عار ، وذل وصغار منيت به الأمة يوم أن انقادت لذباحها ، وأسلمت رقابها لجزارها ، فهانت على ربها ، وويل لأمة هانت على خالقها ، وظلم نفسها ، وابتعدت عن دينها ، " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " ، فاستمسكوا رحمكم الله بدينكم ، وفكوا أسيركم ، وانصروا مجاهدكم ، ولموا شعثكم ، وإلا كما فعل بغيركم سيفعل بكم ، ولا يفسر القول بغير ما أردت ، ولا يفهم الكلام بغير ما عبرت ، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، والله من وراء القصد ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفوراً .

-----------------------

الحمد لله رب العالمين ، أحمد على إحسانه ، وأشكره على جزيل توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك تعظيماً لشأنه ، واحد في أسمائه وصفاته ، واحد في وحدانيته وربوبيته ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه ، اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه والأنبياء إخوانه ، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم يلقونه . . أما بعد : فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، والأخذ بزمام النفس وأطرها على الحق أطراً .

أمة الإسلام : الشباب هم عماد الأمة ، ومجدها الشامخ ، ولن يكون ذلك إلا بإعدادهم إعداداً دينياً وعقدياً سليماً ، ثم تدريبهم حربياً ، لمقاومة الأعداء ، والدفاع عن بيضة المسلمين ، فإن لم يحصل ذلك ، وترك لهم الحبل على الغارب ، فستتقاذفهم أمواج الحركات اللادينية ، وتتلوث أفكارهم ، وتتلقفهم الفئات الضالة ، والخارجة عن دينها ، فعلينا أن نأخذ الحذر من تلك الفئة الشبابية التي مزق جدار دينها التناحر ، وجرها للتفجير في بلدها الكافر والفاجر ، فنحن اليوم بحاجة ماسة إلى الشباب فهم قوام الأمة ، ودرعها المتين ، وحصنها الحصين ، وقلبها النابض ، وشريانها المتدفق ، فعلينا معاشر المسلمين العناية بهم عناية فائقة ، وإلحاقهم بحلقات العلم النافعة ، وثني ركبهم حول العلماء الربانيين ، والدعاة المخلصين ، والحذر كل الحذر ممن سولت له نفسه فباع دينه بعرض من الدنيا ، تلك الفئة الضالة ، التي كفرت المسلم ، واتهمت العالِم ، وقذفت الحاكم ، وخرجت عن تعاليم الدين الصحيح ، حتى خرج لدينا ثلة من الشباب المنحرف فكرياً ، والمتسمم عقلياً ، والملوث عقدياً ، فلم يعد قادراً على تحري الصواب ، ومعرفة الجواب ، فالله الله أيها المسلمون بتربية الناشئة تربية إسلامية صحيحة ، وتعليمهم عقيدة سليمة ، والمتابعة المستمرة ، والمعرفة بهم عن كثب ، وتلمس احتياجاتهم عن قرب ، فتلكم بإذن الله هي المنجية من فخ الأعداء ، والخروج من دوامة الجهود الكفرية والتكفيرية التي تتربص ببلادنا الدوائر ، لتلحق بنا الهزائم والخسائر ، فقد جاء اليوم الذي لا بد أن تتضافر فيه جهود الآباء والعلماء والمعلمين ، والأئمة والدعاة والمصلحين ، إزاء هذه الأحداث الناشئة ، والوقائع الحادثة ، بل والغريبة على بلاد الحرمين الشريفين ، بلاد الأمن والأمان ، مهبط الوحي ومنبع الرسالة ، فخذوا على أيدي السفهاء ، وعلموا الجهال ، حتى تسلم البلاد من فتك العباد ، قال تعالى : " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب " ، " واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم " ، هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى ، والنبي المجتبى ، محمد بن عبد الله ، امتثالاً لأمر ربكم القائل في محكم التنزيل : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " ، اللهم صل وسلم على النذير البشير ، والسراج المنير ، الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه أمهات المؤمنين ، وعلى الخلفاء الأربعة الراشدين المهديين ، وسائر الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك ومنك وكرمك يا أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم فك أسرى المجاهدين في كوبا ، اللهم فك أسرى المسلمين والمجاهدين في أفغانستان وفي الشيشان ، اللهم فك أسرهم في سجون يهود ، وفي سجون الهندوس ، والنصارى ، اللهم فك أسرى المسلمين المستضعفين المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين ، اللهم إنسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، ومن العمل ما تحب وترضى ، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، اللهم اهد شباب المسلمين ، ورد ضالهم إليك رداً جميلاً ، اللهم جنبهم أهل الأهواء والفساد والفتن ، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك ، وأيده بتأييدك ، واجعل عمله في رضاك ، اللهم وفقه وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى ، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم يا رب العالمين ، اللهم إنا نسألك إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدراراً ، اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أنزل علينا من بركات السماء ، اللهم أغث البلاد ، وانشر رحمتك على العباد ، اللهم إنا نسألك عيش السعداء ، ومرافقة الأنبياء ، ونزل الشهداء ، والنصر على الأعداء ، يا سميع الدعاء ، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، عباد الله إن الله أمركم بثلاث ونهاكم عن ثلاث ، فقال سبحانه : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
الموضوع الأصلي : واقع المسلمين اليوم _ خطبة جمعة     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : نور

,hru hglsgldk hgd,l _ o'fm [lum

]]>
اسلاميات عطر نور https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21745
الحكم على الناس بالظاهر https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21744&goto=newpost Tue, 16 Apr 2024 03:59:57 GMT بسم الله الرحمن الرحيم لا يوجد على الإطلاق ثمة تعارض بين الحكم على الناس من خلال التجربة والمعايشة , وأن لا ينخدع المرء في...


