كشف باحثون في جامعة كاليفورنيا (University of California) في الولايات المتحدة عن أنهم يعملون في الوقت الحالي على تطوير لقاح جديد قد يقضي وبشكل نهائي على فيروس شلل الأطفال.
كشف باحثون في جامعة كاليفورنيا (University of California) في الولايات المتحدة عن أنهم يعملون في الوقت الحالي على تطوير لقاح جديد قد يقضي وبشكل نهائي على فيروس شلل الأطفال.
ومن المعروف أن اللقاح يعتمد نسخة تم إضعافها من فيروس شلل الأطفال، ولكن وبعد تحليل مئات العينات من جينات هذه النسخة المحورة من الفيروس التي تحولت إلى حالات نشطة جديدة من المرض بدل احتوائه، ومقارنتها بالبنية الجينية الأصلية للقاح المعطى، وجد أنه وفي جميع الحالات مر فيروس اللقاح بخطوات ثلاثة طور الفيروس عبرها نفسه ليصبح قوياً وفتاكاً من جديد.
وهذه الخطوات الثلاثة هي:
الخطوة الأولى: حصول تحوير في جينات فيروس اللقاح سمح له بتصنيع البروتينات بشكل أسهل من ذي قبل، ما يفسح المجال للمزيد من التحوير والطفرات في جينات الفيروس.
الخطوة الثانية: تبادل للجينات بين فيروس اللقاح وفيروسات أخرى تتواجد في أمعاء الإنسان، ما جعل عملية تضاعفه أسهل بالاعتماد على جينات فيروسات تكيفت مع بيئة الأمعاء واعتادت على التضاعف هناك بسهولة.
الخطوة الثالثة: يمر الفيروس بطفرات جينية إضافية بعد ذلك، قد تجعل الفيروس فتاكاً وأشد حدة من ذي قبل ليأتي اللقاح بمفعول عكسي، ولكن هذه المرحلة مازالت غامضة بعض الشيء للباحثين ولا زالت قيد الدراسة.
ويأمل الباحثون بتطوير لقاح قد تم إخضاعه مسبقاً وفي بيئة مخبرية لجميع خطوات التحوير والتطور السابقة بشكل يجعل النسخة التي تدخل الأمعاء غير قابلة حصول المزيد من الطفرات، ومشابهة إلى حد كبير لنسخة الفيروس الأصلية، ما يقلل من قدرة الفيروس على تحوير نفسه في الأمعاء والالتزام ببنيته الجينية كما هي ليقوم بما يفترض به القيام به ألا وهو القضاء على المرض.
وهنالك حالياً نسختين من اللقاح، إحداها هي النسخة التي يستخدم فيها فيروس تم إضعافه، والأخرى هي نسخة يستخدم فيها فيروس ميت، ولكن الثانية أقل فاعلية في محاربة المرض وفرص توفيرها مناعة ضده أقل بكثير من تلك التي يوفرها اللقاح بنسخته الحية من الفيروس.
وممن مشاكل اللقاح الحي للفيروس، أنه بعد دخوله جسم الشخص الذي أعطي اللقاح، قد ينتشر عبر طرق التواصل المختلفة إلى أشخاص اخرين لم يأخذوا اللقاح، ومع أن هذا اللقاح يعتبر فعالاً في محاربة الفيروس إلا أنه لا يخلو من خطورة محتملة، فمثلاً في العشرة أعوام الماضية حتى عام 2015، تم تسجيل 750 حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال كان مصدرها لقاح حي فيما يسمى بحالات (Vaccine-derived poliovirus- VDPV).
ويقوم فيروس شلل الأطفال بقتل مئات الالاف من الأطفال سنوياً، إلا أن لقاح شلل الأطفال بنسخه الحالية تمكن إلى حد ما من السيطرة على المرض والحد من تبعاته القاتلة سنوياً، ويأمل الباحثون أن يمكنهم اللقاح الجديد الذي يعملون على تطويره على القضاء على الفيروس نهائياً وفي وقت قريب.