الراوي في الأدب الشعبي بيده خيوط المرويات

الأدب , المرويات , الراوي , الشعبي , بيده , خيوط

الراوي في الأدب الشعبي بيده خيوط المرويات

الراوي ونخص هنا ما يتعلق بالأدب الشعبي شعره ونثره وحكايات الناس ومعلومات عنهم وقصصهم وسيرتهم وما يجري من أحوال في بيئتهم الاجتماعية، إنه يهتم بجمع مادة يتكلم حولها عندما يلتف المجلس ويبحث الجميع عن مادة تكون محور حديثهم وأنس مجلسهم، تريحهم وتطلعهم على الجديد من حولهم كالقصص وحكايات الأمس وأخبار أهلهم وحاضرهم وما استجد فيه وشعرهم ونثرهم وبعض من تفاصيل حياتهم وطريقة معيشتهم.
إن الراوي يهتم بذلك ويضعه في الحسبان، فيجمع المادة ويكون قبل كل شيء له خصائص تميزه وهاويا لكل ذلك له فضوله الذي يتم توجيهه ناحية اختيار الجيد والمعلومة المفيدة التي تصلح لأن تكون مادة راقية نافعة، فيستخرج من كل ذلك مادة جديدة بصياغة أخرى يقبل عليها المتلقي ويتأثر بها.
وفي الغالب لا يكون الراوي طرفا في الأحداث لأنها سابقة، ولا مشاركا فيها ويؤمل منه أن يلتزم الحيادية تماما، وربما مال عن ذلك أحيانا بسبب اجتماعي أو مصلحة يراها في تغيير المرويات من القصص والمواقف، فيحجب بعضها أو يضخم اخرى وهو قليل.
فالراوي عادة مرتبط بالحدث نظريا معلوماتيا فقط، لكنه منفصل عن أي حدث زمانا ومكاناً وكذلك لا تربطه بالأطراف رابطة مالم يشهدها، خاصة وأن معظم الرواة لهم صفة الشمولية تغطي أعمالهم مساحة جغرافية كبيرة ومجتمعاً واسعاً متعدد الأطياف، كما أنه يحرص على أن تكون معلوماته ترقى إلى مستوى أعلى وينال الثقة فيما يقول ويروي وبالتالي فحرصه على نفسه ومكانته وثقة من حوله فيه ترقى إلى مستوى الحرص والحفاظ على تلك المكتسبات فلا يفرط فيها.
ومن المعلوم أن أغلب المرويات هي القصص والقصائد، سواء منفصلة عن بعضها أو مرتبطة وتعد العمود الفقري للمادة التي تجمع وتصنف ومن ثم تقال وتحكى.
الحكاية والقصة أو السالفة إذاً ما هي إلا مادة منقولة من واقع حاضر وماض لم يعد بالإمكان رؤية أحداثه، لكن يتم تصويرها، وهي أيضا مخرج ونتاج إبداع من ملقيها وراويها، ويختلف نقل الحدث من شخص إلى آخر وكذا تصوير الواقعة أو سرد القصة التي حدثت أو القصة المتخيلة التي ابتدعها الراوي من خياله بناء على خبرات لديه ومهارة، والاختلاف يأتي من الفوارق الكبيرة بين الأشخاص وما لديهم من تجارب وثقافات وحصيلتهم من المفردات وهدفهم أيضا مما ينقلونه لنا ويقدمونه.
وإذا كان الراوي هو الواسطة بيننا وبين حدث ومعلومة سابقة، ومن خلال رؤيته تصلنا تلك المعلومة، فإنه يعد المتحكم في الصورة وتفاصيل ذلك الحدث وتلك المعلومات والقصص والمرويات، وهو سابق لنا في رسمها ورؤيتها وخبرها والتفكير فيها وباختياره أن يوصل المعلومة لنا أو يحجبها كليا أو جزئياً، وطريق معلوماتنا عن ذلك كله ما هي إلا نافذة الراوي التي فتحها على المعلومة والحدث الذي حصل.
فالراوي في عرفنا مطلوب منه أشياء كثيرة، وأولها نقل الحدث الذي شهده ، رآه أو سمعه أو عاشه وتعايش معه كما هو، فيكون هو أو غيره بعد ذلك قاصا وملقيا للمعلومة التي حدثت، كما أنه مطلوب منه أن يفرق بين ما وقع بالفعل وما أضافه من عنده فيوضحه بعبارة يفهم منها أن هذا هو الحدث وذاك هو رأيه فيه وتصويره له وإضافته ، وقد كان الراوي للقصص فيما مضى يعطي إشارات متكررة تميز بين هذا وذاك ، كأن يعترض بجملة تحيل إلى رأيه ويخصص فقرات خارج النص المروي أشبه بالهوامش.
كما أن الراوي مطلوب منه في حال سرد حدث في زمن طويل أن يقفز بعض المدة التي يعد سرد حدثها مملا مكرراً فيقول مثلا (ثم ذهبت الأيام ومرت سنوات طويلة) أو يقول (كبر ابنهم وصار رجلا) أو يقول (تزوجت البنت وصار لها أولاد كبار) أو يقول (اشتروا منزلا وسكنوه والأولاد كل صار له وظيفته).
كل هذه تعد اختصارات تطوي زمنا يقدره المتلقي بحسب ما يتضح من نتائج السرد، قد يكون أشهرا وربما سنوات لم يذكر فيها حدث بعينه ولا تفاصيل مملة، لأنها تعد في نظر الراوي مما يمكن استكماله من خيال المتلقي وليس لأنها لا قيمة لها، بل لها قيمة كبيرة ولكن الوقت هنا يسلم كليا للمتلقي فيسبح بخياله كيفما شاء، كما أن الدخول فيها يعيب أسلوب الراوي وأنه لم يترك فرصة لخيال المتلقي، وأيضا يقولب القصة كثيرا ويحجز الخيال.