بسم الله الرحمن الرحيم



لا يوجد على الإطلاق ثمة تعارض بين الحكم على الناس من خلال التجربة والمعايشة , وأن لا ينخدع المرء في المظاهر الكاذبة وبين النهي عن التفتيش عما في قلوب الناس , فقد نهانا الإسلام عن التنقيب عما في قلوب الناس كلون من ألوان إساءة الظن بهم ,قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ .. (12) سورة الحجرات , وروت كتب السنة أن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْحُرَقَاتِ ، فَنَذِرُوا بِنَا فَهَرَبُوا ، فَأَدْرَكْنَا رَجُلاً ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ ، فَعَرَضَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، فَذَكَرْتُهُ لَرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَنْ لَكَ بلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟! قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا قَالَهَا مَخَافَةَ السِّلاَحِ وَالْقَتْلِ . فَقَالَ : أَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمْ لاَ ؟ مَنْ لَكَ ب ِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟! قَالَ : فَمَا زَالَ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ.أخرجه أحمد 5/200(22088) و"البُخَارِي" 5/183(4269) و"مسلم" 1/67(190) و"النَّسائي" ، في "الكبرى" 8540.
وعَنِ الْحَسَنِ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:رَأَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَجُلاً يَسْرِقُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا فُلاَنُ أَسَرَقْتَ ؟ قَالَ : لاَ وَاللهِ مَا سَرَقْتُ ، قَالَ : آمَنْتُ بِاللهِ ، وَكَذَّبْتُ بَصَرِي.أخرجه أحمد 2/383(8961) الألباني :صحيح الجامع الصغير ( 3450 ).
وكما نهانا الإسلام عن سوء الظن بالناس الذي قد يتبعه تتبع عوراتهم أو التجسس عليهم وترصد الخطأ منهم ؛ فإنه قد أمرنا بعدم الحكم على الناس من خلال المظاهر الخارجية وفقط بل لا بد من التثبت والتحقق , قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) سورة الحجرات , وعن سهل بن سعد الساعدي , قَالَ:مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رجل. فَقَالَ النبي : مَا تَقُولُونَ فِى هَذَا ؟ قَالُوا : رأيك في هذا.نقول : هذا من أشرف الناس , هذا حَرِيٌّ , إِنْ خَطَبَ , أَنْ يخطب ، وَإِنْ شَفَعَ , أَنْ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ : أَنْ يُسْمَعَ لقوله , فسَكَتَ النبي صلى الله عليه وسلم , وَمَرَّ رَجُلٌ آخر , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مَا تَقُولُونَ في هَذَا ؟ قَالُوا : نقول : والله يا رسول الله , هذا من فقراء المسلمين , هذا حَرِيٌّ , إِنْ خَطَبَ , لمَ يُنْكَحَ , وَإِنْ شَفَعَ , لاَ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ , أَنْ لاَ يُسْمَعَ لقوله , فَقَالَ النبي صلى الله ع ليه وسلم : لهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا.أخرجه البخاري 7/9(5091) و"ابن ماجة" 4120.
قال البارودي:
واختبر من شئت تَعْرِفهُ ، فما * * * يعرفُ الأخلاقَ إلا مَنْ فَحَصْ
فلربما رأيت شخصاً قد لا يدل مظهره على أنه من أهل الجاه والواجهات فتحتقره وهو عند الله تعالى من أهل الصدق والولايات , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ.أخرجه مسلم 8/36 و154.
وعَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ ، كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ، وَأَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَوَّاظٍ عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ. أخرجه أحمد 4/306(18935) و"البُخَارِي" 6/198(4918) و"مسلم" 8/154(7289) .
ولقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام درساً عملياً في عدم احتقار المسلم لأخيه وازدراءه والحط من شأنه أو التعالي عليه لأنه رأى من مظهره ما لا يعجبه ,فعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ : أَنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلاَمَ ، فَلَمَّا جَاوَزَهُمْ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْغِضُ هَذَا فِي اللهِ ، فَقَالَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ : بِئْسَ وَاللَّهِ مَا قُلْتَ ، أَمَا وَاللَّهِ لَنُنَبِّئَنَّهُ ، قُمْ يَا فُلاَنُ ، رَجُلاً مِنْهُمْ ، فَأَخْبِرْهُ ، قَالَ : فَأَدْرَكَهُ رَسُولُهُمْ ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَرَرْتُ بِمَجْلِسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ فُلاَنٌ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا السَّلاَمَ ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُمْ أَدْرَكَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فُلاَنًا قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْغِضُ هَذَا الرَّجُلَ فِي اللهِ ، فَادْعُهُ فَسَلْهُ عَلاَمَ يُبْغِضُنِي ؟ فَدَعَ اهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَمَّا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ ، فَاعْتَرَفَ بِذَلِكَ وَقَالَ : قَدْ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : فَلِمَ تُبْغِضُهُ ؟ قَالَ : أَنَا جَارُهُ وَأَنَا بِهِ خَابِرٌ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ يُصَلِّي صَلاَةً قَطُّ إِلاَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، قَالَ الرَّجُلُ : سَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ : هَلْ رَآنِي قَطُّ أَخَّرْتُهَا عَنْ وَقْتِهَا ، أَوْ أَسَأْتُ الْوُضُوءَ لَهَا ، أَوْ أَسَأْتُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فِيهَا ؟ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : لاَ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ يَصُومُ قَطُّ إِلاَّ هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ رَآنِي قَطُّ أَفْطَرْتُ فِيهِ ، أَوِ انْتَقَصْتُ مِنْ حَقِّهِ شَيْئًا ؟ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : لاَ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ يُعْطِي سَائِلاً قَطُّ ، وَلاَ رَأَيْتُهُ يُنْفِقُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا فِي شَيْءٍ مِنْ سَبِيلِ اللهِ بِخَيْرٍ ، إِلاَّ هَذِهِ الصَّدَقَةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، قَالَ : فَسَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ كَتَمْتُ مِنَ الزَّكَاةِ شَيْئًا قَطُّ ، أَوْ مَاكَسْتُ فِيهَا طَالِبَهَا ؟ قَالَ : فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : لاَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : قُمْ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ. مسند أحمد (7 / 856)(23803) 24213- صحح إسناده العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين ( 3 / 145 - بهامش الإحياء ).

