-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات عيون العشق
اللقب
المشاركات 4242
النقاط 1100
بيانات اسير الاحزان
اللقب
المشاركات 88731
النقاط 72914

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

{ إعلانات غيِمـة عـِطِـراَلًيومُية ) ~
 
 
   
{ مركز تحميل الصور الملفات  )
   
   

 

{ ❆فَعِاليَآت غيتِمـة عِـطِـر ❆ ) ~
                          

{ ❆التميز خلال 24 غيِمـة عـِطِـر ❆) ~
 

اعلانات غيمة عطر

عدد مرات النقر : 1,478
عدد  مرات الظهور : 56,155,555 
عدد مرات النقر : 1,462
عدد  مرات الظهور : 56,155,546 
عدد مرات النقر : 1,482
عدد  مرات الظهور : 56,155,540 
عدد مرات النقر : 1,448
عدد  مرات الظهور : 56,155,530 
عدد مرات النقر : 1,447
عدد  مرات الظهور : 56,007,439

عدد مرات النقر : 2,108
عدد  مرات الظهور : 56,155,033

عدد مرات النقر : 1,156
عدد  مرات الظهور : 45,539,695
كل التوفيق للاخوة الطلاب كلمة الإدارة



الإهداءات

إعجاز القرآن بين الخلق والأمر

الحمد لله الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، أحمده حمدًا لا مزيد عليه، بما أنعم وتفضَّل، وأشكره شكرًا يستزيد من فضله وإنعامه؛ إذ القناعةُ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ أسبوع واحد
ادلع على كيفي غير متواجد حالياً
Awards Showcase
 
 عضويتي » 981
 جيت فيذا » May 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:20 AM)
آبدآعاتي » 1,627
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » ادلع على كيفي is a glorious beacon of lightادلع على كيفي is a glorious beacon of lightادلع على كيفي is a glorious beacon of lightادلع على كيفي is a glorious beacon of lightادلع على كيفي is a glorious beacon of lightادلع على كيفي is a glorious beacon of light
 آوسِمتي »
 
افتراضي إعجاز القرآن بين الخلق والأمر

Facebook Twitter




الحمد لله الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، أحمده حمدًا لا مزيد عليه، بما أنعم وتفضَّل، وأشكره شكرًا يستزيد من فضله وإنعامه؛ إذ القناعةُ من الله حِرمان، وأصلي على نبيِّ الهدى، وعلى آله ومن والاه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإنه لَمِن دواعي واجبِ النصح لكتاب الله - تَبْيينُ مُنزلقَاتٍ ومنعرجاتٍ، تاه فيها مَن أذهلهم القرآن بإعجازه، فانبهروا، وتكلموا عن الإعجاز القرآني، بما أخذهم من إعجاب، ولم يأخذوا موضوع الإعجاز من أصله بدراسة أكاديمية علمية، حتى وإن جاءت أبحاثهم ثابتةَ الجذور، متلاحمة الأوصال، دقيقة التفاصيل، رائعة المبنى.

ومضى تقليد الأواخر للأوائل، فليس كل من تطاول على الميدان جاء فيه بأبدَعِ إنتاج، ومجالُ الكلام عن إعجاز القرآن مُحاطٌ، ومُسيَّج بسياجِ خشيَةِ التقوُّل على الله؛ فكل مَن لم يراعِ الحدودَ وقع في المحظور، والمحظور في مجالات الاعتقاد كُفْر بَوَاح، وليس مجاله كمجالات الأبحاث الفقهيَّة، حيث يُضْحِي الحاكم المجتهد مأجورًا على كل حال، سواءٌ أكان مصيبًا للصواب أم مخطئًا له.

والإشارة للحاكم تعني من توفَّرت كل المعطيات في يده، وليس لكل من هبَّ ودبَّ من دارسي الاجتهاد الفقهي؛ إذ ليس الأمر كما قال محمد إسماعيل[1] بأنه: "للتَّشَرُّف والاستمتاع بالنظر في كتاب الله بعين الإجلال، والإعظام، والإيمان بقداسَته، ثم للإشادة بسموِّه وروعته، والتذكير بعلوِّ مكانته بين الكتب السماوية"، وما على المرء سوى إلقاءِ نظرة فيما كتب المفسرون - وبخاصة في (مشكل القرآن) - ليرى بأن رؤيةَ التَّعظيمِ وحدَها لا تكفي.