إن الراوي في كثير من الأحيان أو يفترض، أن يتوقف عن الكثير من عرض التفاصيل من أجل إعطاء فرصة للمتلقي أن يكمل ويستخدم خياله لكي يستمتع أكثر، وللأسف فإن بعض الرواة ينسج مع الواقع وتفاصيل القصة خيالات كثيرة من عنده ويسد منافذ وطرق التخيل عند المتلقي حتى لا يجد فرصة لكي يستمتع بما يريده هو لا بما يفرضه الراوي.

والراوي في مجلسه يصنع عادة الكيفية التي تهيئ للتلقي، ويعطي ملامح لما يريد أن يقول فهو الذي يجعل قصته ومعلوماته التي يرويها تقرأ في سياق يصنعه مسبقا كأن يجعله جادا، أو هزليا غير جاد (مزح) أو اجتماعيا، أو سياسيا، أو اقتصاديا أو تراثيا قديما بحيث يلتزم بخط يعرف به، أو ينوع بحسب الحالة والمجلس وما يمليه الواقع ويفرضه كل ظرف.
ونختم بالقول ان المعلومة الواقعية الحاضرة أو الماضية أو المتخيلة التي تقدم في أشكال واساليب متعددة، هي شغف المتلقي والمرتكز الأساس في حوارات المجالس والتشويق لتكرار الجلوس ومعاودة اللقاءات والاجتماع فيها والالتفاف حول مصدر المعلومة المنقولة، ويشكل الراوي العنصر القوي في تلك المنظومة، كما أن رؤيته وخبرته وحسن اختياره وعرضه يتحكم في مسيرة المعلومة وكيفية تلقيها وتأثيرها أيضا.
والشعر والقصة الهادفة كانا ولا يزالان لهما نصيب كبير من إقبال المتلقي على طلب المزيد منها بالإضافة إلى الخبر، فما ملت أذن من شعر هادف ولا من قصة ممتعة ولا من خبر مشوق

الموضوع الأصلي: الراوي في الأدب الشعبي بيده خيوط المرويات || الكاتب: مہلہك الہعہيہونے || المصدر: منتديات غيمة عطر

منتديات غيمة عطر

---

hgvh,d td hgH]f hgaufd fd]i od,' hglv,dhj

اهنيك ع الطرح الرائع
ابداع في الطرح وروعة في الانتقاء
وجهد تشكرين عليه
دمتي بروعة طرحك
أكاليل الزهر انثرها بمتصفحك

,‘*

آزدَآنْ متًصفًحيّ برًقِي توًآجدَك .."
شكُراً بحَجمْ آلسمَآء ..
جنَآئن يَآسميُن لقَلبكْ|~

يَعَطَيَكَ اَلَعَآفَيَـهَ عَلَىَّ اَلَإنَتَقَآء اَلَرَوًّعَـهَ
شَكَرَاًَ لَكَ مَنَ اَلَقَلَبَ عَلَىَّ هَذآ اَلَمَجَهَُوًّدَ ,
مَاَأنَحَرَمَ مَنَ عَطَـآءكَ اَلَمَمَيَزَّ يََ رَبَ !
دَمَتَ بَحَفَظَ اَلَلَهَ وًّرَعَآيَتَهَ

يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع وجهود أروع
ننتظر مزيدكم بشوووق

عيونك

,‘*

آزدَآنْ متًصفًحيّ برًقِي توًآجدَك .."
شكُراً بحَجمْ آلسمَآء ..
جنَآئن يَآسميُن لقَلبكْ|~

الغالي

,‘*

آزدَآنْ متًصفًحيّ برًقِي توًآجدَك .."
شكُراً بحَجمْ آلسمَآء ..
جنَآئن يَآسميُن لقَلبكْ|~

الله يعطيك العافيه ع المجهود رائع جدا

,‘*

آزدَآنْ متًصفًحيّ برًقِي توًآجدَك .."
شكُراً بحَجمْ آلسمَآء ..
جنَآئن يَآسميُن لقَلبكْ|~

'،





مَعقُودَةٌ أزَاهِيرُ الرّبِيعِ عَلَى هذه السُّطُور
كَ عَناقِيدٍ تَدَلّت مِن سَقفِ الْجَمالِ الْبَلِيغْ
طَابَت قِرَاءَتُكْ