في العَقد الخامس من عمر الإنسان يصبح تقديمه التنازلات لمن هم أصغر منه أسهل من ذي قبلٍ بكثير. فَعِناد وغُرور الشباب يبدأ بالاضمِحلال تدريجياً مع إدراك هذا الإنسان أنه يسير
في العَقد الخامس من عمر الإنسان يصبح تقديمه التنازلات لمن هم أصغر منه أسهل من ذي قبلٍ بكثير.
فَعِناد وغُرور الشباب يبدأ بالاضمِحلال تدريجياً مع إدراك هذا الإنسان أنه يسير باتجاه النهاية لا محالة، وأن ما يفصلُهُ عن لحظة النهاية باتَ أقرب بكثير من السابق.
الشباب قد لا يفهون سر هذه التنازلات المستمرة، والرحمة والحنية التي يفيض بها عليهم هذا الأربعيني، لأن غرور الشباب ما يزال هو الدافع الذي يؤثر على معظم تحركاتهم وتصرفاتهم، إن لم يكن كلها..
لا يُمانع الأربعيني أن يمنح ويعطي كل ما يستطيع لأولئك الشباب، حتى لو آثَرَهُم على نفسه، وخاصة الأشياء التي حُرِمَ هو منها عندما كان في عمرهم، لأنه يفهم أن هذا قد يغير مجرى حياتهم المستقبلية لتكون على صورة أفضل، ولعلها تكون على الصورة التي تمناها هو لنفسه، ولكن لم تتوفر له الظروف، وهو لم يَعُد مُنافِساً لهم وإنما مُكمّلاً، ومُعلّماً، ومُرشِداً، وربما أحياناً.. مُلهِماً..
#قهوة_سادة