فقد دل عليه ما ورد عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : " كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا صاحبه في حاجته
حتى نزلت الآية ( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ) ( 238 ) سورة البقرة ) .
فأمرنا بالسكوت أثناء الصلاة .
القنوت بمعنى طول القيام ..
وهو ما دل عليه قول الله عز وجل : ( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ) . ( 39 ) سورة الزمر
وما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أفضل الصلاة طول القنوت .
وأما ورود القنوت بمعنى الدعاء ..
فدل عليه قول الله عز و جل : ( ادعوا ربَّكُمْ تضرُّعاً وخُفْيَةً إنَّه لا يُحبُّ المعتدين ) ( 55 ) سورة الاعراف
و قال ايضا : ( وقالَ ربُّكُمُ ادعوني أستجِبْ لكمْ إنَّ الَّذين يستكبِرُون عن عبادَتِي سيَدْخُلُون جهنَّمَ داخِرِين ) ( 60 ) سورة غافر
و ما جاء عن البراء بن عازب رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت في ( الصبح والمغرب ) ( رواه مسلم ) .
وكان رسول الله عليه الصلاة و السلام يدعو ربه ويطيل الدعاء ويختار من الدعاء أحسنه وجوامعه
وإذا قراء القرآن أو قرئ عليه بكى .
ولقد قال عبد الله بن الشخير رضي الله عنه : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيز كأزيز
الرحى من البكاء". ( رواه أبو داود والنسائي ) .
فرسول الله عليه الصلاة و السلام خير من حقق القنوت بدوام الطاعة لله عز و جل ، والمثابرة علي الصلوات
وطول القيام بين يدي الله ، والسكوت ، والخضوع و الانكسار عند مناجاة الله ، ودعاء الله و الرجاء في الاستجابة
هذا ما نفهمه من معاني القنوت حسب ما ورد في القران الكريم ، و ما عرفنا من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، .
فهلا اقتدينا به و قنتنا إلى ربنا ودعوناه في خشوع له عسى أن يجعلنا من القانتين .
اللهم اجعنلنا من القانتين ..
نفعنا الله و اياكم من فائض علمه .