عرض الإشكال:

الكلام عن الإعجاز شَغَفَ كُتَّابًا، وأسالَ مِدادًا، وشغل مواقعَ متخصصةً، وغير متخصصةٍ في الشبكة العنكبوتية، وصحيح أنَّ فضل الله لا يُحْجَرُ؛ إذ يوجد في النهر ما لا يوجد في البَر والبحر، وتتفاوت الهمم بين الناس، كما تتفاوت مَلَكَاتُهم وسرعة نباهتهم في فَهْم الإشارات اللَّطيفة، والعبارات الدقيقة، وسرعة البداهة في ربط الأسباب بمسبِّباتها، الشيء الذي يمكِّن المرء من وضع اليد على نُكَتٍ علمية، جليلةِ القدر، عظيمةِ الشأن، عاليةِ الكعب، غاليةِ الاستنتاج، تتناغم فيها الإشارات العلمية مع الضوابط الأصوليَّة، بفهم متفتِّح، مستنير بنور السنن الإلهية؛ كي لا يتقوَّل المرء على الله وعلى كلامه.

وانقسم العلماء: بين مانعٍ للكلام في تفسير آيات قرآنية باستنتاجات علمية، ومبيحٍ لذلك، ومتوقفٍ فيه، فلا هو يبيحُه بخالص الرضا؛ مخافةَ فتح بابٍ للتقوُّل على الله وعلى كلامه، ولا هو يَمنَعُه كلَّ المنع؛ لما أشكل عليه من هذا الأمر، فيسد الباب؛ سدًّا للذرائع، فتسد معه أبواب الاجتهاد، وتَتَعَطَّل المواهب، وتَمُوت الملَكات الذوقيَّة.

وَمَا أباح المبيح إلا لذوقه لما جاءت به قرائح نيرة، استفادت وأفادت، فجاء دعمه لهذا التوجه، وما منع المانع، إلا خشيةَ فتح باب؛ للتقوُّل على الله بغير عِلْم، لا يُسَد بعد فَتْحِهِ.

وإلى جانب هذه المواقف المتحفِّظة، يُسْقى العقل من دَلْوِ النصوص المجردة عن رُوحانيَّتها، وعن تعاليمها الربانية؛ إذ الرد إلى الله فسروه بالرد لكتابه، وليس ردًّا إلى الله، وهو الحي القيوم، هل التجأنَا إليه وخيَّبَنا حتى نستدير الجنب عن بابه؟! ويا ليتهم استنطقوا الكتاب، إذًا لنَطَقَ بالحكمة وفصلِ الخطاب؛ إذ كلام الجليل أسبغ الله عليه صفات التكليم ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الزخرف: 4]، فرُوح القرآن تنافح عن نفسها، وتَدفَع الشبهات، وليت مَن تطهَّرت سريرته يَلمِس جوهر روحه، فيتعامل معها وتتعامل معه، وتفضي إليه بأسرارها، فيَتَنَسَّمُ منها نسائمَ فَهْمٍ جديد، قريبِ عهد بربه كما يقول الربانيون.

ولا أدري: أيُعْقل أن كِتَابًا يرفع التحدِّيَ عاليًا: ﴿ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍفَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 148]، وقوله تعالى: ﴿ قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 23]، وقوله تعالى بصيغة التلقين: ﴿ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ [الملك: 26] - لا يستجيب لمقومات العلم؟

وهل جاء دورنا لنتوارى عن الأنظار، ونشكك في كل علم جاء به غيرنا؟ أو نأخذ اللواء؛ إعلاءً لكلمة الله، ورفعًا للتحدي عاليًا، كما رفعه القرآن؛ إحقاقًا للحق، وإزهاقًا للباطل؟

وجُلُّ مَن تكلموا في إعجاز القرآن انساقَت نباهتهم إلى آيات كونية، أو قرآنية، جعلها الله للناس آياتٍ وبصائرَ، تقول بلسان حالها قبل تعبيرها: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53].

