المرءفي القيام للعبادة

#1 07-06-2023

للعبادة , المرءفي , القيام

المرءفي القيام للعبادة

إن مما يشكو منه المؤمنون اليوم؛ الضعف الذي يجده المرء في القيام للعبادة، وأنه لا يجد وقتًا وجهدًا ليقوم بها، وإن فعل شيئًا؛ ضعف عن بقية الأشياء، وإن سار قليلًا، إذا به لا يستطيع مواصلة السير في طريق الله تعالى .
ولا يَخرج المرء من هذه الحالة إلا أن يتقوَّى بذكر الله تعالى؛ إذ إن الذكر من أقوى ما يعين المرء على القيام بأعماله في الدنيا والآخرة، بل أن يقوم بما لا يستطيع أن يقوم به في أحواله وأوقاته التي يقضيها دون ذكر!
وقد أشار إلى ذلك حديث السيدة فاطمة رضي الله عنها، عندما شكت لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجد من مشقة في أعمال البيت؛ كطحن الشعير بالرحى، وغيرها من الأعمال الشاقة التي تقوم بها، فإذا بالنبي صلى الله عليه يوصيها بذكر الله تعالى، يقول علي رضي الله عنه : « شَكتْ فاطمةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما تَلقى في يدِها من الرَّحى ، فَأُتي بسَبْيٍ ، فأتتْهُ تسألُه؟ فلم تره ، فأخبرت بذلك عائشة ، فلما جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم أخبرتْه ، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا ، فجاء فقعد بيننا ، حتى وَجدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ على صَدري، فقال: ألا أدُلُّكما على خيرٍ مِمَّا سألتما؟ إذا أخذتُما مضاجعَكما فسبِّحا ثلاثا وثلاثين، واحْمَدَا ثلاثا وثلاثين، وكبِّرا أربعا وثلاثين ، فهو خيرٌ لكما من خادم »،.
وكذلك حديث الرجل الذي كثُرت عليه التكاليف، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «يا رسول الله ! قد كثرت علي خلال الإسلام وشرائعه فائمرني بأمر يكفيني ، قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز جل قال : يكفيني ؟ قال : نعم ويفضل عنك» يعني: يكفيك ويزيد في أن تقوم بهذه الشرائع.
وقد كان الكثير من علماء المسلمين الذين ألفوا المؤلفات الضخمة التي تحتاج سنين طويلة في أعمارهم القصيرة؛ يستعينون بذكر الله تعالى، وبالأخص قول: ( لا حول ولا قوة إلا بالله)؛ فتمكنوا من القيام بما لا يستطيعه غيرهم، وبما لا يصل إليه الخيال؛ ببركة الداوم على ذكر الله تعالى !
ـــــــــــــــــــــــــــ

الموضوع الأصلي: المرءفي القيام للعبادة || الكاتب: نور || المصدر: منتديات غيمة عطر

منتديات غيمة عطر

hglvxtd hgrdhl ggufh]m