كما حكى لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة الرائعة لكي نتعلم منها عدم الحكم على الناس من خلال الثياب بل لا بد من التحقق والمعايشة والمعرفة , قال صلى الله عليه وسلم : " .. وَبَيْنَا صَبِىٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ فَقَالَتْ أُمُّهُ اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِى مِثْلَ هَذَا . فَتَرَكَ الثَّدْىَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنِى مِثْلَهُ . ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ . قَالَ فَكَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْكِى ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ في فَمِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا . قَالَ وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ . وَهِىَ تَقُولُ حَسْبِىَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَقَالَتْ أُمُّهُ اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْنِى مِثْلَهَا . فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِثْلَهَا . فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ فَقَالَتْ حَلْقَى مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِى مِثْلَهُ . فَقُلْتَ اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنِى مِثْلَهُ . وَمَرُّوا بِهَذِهِ الأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ . فَقُلْتُ اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْنِى مِثْلَهَا . فَقُلْتَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِثْلَهَا قَالَ إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا فَقُلْتُ اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنِى مِثْلَهُ . وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ . وَلَمْ تَزْنِ وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِثْلَهَا. أخرجه أحمد 2/307(8057) و"البُخاري" 3/179(2482) و4/201(3436) و"مسلم" 8/4.
قال الشاعر:
واختر صديقك واصطفيه تفاخرا*** إن القرين إلى المقارن ينسب
روى الجاحظ أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه نظر إلى النخّار بن أوس العُذري، الخطيب الناسب، في عباءة في ناحية من مجلسه، فأنكره وأنكر مكانه زِرايةً منه عليه، فقال: من هذا؟ فقال النخّار: يا أمير المؤمنين، إن العباءة لا تكلمك، وإنما يكلمك من فيها!.الدينوري : المجالسة وجواهر العلم 2/419, الوطواط : غرر الخصائص الواضحة 98.
وعَن الشعبي قال: شهدت شريحاً وجاءته امرأة تخاصم رجلاً فأرسلت عينيها فبكت فقلت: يا أبا أمية ما أظن هذه البائسة إِلَّا مظلومة؛ فقال: يا شعبي: إن إخوة يوسف:{جَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ[يوسف:16}وكيع : أخبار القضاة 2/221.
وجاء رجل يشهد لرجل بالصلاح عند أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فقال له: أأنت جاره الأدنى الذي يعرف مدخله ومخرجه؟ قال: لا، قال: أسافرت معه في سفر طويل يسفر عن أخلاق الرجال؟، قال: لا، قال: أعاملته بالدينار وبالدرهم ـ الذي به يظهر ورع المرء من شرهه ـ؟ قال: لا، قال: لعلك رأيته في المسجد يمسك بالمصحف، يقرأ القرآن، يرفع رأسه تارة ويخفضها تارة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: اذهب فلست تعرفه، وقال للرجل: ائتني بمن يعرفه.إحياء علوم الدين 2/83.
يقول ابن المقري:
ولا يغرَّنكَ ودٌ من أخي أملٍ * * * حتى تُجرِّبهُ في غَيبةِ الأمل
إذا العدوُّ أحاجتهُ الأِخا عِلًلٌ * * * عادت عداوته عندَ انقضاء العِلَلِ

رزقنا الله وإياكم حسن التفقه في الدين , وطيب الفهم له , وعز العمل به , وكرامة الإخلاص له .

الموضوع الأصلي : الحكم على الناس بالظاهر     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : نور

hgp;l ugn hgkhs fhg/hiv

]]>
اسلاميات عطر نور https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21744
نصائـح وإرشـادات دينيــه https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21728&goto=newpost Mon, 15 Apr 2024 04:31:25 GMT *1ــ من خاف الله خاف منه كل شيئ ومن خاف غير الله خاف من كل شيئ .♥

2ــ من بكى دمعة خشية من الله ، رحمه الله و بكت الجنة لاشتياقه وفرحت النار لرحمته .♥

*3ــ من وجد الله فماذا فقد ؟؟ ومن فقد الله فماذا وجد ؟؟♥

*4ــ تحلى بالصبر فانه مفتاح للفرج .♥

*5ــ انصر دموعك وحزنك وألمك بذكر الله ، تكن من الفائزين .♥

*6ــ عينان لا تمسهما النار ، عين بكت خشية من الله وعين باتت تحرص في سبيل
الله ، فلتبكي ولو لمرة واحد من خشية الله !!♥


*7ــ لا يندم المسلم يوم القيامة على شيئ الا على ساعة مرت ولم يذكر فيها الله ، فانظر
لنفسك يا مضيع الساعات كم مرة ذكرت فيها الله ؟؟!♥

*8ــ يوم القيامة لا ينفع لا مال ولا بنون الا .... الا من أتى الله بقلب سليم .♥


*9ــ ارسم الابتسامة على وجهك بذكر الله ، ألا بذكره تطمئن القلوب .♥

*10ــ من اشتاق الى لقاء الله ... اشتاق الله للقائه !♥

*11ــ ما من داع يدعو الله بعيون باكية وأحواله شاكية وألسنته حاكية الا وقد استجاب له الله !؟♥

*12ــ (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فلتخاف مقام ربك لتكن لك جنتان ؟♥

*13ــ تمنى الخير لأخيك المسلم كما تتمناه لنفسك .♥


*14ــ أعمر فؤادك بالتقوى فالعمر محدود واحمل مصحفا ً يشرح الصدور !♥

*15ــ اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس ... فتذكر قدرة الله عليك !♥