سبيل حل الإشكال:

إعجاز القرآن الكريم بين الخلق والأمر:

﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]

حتى نلمِس حقيقة إعجاز القرآن الكريم، والذي جاء بخاصة بين الخلق والأمر، يأبى علينا خُلُقنا أن نتقدَّم النصوصَ؛ كي لا نقف مع الواقفين على عتبة آيات الله، سواءً منها القرآنية أو الكونية، جعلها الله نبراسًا منيرًا، يَستضِيء به أعشى البصر؛ حتى ينقدح زناد بصيرته لتبصر الغيب، من وراء حجبه الكثيفة، بعدما يرق سمكها، وتُضْحي شفَّافة، فتتوقد حساسيَتها، وتتوقف عند كل كلمة تستشف أسرارها، وتتنبه لدَّلالاتها، وتهتز لما يخفق له القلب طربًا، أو ما طمحت له طموحها، أو انطوت عليه انطواءها؛ بغية تفتُّح إدراك جديد، ورأي سديد، أصاب رمحُه سويداء عيون الفهم، فائتلفت عليه القلوب، وتعانَقَت عليه أيدي الراسخين في العلم، فباتوا نخلاً سامقًا، لها طلع نضديد، رزقًا للعبادِ، وبهذا شدَا كل طير شدوَه بما أصابه من إعجاب بآيات، جاءت بصائرَ للناس، سواءً منها القرآنية أو الكونية، حسب ما تأثر به كل منهم.

وما انساق المنساقون وراء الكلام عن الإعجاز، إلا بحسن ظن منهم؛ بكونهم يبرزون آياتٍ تَستحِثُّ الهمم، وتشحذ العزائم والذمم؛ للالتصاق بهذا المنبع الثَّرِّ المتدفِّق، والذي لا ينضب معينه، ولا تنقضي عجائبه.

واختلط على العوام - والمتخصصين أيضًا - أمر الآيات والبصائر، والتي ساقَت عبرًا وعظاتٍ، قد تَهُزُّ المرء من أعماقِهِ، بما هو حقيقة التحدِّي القرآني.

وانساق الناس وراء آيات البصائر، فتكلم الفقهاء حول الإعجاز البلاغي، والبياني، والعلمي، والغيبي، وتأثير القرآن، والقول بصرف قلوب الناس عن معارضَتِه، وهي كلها إشارات مهمَّة، ووقفات لا تخلو من نُكتَة أدبيَّة وفقهيَّة، لكن الجزم بكونها التحدِّيَ القرآنيَ، الذي رَمَت إليه الآيات، فَهَذَا موطن الخلاف، وهو ما لم نُسَلِّمْه لقائله، وهل بات الخلاف مسألة اصطلاح لدلالة لفظ "الإعجاز"؟

فالكلام عن الإعجاز القرآني مسألة خلافية، لا بد فيها من الرجوع إلى الله، وإلى الرسول، وإلى أهل العلم، والاستنباط، والردُّ إلى الله يقتضي منا الضراعة بباب الكريم:

1- نقف بباب من تعهد ببيان ما أُبْهِمَ من كتابه؛ مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19].

2- نستعين به سبحانه ونتوسل إليه بأسمائه الحسنى: "الله العلي الكبير"، و"الله عليم حكيم"؛ ليبين لنا ما أبهم علينا من شأن تحدِّي آيات القرآن، وما صار إليه الكلام تحت عنوان إعجاز القرآن؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ * هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ﴾ [غافر: 12، 13]، ﴿ يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النساء: 26].

ومَا يؤكِّد التَّوجُّه: هو أن الدعاء إنابة إلى باب الرَّحْمَن، والْمُنِيبُون اختصَّهم الله العلي الكبير بالعبرة والذِّكْرَى.

وبَعدَها نَطرَح السؤال على القرآن الكريم: هل في القرآن إعجاز؟

نجد أن الله رفع التحدي للخلق في أربعة أمور، منها: الخَلْقُ: وهو دخول الرُّوحِ الجَسَدَ، أو الموتُ: وهو خروجها من الجسد، ثم الأمر: الذي هو تشريع الله لخلقه، وتجلَّى فيه التحدي على مستوى رُوحِهِ، أو على مستوى تشريعه.

وبهذا يُضْحِي الإعجاز متعلقًا بأمرين لا ثالث لهما الخلقِ، والأمرِ، والخلق والأمر من اختصاص الله سبحانه وتعالى.

الخلق:

يرفع القرآن التحدي عاليًا في وجه البشرية جمعاء: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج: 3].

ويستفسر في استغراب: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ [لقمان: 11]، ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ، بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ﴾ [فاطر: 40]، ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأحقاف: 4].

ب - دَرْءُ الموت:

وإذا كان "الخلق تقديرًا وإيجادًا"[2]، بعد دخول الروحِ الجسدَ، فالموت كناية عن خروج الروح من الجسد، والروح نفخة ربانية، وهي من أمر الله؛ إذ فعلُه قولُ: ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117]، وهي من اختصاصه سبحانه وتعالى لا يشاركُه فيها مشارك.

