مشاهدة النسخة كاملة : حكاية وطن .. / بقلمي


اسير الاحزان
07-06-2017, 05:32 PM
مساء الياسمين

حكاية وطن ...

https://up.harajgulf.com/imagef-14968335203485-jpg.html


أنها أرض الياسمين ... أقدم عاصمة بالتاريخ
بها نشأت و فيها ترعرعت .. كبرت على أشعار نزار و صوت فيروز شربت من بردى
عشقتها عشق أبدي .. أنها دمشق استحوذ حبها على قلبي ..
ذكريات كثيرة .. و أحلام تحققت و أخرى تعثرت .. عرفت بها الفرح
لم تعرف تلك المدينة معنى الحزن .. و لم يعرف أهلها معنى الفراق منذ زمن بعيد ...
و لكن ما الذي حصل .. و دونما سابق إنذار .. انقلب الفرح إلى حزن ... و الحب إلى آسى و هدوءها إلى صخب و ضجيج
ذاق أهلها و أهل الوطن بمدنه المختلفة الأمرين .. قتل و تدمير .. تهجير و تشريد
محزونة أنا ... و للحزن في الوطن حكاية ..
لا أعلم هل نحن من خذل الوطن أم الوطن هو من خذلنا .
و هل يفيد العتب !
وطني الحبيب متعب كأم هرمة هزمتها الحياة .. و هي ترى أبناءها يتنازعون على إرثها ..
و رغم حبها لهم إلا أنها عاجزة على أن تحميهم من شر أنفسهم
هناك من رحل بكرامته .. و هناك من تشرد ... لقد أصبحنا لاجئون .. و ما أجمل اللجوء حين يكون لرب العالمين
و ما أصعبه حين يكون ذل و هوان لبشر مثلنا ...
لملمت حقائبي فلم يعد لي مكان في أرض الياسمين ..
فرائحة الموت في كل مكان الياسمين أصبح كشقائق النعمات ارتوت من دم شهداء الوطن
تركت غرفتي و ستائر الدانتيل .. التي احبها ... و ذكريات سنوات عدة ...
تركت وطن تغير فيه كل شيء حتى ملامح النفوس .. تركت وطني لأننا أصبحنا نصحو على صوت القذائف ... على دموع الخائفين ... على بكاء الأطفال طرقات الياسمين .. و حارات دمشق تكتظ بالحواجز .. بوطننا و يطالبوننا بهويتنا ؟!
لم يعد لفنجان القهوة طعم أصبح مر كمرارة الفراق و الألم و الحزن ..
ككرة ثلج بدأت القصة في وطني و ها هي تكبر و تكبر حتى أصبح عمرها سنوات ست
تغير لونها لم تعد بيضاء نقية صارت سوداء كالحقد الذي ملئ القلوب .. و الدمار الذي أصاب أرجاء وطني
فقدت كل تلك الطقوس الشامية العتيقة .. كما فقدت أجمل و أحلى وطن
قهوة الصباح أصبحت بطعم القلق .. و رائحة الياسمين صار لها عطر الوجع وأغاني فيروز صارت صخب و ضجيج
بكاء على شهيد على فقيد على بيت دمر أمام أعين أصحابه .
طرقات الحب أصبحت طرقات للموت ..
كثيراً ما نشبهكِ يا فلسطين الغالية و لكن هناك فرق واحد
إنه استعمار من نوع أخر .. ليس صهيونياً ..
إنه استعمار حاكم .. استعمار جيش .. ميليشيات ..
لم يعد قاسيون يطل على دمشق و هي تعانق السحب قاسيون حزين على وطن لم يعد يشبه نفسه
حزين على شهداء أبرياء ..
حتى الموت في وطني فقد هيبته .. صار جماعياً تعب منا و أصبح يحتاج لهدنة .. عله يعود ذلكَ الزائر الوقور .
لقد أصبح بيننا و بين السماء جسر معطر برائحة الجنان يصعده كل يوم شهيد أو أكثر ...
تتشابه الروايات في وطني .. و أوطان العرب فقط أسماء الأبطال هي من يتغير ..
لقد اعتدنا على غياب من نحب فقد أصبحنا لا نراهم بعيوننا .. و لكن نراهم بقلوبنا ..
لا أدري أيُ لعنةِ حلت بكَ يا وطني .. و إلى متى .. و كيف سنجد التعويذة لفكِ تلك اللعنة
كل ما تعلمناه عن الحب و التسامح .. تحول إلى هباء منثور
يقولون عنا بلاد الشرق .. و لكن لا أرى سوى ليلُ و غروب ..
في لمح البصر تغير كل شيء عادتنا ... قلوبنا ... حتى وجهتنا ..
لو كان للحقائب السفر أن تتكلم .. لاشتكت من كثرة ما أتعبناها
كم أخذنها للمجهول و هي نصف مفتوحة و نصف مغلقة .. تحمل أشياءنا و آلامنا ..
أصبحت أبحث عن كوكب أخر و ليس وطن أخر ... لأني أخاف أن أفقده كما فقدت وطني ...
كوكب يستقبلني .. لأن الأمان في الأرض أصبح ضرباً من المستحيل
عجز الكون عن حل مشكلتك يا وطني كما عجز سابقاً مع فلسطين و العراق و دول أخرى ..
لقد أصبح السوريون نقطة ضعف .. هي ليست نقطة لإنهاء الكلام بل هي الكلام كله ..
مبعثرة حروفي كما وطني و كما نفسي .. لن تكفيني صفحات لأكتب ما بداخلي و داخل كل سوري .. و لكني أشكو ضعفنا و قلة حيلتنا إلى الله هو قادر على أن ينقذ وطني و ينقذنا من هذا المستنقع
لن أطيل عليكم .. و لكن أرجوا منكم أحبتي أن تحبوا أوطانكم و تحبوا بعضكم البعض و تحموا أوطانكم
من كيد الكائدين و غدر الغادرين .. و خيانة الخائنين ..
كل حرف كتبته هو مساحة من القلب و الوطن .. من الحزن و الألم
أرجوا أن تقبلوه ..مني
و دمتم بفائق الحب و الاحترام

بقلمي / منى رفاعي
بتاريخ 12 / 09 / 1438 هــ
الموافق 7 / 06 / 2017 م

مہلہك الہعہيہونے
07-06-2017, 05:45 PM
(’)

.
دَام عَطَائِكْ.. يَآطُهرْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه ..
*
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك.., ,

سلطان الصمت
07-06-2017, 05:50 PM
يعطيك العافيه

اسير الاحزان
08-06-2017, 02:06 AM
كل الشكر لكم على تواجدكم الجميل وردكم الرائع
دمتم بالف خير ..

ملوكه
16-06-2017, 04:34 AM
يعطيك العــافيه ع الطرح

سلمت الأنــأمل

ماننحرم من طلتك ي رب

άиgєℓ єчєš
18-06-2017, 08:28 AM
يعطيك العـــافيه ع الطــرح

سلممت الاننامل

تحياتي

Blue
18-06-2017, 08:41 PM






مَعقُودَةٌ أزَاهِيرُ الرّبِيعِ عَلَى هذه السُّطُور
كَ عَناقِيدٍ تَدَلّت مِن سَقفِ الْجَمالِ الْبَلِيغْ
طَابَت قِرَاءَتُكْ

عيونك دنيتي
22-08-2018, 10:57 AM
يَعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !

دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_61509385373.gif

آلكآدي ♪
22-08-2018, 11:02 AM
.
دَام عَطَائِكْ.. يَآطُهرْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه ..
*
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك.., ,