*16ــ اذا كنت على حق فلا داعي لرفع صوتك .♥

*17ــ ومن كانت الدنيا همه شتت الله شمله وجعل فقره بين عينيه ؟♥

*18ــ ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس .♥

*19ــ استح من الله بقدر قربه منك وخفه بقدر قدرته عليك ؟!♥

*20ــ ومن بخل ، بخل بالصلاة على النبي ، فمن صلى علي مرة صلت الملائكة عليه بها عشرة
الموضوع الأصلي : نصائـح وإرشـادات دينيــه     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : آلشريف إلراضي

kwhzJp ,YvaJh]hj ]dkdJJi

]]>
اسلاميات عطر آلشريف إلراضي https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21728
سماحة الإسلام مع المرأة https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21727&goto=newpost Mon, 15 Apr 2024 04:22:59 GMT إذا تحدثنا عن المرأة في الإسلام وما دار حولها من قضايا، نجد أنه لن يتحدث عن تلك القضايا خيرٌ من المرأة ذاتها، ولهذا آثرنا أن نترك المجال... إذا تحدثنا عن المرأة في الإسلام وما دار حولها من قضايا، نجد أنه لن يتحدث عن تلك القضايا خيرٌ من المرأة ذاتها، ولهذا آثرنا أن نترك المجال للمرأة لتتحدث عن نفسها، ولكي يكون الحديث خاليًا من التحيز للدين أو العِرق، فرأينا أن الأَوْلَى في هذا الشأن أن يكون المتحدث لا ينتمي لا للدين ولا للعِرق، فالمتحدث هي (أنّا ماري شيمل) تلك الشخصية العالمية صاحبة الثقل والمكانة العلمية التي قضت عمرها في دراسة الإسلام والدفاع عنه، وتدليلًا على ما تقوله شيمل نأتي بنموذج آخر من النساء هو الراهبة الكاثوليكية البريطانية (كارين أرمسترونج Karen Armstrong) التي درست الأديان عن عمق؛ مما جعلها تُنَصِّب نفسها أيضًا مدافعة عن الإسلام ورسوله، ومصحِّحة للصورة الخاطئة التي لدى الغرب عنهما[1].

المرأة والإسلام:
تقول (أنا ماري شيمل) في هذا الصدد: "إن الفكرة السائدة في الغرب - أن الإسلام يعادي المرأة - فكرة خاطئة، بل إن في الغرب مفكرين يقولون: إن المرأة في الإسلام كائن بلا روح، ولكي نعرف كذب هذا الادعاء، علينا إلى العودة إلى القرآن وسوف نرى أنه يسوِّي بين الذكر والأنثى، وبين المؤمنين والمؤمنات، ولم يفرق بينهم في مجال الفرائض الدينية، وإذا قيل: إن للمرأة نصف نصيب الرجل في الميراث، فذلك - حسب عملي - أن المرأة حين تتزوج تحصل على مهر مناسب، والزوج هو المسؤول شرعًا عن الإنفاق عليها، وهكذا تظهر العدالة في توزيع الأعباء والمسؤوليات، وفي النهاية سنجد أن المرأة هي الرابحة.. وإنني أقول للغربيين الذين يشوِّهون صورة الإسلام: إن الإسلام منح المرأة حق الاحتفاظ باسمها، وبما تملكه من مال قبل زواجها، وبما تكسبه بعد الزواج، وهذا يتضمن حق المرأة في أن تعمل وتكسب من أية مهنة أو تجارة، والمرأة في أوروبا لم تتوصل إلى حق الاحتفاظ بما تملكه من مال بعد زواجها إلا منذ فترة قريبة.

وإنني كمؤرِّخة للأديان أقف بإعجاب عند الآية 187 من سورة البقرة التي تحدد العلاقة بين الرجل والمرأة في إطار الزواج: ï´؟ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ï´¾ [البقرة: 187]، واللباس يعني الذات أو النفس الأخرى، وبذلك يكون معنى الآية أن الرجل والمرأة يكمل كل منهما الآخر، وأن كلاًّ منهما هو النصف الأفضل للآخر، وأعتقد أنه يجب تسليط الضوء على هذه الآية عند الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام؛ لأن هذه الآية تؤكد المساواة بين الرجل والمرأة بما لا يدع مجالاً للشك [2].

وتقول (كارين أرمسترونج): "لم تكن النساء قبل الإسلام تستطيع أن تمتلك شيئًا في بلاد العرب، فكل الثروات لدى ذكور العائلة، إلا في مكة حيث كان الناس مختلفين قليلًا عن بقية الجزيرة، فاستطاعت بعض النساء الحصول على المواريث والاحتفاظ بالثروات، وإدارتها بالتجارة أو غير ذلك، وكانت خديجة مثالًا، وإن كان نادرًا في مكة، وليس له مثيل في المدينة، وقد سَخِر معظم الرجال من فكرة أن ترث المرأة أو تدير أموالها، فليس للنساء حقوق شخصية، كيف يكون لهن؟ وباستثناءات قليلة، لم يفعلن شيئًا لمصلحة الاقتصاد، ولم يشاركن في الغزو، فهن لم يجلبن أي ثروات للمجتمع، فبشكل تقليدي كانت المرأة جزءًا من أملاك الرجل، وبعد وفاته تؤول زوجاته وبناته إلى وريثه الذكر الذي عادة ما يُبقيهن دون زواج؛ حتى يتحكم فيما لديهن، ويغتني على حساب فقرهن ... أما في الإسلام فقد كان القرآن يحاول إعطاء النساء حقوقًا لم تتمتع بها نساء الغرب إلا في القرن التاسع عشر"[3].