وكما تحدى الخَلْقَ بخلقِ ذُبَابَةٍ فما فوقها، تحدَّاهم أيضًا بدَرْء الموت عن النفس: ﴿ قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آل عمران: 168].

من الأمور الكليَّة التي جاء بها القرآن موت الإنسان؛ بل وكل المخلوقات، ويبقى الدوام لله، ويقرر القرآن الكريم ضِمْن السنن الإلهية، التي نظمت مسار الكون وسريانه: ﴿ كلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185].

ولَكَمْ يخشى الإنسانُ تحوله من حياة إلى موت، بل أشد الناس تمسكًا بحياة على أي شاكلة هم اليهود، ولو كانت حياةَ الذلة والصغار؛ ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 96].

إن الله قهر العباد بالموت، وجَعَلَها سنة الحياة؛ ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61].

ومهما اعتصم المرء، وفرَّ من الموت، ما نَفَعَتْه حِيلَة، ولا دفع القضاءَ إلا الدعاءُ، فالموت قَدَر مَعلُوم إلى أجل معلوم، ومَن زَعَم غير ذلك فليدفع الموت عنه، ولو كان في بُرْج مشيَّدٍ؛ ﴿ قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الأحزاب: 16]، و﴿ الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آل عمران: 168]، و﴿ أيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78].

ويصور القرآن الكريم حالة نزع رُوح الكافر تصويرًا، تشهده ملائكة العذاب، وهي تتوعدهم: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]. ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الحج: 6].

ج - الأمر:

﴿ وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 37].

إنه نَفْيٌ جازم من الله، مِنَ الذي يعلم مَن خَلَق وهو اللطيف الخبير؛ فالذي يتابع التناسق الغريب بين السنن القرآنيَّة - والتي هي أساس الوجود - ليَندَهِشَ أمام هذا التطابق الهائل لكل سُنَّة على حدة، فكَيْف بالسنن حين تتداخل وتتشابك؟! فإنَّ سنن الله تَتَضافَر وتَتَآزَر، مَعَ العِلْم بأن: من سُنَن الله السنن الكلية والسنن الجزئية، ولا تختلف باختلاف الكُتُب إلا ما حُرِّف منها، فأنَّى لها أن تختلف في كتاب واحد؟!

ما راعى الذين تكلموا عن الإعجاز هذا النفي، فتناولوا أقوال مسَيْلِمَة وسَجَاح وغيرهما بالنقد والتجريح، وبعد نفي إمكانية الافتراء يأتي التحدي سافرًا، لا لَبْسَ فيه، ولا غموض يكتنفه؛ ﴿ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23 - 24].

والأمران من اختصاص الحق سبحانه وتعالى فلا ينازعه فيهما منازع؛ إذ شمل تحدِّيَيْنِ؛ إن على مستوى التشريع، وإن على مستوى الرُّوح، والتي هي جوهر إعجاز القرآن؛ ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

د - رُوح القرآن:

يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

فسِرُّ تحدِّي القرآن هو روحه، وهو ما لم يلتَفِت إليه المتكلمون عن الإعجاز بالمرَّة.

هـ - التحدي التشريعي:

جاء كتاب الله مهيمنًا على ما قبله مِن الكتب؛ بما جاء به من هدايةٍ، سبيلاً اصطفاهَا الله دستورًا للبشرية، إلى أن يأخذ الأرضَ ومَن عليها.

والمسلمون في زمن الانبهار العلمي، بما أنجزته يد الغربيين - استداروا وُجهَتَهم عن كتاب ربِّهم، الذي مكَّن أجدادهم من حياة العزَّة والسؤدَد قرونًا متطاولة، وأقبلوا إقبالاً على المدارس الغربية، ومناهجها في التعليم والتعلُّم، فَذَلُّوا، وَأُذِلُّوا، ورَاوَحُوا مكانهم في العالم الثالث؛ حيث عشَّش الفقر، وهيمن الظلم، وطغى الاستبداد وركب التبعية، فصاروا أذنابًا تابعين، بعد أن كان أجدادهم سادةً متبوعين.