وأما عن عزل المرأة المسلمة وتحريم مشاركتها للرجال في المجالس، فتقول (أنا ماري شيمل): إن ذلك ليس من الشريعة، ولكنه نتيجة تطورات اجتماعية وسياسية، ولن نجد آية في القرآن تفرض على المرأة الانعزال عن المجتمع، أو إبعادها عن أنشطة الحياة، وما حدث من فرض العزلة على المرأة جاء نتيجة أفكار لا وجود لها في القرآن، ونتيجة التفسير الشعبي الساذج للقرآن، والتفسير المتأثر بالأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية في مجتمع من المجتمعات الإسلامية، ففي الهند مثلًا وتحت تأثير الهندوسية، لم يكن مسموحًا للأرملة المسلمة بأن تتزوج مرة أخرى، وهذه ليست من أحكام الإسلام ولكنها من التعاليم الهندوسية، ولذلك بدأ مسلمو الهند في محاربة مثل هذه التأثيرات الغريبة عن الإسلام، وهكذا يجب أن ننظر إلى كثير من الأمور من منظور اجتماعي وتاريخي[4].

وتقول (أرمسترونج): كان تحرير المرأة مشروعًا عزيزًا على قلب النبي محمد، وقد أعطت حياة محمد العائلية فرصة لزوجاته لدخول عالم السياسة، وأحْسَسْنَ بالألفة في ذلك، ولم يمر وقت طويل حتى بدأت النساء الأخريات الإحساس بذواتهن وقدراتهن؛ مما اعتبره أعداء محمد أمرًا معيبًا تجدر مهاجمة محمد عليه[5].

فإن كانت (أنا ماري) قد دافعت عن وجهة نظر الإسلام في جعل نصيب المرأة من الميراث نصف نصيب الرجل، فلعنا نشرح الأمر بشيء من التفصيل:
لقد شرع الله للمرأة أن ترث ولم يكن ذاك مباحًا لها قبل الإسلام، وقد ورد في ذلك أنه لما نزلت الفرائض التي فَرَضَ الله فيها ما فرض - للولد الذكر والأنثى والأبوين - كَرِهها الناس أو بعضهم، وقالوا: تُعطَى المرأة الربع أو الثمن، وتعطى البنت النصف، ويعطى الغلام الصغير، وليس أحد من هؤلاء يقاتل القوم، ولا يحوز الغنيمة..، وهذا لأنهم كانوا قبل الإسلام لا يعطون الميراث إلا لمن قاتل القوم، ويعطونه الأكبر فالأكبر.

وقد نزلت آيات الفروض التي تحدد نصيب كل فرد من العائلة في الميراث، ولتُسوِّي بين الذكور والإناث في الحق في الميراث، بعدما كان الميراث عند أهل الجاهلية للذكور فقط، ولكن جعل الله للذكر مثل حظ الأنثيين؛ وذلك لاحتياج الرجل إلى مؤنة النفقة على الزوجة والأبناء، وفي بعض الأحوال على الآباء، فهو المنوط به إعداد المسكن والمشرب والملبس، وما لازم تكاليف الحياة لكل من يعول أمرهم، بجانب معاناة التجارة والتكسب وتجشُّم المشقة، ولكن مع كل هذا لم يكن للمرأة نصف نصيب الرجل في كل الأحوال، فقد اختلفت أحوال المرأة في الميراث باختلاف المورِّث ذاته، وباختلاف الوارثين أيضًا، فمثلًا:
• ترث المرأة نصف ما يرث الرجل إن كانوا إخوة، والمورِّث هو أحد الأبوين: ï´؟ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ï´¾ [النساء: 11].

• ترث المرأة مثل نصيب الرجل إن كانوا أبوين وكان المورِّث له ولد فأكثر أو بنتان فأكثر: ï´؟ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد ï´¾ [النساء: 11].

• ترث المرأة أكثر من نصيب الرجل إن كانت هي الابنة الوحيدة للمورِّث وكان الرجل هو الجد: ï´؟ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ï´¾ [النساء: 11]، وهنا يبقى السدس ليذهب للجد، فيكون للبنت ثلاثة أسداس، وللجد سدسان، وللجدة سدس.

وهكذا يختلف نصيب المرأة بالنسبة للرجل باختلاف أحوال الأسرة وعدد أفرادها وتكوينها، وليس الأنثى في كل حال نصف نصيب الرجل، وباب المواريث باب كبير في الفقه الإسلامي، لا يستطيع أي شخص وإن كان من علماء المسلمين أن يدلي بدلوه فيه إلا إن كان دارسًا له.
الموضوع الأصلي : سماحة الإسلام مع المرأة     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : آلشريف إلراضي

slhpm hgYsghl lu hglvHm

]]>
اسلاميات عطر آلشريف إلراضي https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21727
الوفاء بالمواثيق من سماحة الإسلام ‏ https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21726&goto=newpost Mon, 15 Apr 2024 04:13:07 GMT قال - تعالى -: ï´؟ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ ...

قال - تعالى -: ï´؟ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ï´¾ [النحل: 91].



وقد أراد الله أن تكون هذه السمة من سمات هذه الأمة راسخةً في كيانها، بعد أن أخبر عن أهل الكتاب أنهم يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاً، وبعد أن أخرج هذه الأمة لتكونَ هي القائدة والرائدة، والشاهدة على كل الأمم يوم القيامة.



ولقد وفَّت هذه الأمة بعهدِها بالفعل، وصار الوفاء بالمواثيق خُلقًا لها، تتميز به في وسط الجاهلية المحيطة بشعوب الأرض، وكان الجيل الأول كما عهدناه أشدَّ الأجيال تمسكًا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن ربَّاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هدى القرآن الكريم، حينما عقد الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلح الحديبية مع المشركين من قريش، وحينما عاهد اليهود... إلخ.



إن العهد الذي يبرمه المسلم هو عهد معقود باسم الله، إنه جزء من "الميثاق" الذي يلتزم به المؤمن تُجَاه ربه، ليس أمرًا تتدخل فيه "المصلحة" القريبة أو البعيدة، الظاهرة أو الخفية، فيلتزم إذا بدَت المصلحة في غيره! إن هذا هو دَيْدَن الجاهليات فيما تبرمه من المواثيق.. تبرمه وهي تعتزم الوفاء به، إلا ريثما تجد الوسيلة لنقضه، وفي اللحظة التي تبدو لها المصلحة في نقضه فإنه حبر على ورق ولا أكثر!