وعِوَض أن يرفع العلماءُ لواءَ التحدي عاليًا؛ لنصرة دين الله، وإعلاءِ كلمته - وهي العالية بإذن ربها - استجابوا لدواعي الظروف الاجتماعية القاهرة، وأخلَدُوا إلى المناصب والكراسي، وانشطروا قسمين:

فأما الصادقون، فصَدَقُوا في إخلاصهم لمناصبهم، واعتبروها أمانةً، وراعَوها رعاية المشفِق، وقد أخذت منهم الجهد والوقت، فإن تجاوزوها لأشغال وأعمال أخرى، كانت جهودهم شكليَّة؛ لِضِيق أفُقِ وقتِهم، ولقِلَّة المعين، إنه الشيء الذي كرَّس طوق التقليد خلفًا لسلف؛ مما جعل منهم محامين فاشلين، أمام قضية عادلة ومُنْصِفة، وكان الأجدر بكل باحث أن يشكل خلية بحث، يشرف على جهودها؛ استكمالاً لما لا يتم الواجب إلاَّ به؛ ليُضْحِيَ شوكةً في حلق كل معاند، وسدًّا منيعًا يقطع طمع الطامعين في النيل من الشريعة الغرَّاء، واضعين نصب أعينهم قولَه تعالى: ﴿ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].

إنه لم يمض عهد مقاتلة الظالمين، وإنما تغيرت وسائل سلاحه؛ فالمواجهة أصبحت مواجهةً حضاريَّة، أضحت فيها الكلمة لقوَّة الحُجَّة والبرهان؛ لتخلُد العقول للتفكير الرصين، بعيدًا عن كل تهييج وخفَّة وطَيش.

"لا" لِقوة السيف والسلطان في بلداننا؛ حيث أصبح السيف وسيلةَ إرهاب، تتسلط به الدولة على المستضعفين، ابتزازًا لأموالهم، وتسخيرًا لرجال القمع في إذلالهم، ولم يَعُدْ سيف الدولة وسيلة لدحض الكافرين والنيل منهم، ولو كانوا للأرض مستعمرين.

وأما غير الصادقين، فتزيَّنوا بالمناصب؛ لهثًا وراء سراب الدنيا والجاه والمكانة، ولم يزيَّنوها بزينة الإيمان والمواقف الصادقة، التي لا تَخشَى في الله لومة لائم.

مع العلم بأن: التشريع الربانيَّ جاء ليرفع التحدِّيَ في وجه كل المخالفين، ولكل الأنظمة والقوانين؛ ﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40]، وتحدى أهل الكتاب بقوله: ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [القصص: 49]، ورفع التحدي للبشرية جمعاء؛ ﴿ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأحقاف: 4].

كما بيَّن بأن: القرآن جاء مفصلاً على علمٍ هدًى ورحمةً؛ ﴿ وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 52]، بل ما جاء القرآن إلا ليُرْفَعَ عاليًا فوق كل تشريع، وفوق كل دين؛ ﴿ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].

وما أرسل رسوله؛ إلا ليظهره على القوانين الوضعية السائدة في كل زمان وأوان؛ ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، و﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [الفتح: 28]، و﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 9].

فهل لنا مِن رجال أفذاذٍ، يذودون عن الحمى بفقه منهجيٍّ، علميٍّ، رصين، نيابةً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مُهمَّةِ التبليغِ؟!!




Yu[h. hgrvNk fdk hgogr ,hgHlv





رد مع اقتباس
قديم منذ أسبوع واحد   #2



 
 عضويتي » 1029
 جيت فيذا » Dec 2022
 آخر حضور » 18-11-2023 (09:44 AM)
آبدآعاتي » 3,038
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » اسيرة الاحزان is a jewel in the roughاسيرة الاحزان is a jewel in the roughاسيرة الاحزان is a jewel in the roughاسيرة الاحزان is a jewel in the rough
 آوسِمتي »
 

اسيرة الاحزان غير متواجد حالياً

افتراضي



اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن




رد مع اقتباس
قديم منذ أسبوع واحد   #3



 
 عضويتي » 855
 جيت فيذا » May 2021
 آخر حضور » منذ 50 دقيقة (08:25 AM)
آبدآعاتي » 12,561
 حاليآ في » 7up
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » ناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 

ناطق العبيدي متواجد حالياً

افتراضي




كل الشكر والامتنان على روعه بوحـكـ ..
وروعه مانــثرت .. وجماليه طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء




رد مع اقتباس
قديم منذ أسبوع واحد   #4



 
 عضويتي » 890
 جيت فيذا » Sep 2021
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (02:12 AM)
آبدآعاتي » 15,239
 حاليآ في » sprite
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » نور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 

نور غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع القيم وجعله الله في ميزان حسناتك وجعل مستقرنبضك الفردوس الاعلى من الجنه حماك الرحمن




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخلق, القرآن, إعجاز, والأمر

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الاعلانات النصيه
منتديات غيمة عطر

الساعة الآن 09:15 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.