"وجاهلية القرن العشرين أبرز مثال على ذلك في مواثيقها الدولية، ما أسهل ما تبرم الميثاق، وما أسهل ما تنقضه في لحظات! أما المؤمنون الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، فهم وحدهم الذين لا تحركهم المصلحة؛ إنما يحرِّكهم الحرص على مرضاة الله"[1].



"يقول الله وهو يوجِّه رسوله - صلى الله عليه وسلم - والأمة المسلمة من ورائه: ï´؟ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ï´¾ [الأنفال: 58]، وهذه هي أخلاقيات المسلم وسماحة الإسلام في المواثيق، حتى مع الكافرين الذين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، والذين نتوقع منهم الخيانة في أي لحظة من اللحظات، ينبذ إليهم عهدهم أولاً، ثم يُقاتَلون بعد ذلك، ولكن لا يغدر بهم والميثاق قائم، ووعت الأمة الإسلامية التوجيه الرباني وطبَّقته في عالم الواقع، فكانت منه في حياتها أعاجيب"[2].



وعمر - رضي الله عنه - يقول لقائده في حرب فارس: "وإذا لاعب أحدكم أحدَ العُلُوج، فظنَّ هذا أن المسلم يعطيه عهد أمان، فأنفذه له"!



يا لله! ويا لروعة المرتقى! إنه ليس عهدًا في الحقيقة، ولكنه مجرَّد توهم من جانب الفارس أن الجندي المسلم قد أعطاه أمانًا! فيقول عمر لقائده: فأنفذه له! إنه ليس فقط إنفاذ العهد الذي لم يصدر من الجندي، ولكنه كذلك إلزام القائد بعهد توهم العدوُّ أن واحدًا من جنود المسلمين قد أعطاه! هل سمع أحد بمثل هذا في التاريخ؟!



ومعاوية في هدنة مع الروم، ولكن تأتيه عيونه بأنباء تفيد أن القوم يستغلون الهدنة للاستعداد لهجوم مفاجئ على المسلمين، فيهمُّ معاوية أن يفاجئهم قبل أن يكملوا عدتَهم، ولكن مستشاريه يأبَون عليه، يقولون: إما أن ننبذ إليهم على سواء كما أمر الله، وإما أن تنتظر حتى نهاية العهد ثم تناجزهم.



وينتظر معاوية، وينصر الله جيشه! ضع مقابل ذلك ما فعله الصليبيون أيام صلاح الدين، كان المسلمون معهم في هدنة، ولكنهم غدروا وأخذوا المسلمين على غرة، فانحاز المسلمون إلى المسجد، فاقتحموه عليهم وأعملوا فيهم السيف، حتى غاصت الخيل في الدم إلى ركبِها، كما تروي مراجع الصليبيين أنفسهم!



وصدق الله وهو يقول عن الكفار - والكفر كله ملة واحدة -: ï´؟ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ï´¾ [التوبة: 10]، ومع ذلك فلم يشأ "صلاح الدين" - حين عادت الكرَّة له عليهم - أن يعاقبهم بمثل ما عاقبوا به؛ وإنما عاملهم بسماحة الإسلام[3]!



"وها هم المسلمون وقد أغاروا على الصليبيين، فأخدوا معهم صبيًّا رضيعًا من مهدِه، فوَجدت عليه أمُّه وجدًا شديدًا، واشتكت إلى ملوكهم، فقالوا لها: إن سلطان المسلمين رحيم القلب، وقد أُذِن لك أن تذهبي إليه فتشتكي أمرك إليه، قال العماد: فجاءت إلى السلطان، فأنهت إليه حالها، فرقَّ لها رقة شديدة حتى دمعتْ عينه، ثم أمر بإحضار ولدها، فإذا هو قد بِيعَ في السوق، فرسم بدفع ثمنه إلى المشتري، ولم يزل واقفًا حتى جيء بالغلام، فأخذتْه أمه، وأرضعتْه ساعة وهي تبكي من شدة فرحها وشوقها إليه، ثم أمر بحملها إلى خيمتها على فرس مكرَّمة - رحمه الله تعالى وعفا عنه"[4].

الموضوع الأصلي : الوفاء بالمواثيق من سماحة الإسلام ‏     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : آلشريف إلراضي

hg,thx fhgl,hedr lk slhpm hgYsghl ‏

]]>
اسلاميات عطر آلشريف إلراضي https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21726
جواهر يفتقدها البعض ... https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21725&goto=newpost Mon, 15 Apr 2024 04:07:33 GMT **خمس جواهر ****تزيل عنك الهم ان شاء الله ...** *الـ ج ـــوهرة الأولى** .. مصادقة الفجر ،، هذا الوقت العظيم الذي يغفل عنه الناس قلما نجد من...
خمس جواهر تزيل عنك الهم ان شاء الله ...
الـ ج ـــوهرة الأولى
.. مصادقة الفجر ،،
هذا الوقت العظيم الذي يغفل عنه الناس
قلما نجد من يجاهد نفسه على الاستيقاظ بعد صلاة الفجر يذكر الله
أقلها أن يقرأ أذكار الصباح حتى طلوع الشمس و يختم بركعتي الضحى !
فياله من أجر عظيم نكسبه في هذا الوقت



الـ ج ـــوهرة الثانية
.. الاستغفار ..
كم مره في اليوم نستغفر الله فيها ؟؟!
10 ؟؟ 20 ؟؟ أم اقل أم أكثر ؟؟!
كثير منا يجهل ثمرات الاسغفار !
فقد جعل الله الاسغفار ملجأ لكل ضائقه بالمرء
قالـ ابن تيميه - رحمه الله - :
إن المسألة لتغلق علي فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل فيفتحها الله عليّ
الاستغفار يفتح الأقفال
فلنملأ أوقاتنا و دقائق عمرنا بالاستغفار
فما أسهله من عمل و ما أعظمه من أجر


الـ ج ـــوهره الثالثة
.. قراءة القرآن ..
هذا الكتاب الذي فيه عزنا فلنعطه من وقتنا ليمنحنا الشفاعه يوم القيامه
ورد بسيط نقرأه في 5 دقائق
يبعدنا عن النار بإذن الله
الـ ج ـــوهرة الرابعة

.. ركعتين في جوف الليل ..
و هذه التي يغفل عنها الكثير مع قدرتهم عليها
ركعتنان لا غير
ركعتان تذكر فيها الله و الناس في لهو
ركعتان تستحضر فيها قلبك
هذه الركعتان لن تأخذا من وقتك 5 دقائق
و نحن في أيام الصيف نجلس الساعات الطوال امام شاشة الجهاز و خاصه في الليل
اقطع من هذا الوقت 5 دقائق و أدِ إلى الله ركعتين تقربك
منه
الـ ج ـــوهرة الخامسة

.. الصدقه ..
خير الأعمال و أدومه .. إن قل
فلا تستهن بالريال ما دمت عليه مداوماً
" صدقة السر تطفئ غضب الرب " صحيح

كثيره هي ..
الـــ ج ـــواهر في حياتنا التي نجهلها أو نتجاهلها
هي أثمن من جواهرالدنيا و أسهلها نيلاً و أعظمها نفعاً
فلنجمع من هذه الجواهر ما استطعنا
عسى ان تكون في ميزان أعمالنا يوم القيامة ,,,
الموضوع الأصلي : جواهر يفتقدها البعض ...     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : آلشريف إلراضي

[,hiv dtjr]ih hgfuq >>>

]]>
اسلاميات عطر آلشريف إلراضي https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21725
سلسلة مساجد العراق/جامع الامام محسن في الموصل https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21719&goto=newpost Sun, 14 Apr 2024 12:16:55 GMT بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صورة:... بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


سلسلة مساجد العراق/جامع الامام محسن في الموصل ط¨ظ†ط§%D
يقع جامع الإمام محسن في الموصل، في محلة الشفاء، وعلى مسافة قريبة من قلعة باشطابياً الشهيرة ومرقد الإمام يحيى أبو القاسم، وهو من الجوامع القديمة في دولة العراق التي تم تصميمها بالنمط الإسلامي.

تاريخ جامع الإمام محسن
كان يًعرف جامع الإمام محسن في سابق عهده بإسم المدرسة النورية، وكان قد بناها “نور الدين ابن عز الدين”، وهو أحد رجالات الدولة الأتابكية، وتم ذلك في نهاية القرن الخامس للهجرة، ثم عرف بمشهد الإمام محسن بن الإمام علي بن أبي طالب، وذلك في القرن الثامن عشر، بعد أن قام بتشييده بدر الدين لؤلؤ في إحدى غرف المدرسة النورية، وتم بناء منبر ومصلى أيضاً في المكان، ليتخذه الناس بعد ذلك مسجداً عُرف بجامع الإمام محسن، وكان أهل الموصل قد بنوا مصلى في الأروقة الموجودة أمام الحضرة أو المشهد، وأسسوا منبراً، وكانوا يؤدون صلاة الجماعة به، إلا أنه لضيق المكان، تم هدم المصلى وبناء مصلى كبيرعوضاً عنه وذلك في عام 1959م، كما أنهم قد قاموا بفتح باباً من الجهة الشمالية كون الباب القديم كان من المصلى، وفي عام 1997، تم إعمار جامع الإمام محسن وكسوه بالحلان والمرمر، وبنيت له منارة وبوابة جميلة، ويطمح الكثير من الناس أن يكون الجامع مركزاً لمدرسة دينية وعلمية تُذكر بأمجاد المدرسة النورية.

بناء جامع الإمام محسن

كان الجامع يُعرف سابقاً بإسم المدرسة النورية، والتي تم بناؤها على يد نور الدين بن عز الدين مسعود الأول في عام (589-607) هجري، وهي أحد المدارس الكبيرة المتعددة الموجودة في الموصل، إلا أنه لم يتبقى منها الآن إلى جزء صغير، أما الباقي عبارة عن مقابر محيطة بالمكان، وقد إستمر التدريس بالمدرسة النورية حتى القرن الثامن للهجرة، ويذكر أن الشيخ العلامة السيد ركن الدين بن محمد شرف شاه الحسيني قد درس فيها، ودرس فيها أيضاً أبو حامد عماد الدين بن يونس بن منعة، وهو أحد علماء الرياضيات والفلسفة، وتوفي في الموصل سنة 715 هجري.

نشاط جامع الإمام محسن
يعتبر جامع الإمام محسن مركزاً لتعليم القرآن الكريم والتجويد، كما تُقام فيه دورات صيفية للأطفال لتعليمهم التجويد والأحاديث النبوية الشريفة، ويعد الجامع مركزاً خيرياً لتقديم المساعدات الإنسانية للعائلات الفقيرة والأيتام.

وصف لمشهد الإمام محسن
يتميز مشهد أو قبر الإمام محسن في إحدى الغرف الصفية بمدرسة النورية بوجود محراب تحيط من حوله كتابات؛ وهي البسملة وآية الكرسي، كما تعلوه قبة مخروطية الشكل وبعض الزخارف الجميلة، وهي من عمارة القرن الرابع عشر الميلادي، وكان قد تم ترميم المشهد أو القبر لأكثر من مرة، كونه مكاناً لكثير من مقابر آل البيت، وقريباً من بيوت آل النقيب، وهم نقباء أشراف الموصل.

أسئلة شائعة
أين يقع جامع الإمام محسن؟
يقع جامع الإمام محسن في محلة الشفاء بالقرب من قلعة باشطابيا في الموصل، مقابل مرقد الإمام يحيى أبو القاسم.

متى تم تسمية المدرسة النورية بجامع الإمام محسن؟
تشير المصادر التاريخية أن جامع الإمام محسن كان عبارة عن مدرسة دينية تسمى المدرسة النورية، وقد قام حاكم الموصل بدر الدين باتخاذها مشهداً للإمام محسن بن الإمام علي بن أبي طالب، وبنى فيها منبر ومصلى، حتى ظهر لنا جامع الإمام محسن.

بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
الموضوع الأصلي : سلسلة مساجد العراق/جامع الامام محسن في الموصل     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : ناطق العبيدي

sgsgm lsh[] hguvhrL[hlu hghlhl lpsk td hgl,wg

]]>
اسلاميات عطر ناطق العبيدي https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21719
تفسير اسماء الله الحسنى/المقيت https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21718&goto=newpost Sun, 14 Apr 2024 12:12:40 GMT بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المقيت
-
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ النساء: ٨٥.

-
المعنى:
المقيت من القوت، وهو في اللغة ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام، فالمقيت الذي يعطي أقوات الخلائق، ويمدها في كل وقت بما يجعله قواماً لها.
قال الغزالي: "معناه خالق الأقوات، وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فيكون بمعنى (الرزاق)، إلا أنه أخص منه، إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت، والقوت ما يكتفي به في قوام البدن". (المقصد الأسنى)
وذكر العلماء معاني أخرى للمقيت منها:
-
الحافظ، الذي يحفظ الأبدان بإيصال الأقوات لها.
-
القادر المقتدر، الذي لا يعجزه شيء، القادر على إعطاء الأقوات لسائر المخلوقات.
-
وقيل معناه: الشهيد والحسيب.

-
مقتضى اسم الله المقيت وأثره:
اسم الله المقيت يدل العبد على من يقوم على قوته وطعامه، فالله المقيت هو خالق الأقوات وموصلها للعباد، فوجب شكره على نِعَمِه العظيمة التي لا تحصى، ومِن شُكْرِ الله تحقيق عبوديته وتوحيده وكمال التعلّق به سبحانه وتعالى، والتوجه إليه بالدعاء والسؤال لكي يمد العباد بالأقوات والأرزاق
.
الموضوع الأصلي : تفسير اسماء الله الحسنى/المقيت     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : ناطق العبيدي

jtsdv hslhx hggi hgpsknLhglrdj

]]>
اسلاميات عطر ناطق العبيدي https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21718
الثـقـه بالله عـــز وجــــل https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21704&goto=newpost Sun, 14 Apr 2024 03:25:51 GMT
الثـقـه بالله عـــز وجــــل
لما قال يعقوب (عليه السلام) : " وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ " {يوسف: 13}
اختفى قره عينيه (يوسف) ,, وأصيب هو بالعمى .

وحين قال : " وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ " {غافر: 44} ,,
عاد له يوسف وبنيامين وعادت له عيناه ...
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء !!

قال أحد السلف الصالح : «إني أدعو الله في حاجة،
فإذا أعطاني إياها فرحت (مرة)، وإذا لم يعطني إياها
فرحت (عشر مرات) .

لأن الأولى (اختياري) ...
والثانية : (اختيار الله) علام الغيوب.
ونعم بالله سبحانه وتعالى ...
جميلة هي الثقة برب العباد !!

" وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "
إجابة كافية شافية لمن يقول : لماذا يحدث ذلك لي ؟؟!

خروج بعض الناس من حياتك !!
(( رحمة من الله )) لا تدركها إلا مع مرور الوقت .

الأعوام تغير الكثير، إنها تبدل تضاريس الجبال
بقدرة الله تعالى، فكيف لا تبدل شخصيات البشر ؟!

(( لا تهتم كثيرآ ,,, ولا تحزن كثيرآ )) !!!
أي شيء في هذه الدنيا لن تدوم ؟! لذلك سميت
بـــ (( دار الفناء )) !

ونحن لو علمنا كيف نغرق في الأجر بعد المحن ,,
لما تمنينا سرعة الفرج من الله تعالى !!

فإن الله تعالى لم يأخذ منا إلا ليعطينا ,,
ولم يبكينا الآ لنتقرب منه ,, فاستقبلوا الأقدار
بالحمد لله على كل حال .

الثقة بالله تعالى شيء عظيم ,,
ومفتاح استجابة الدعاء !!

فالإنسان يدعو الله دائمًا وهو واثق بإجابة الله تعالى له،
ولا يستعجل الإجابة، فقد يؤخرها الله تعالى
لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه .

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
«يُستجاب لأحدكم ما لم يستعجل؛ يقول :
دعوت ودعوت ودعوت، فلم يستجب لي»
[صحيح البخاري] وبالتالي يترك الدعاء .

واعلم أنه ما دعا الله داع إلا حصل له واحدة من أمور ثلاثة :
1- إما أن يستجيب الله له دعاءه .
2- وإما أن يصرف عنه من السوء والبلاء بقدر هذا الدعاء .
3- وإما أن يدخرها الله تعالى له في الآخرة .
فالإنسان إذا دعا الله تعالى،
فإنه رابح على كل حال .


و آختم موضوعي بهذا البيت من الشعر والمناجاه ...
جهلت عيون الناس ما في داخلي فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا
يا أيها الحزن المسافر في دمـــي دعني،
فقلبي لن يكون أسيرا

ربي معي، فمن الذي أخشى إذن مـــادام
ربي يحســن التدبيـرا
وهو الــذي قـد قـــال فـــي قرآنــه وكفى
بربك هــــاديًـــا ونصيـرا !!

الموضوع الأصلي : الثـقـه بالله عـــز وجــــل     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : فيصل

hgeJrJi fhggi uJJJ. ,[JJJJg

]]>
اسلاميات عطر فيصل https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=21704