خالد كان مدرك تماماً

محرك , تماماً , خالد

خالد كان مدرك تماماً

سيدنا خالد كان مُدرِك تمامًا إنه لو انسحب بالجيش ليلًا واكتشفت الروم أمرهم هيطاردوهم ويلحقوهم بمنتهى السهولة ، فلجأ لخطة لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، قرر يكون الهجوم هو وسيلته للدفاع، بدأ بهجمات مُكثّفة فجرًا على جيش الروم..
هجمات صغيرة سريعة متتالية غير مقصودة لذاتها، الهدف منها كان إرباك الروم وإشعارهم بوصول مدد للمسلمين..
وعشان يعزز الإحساس ده ويأكده قرر يغيّر تنظيم جيشه، يبدّل مواقع الجنود، اللي في الميمنة يخلّيه في الميسرة، واللي في الميسرة يخلّيه في الميمنة، واللي في المُقدّمة يخلّيه في مؤخرة الجيش، واللي كان في المؤخرة يخليه في المُقدّمة..
أثناء التبديل، خلّى الجيش يفتعل أصوات عالية، أصوات لما الروم تسمعها تحس إن في مدد ضخم وصل للمسلمين، تحس إن عددهم أصبح مُضاعف بالمدد ده
وفي الصباح، لما الروم اصطفوا للقتال، كان كل جزء من جيشهم مستغرب وجوه ورايات الجزء المُقابل له ، فمثلًا: لما رأى جنود الميمنة من الروم جنود الميسرة من المسلمين كانوا بالنسبالهم وجوه جديدة وشخصيات أول مرة يشوفوها وألوان رايات مختلفة عن راية الميمنة، ساعتها تم تضليلهم بمنتهى النجاح، كل اللي فكروا فيه إن شكوكهم في محلّها، ده مدد حقيقي وضخم لدرجة إن الجيش تبدّل تمامًا، فين الجيش القديم؟ هل المدد كان كافي لدرجة عدم ظهور ولا فرد واحد مألوف بالنسبالنا من الجيش القديم؟ طيب عدد الجيش الحالي قد إيه ؟ طيب سياسة القتال وخطة القائد الجديد هتبقى مبنية على إيه؟
أسئلة كتيرة فرضت نفسها في عقول الروم أربكتهم، وتّرتهم، خلتهم يتخبّطوا
في الوقت ده فوجئوا بهجمات عنيفة من جيش المسلمين، كان سيدنا خالد أمر بعض الجنود بالانتظار خلف الجبال، على اتفاق إنهم - لما يشتد القتال- ينزلوا إلى أرض المعركة مُكبّرين بصوت عالي يُثير الرعب في قلوب الأعداء فتتأكد عندهم فكرة المدد.
يُقال إن سيدنا خالد اتّبع أسلوب من الأساليب الاحترافية الحديثة للانسحاب، وده كان شيء سابق لعصره جدًا، التكنيك قائم على حماية جناحي الجيش (الميمنة والميسرة) بالانسحاب، وتغطية انسحابهم من خلال الهجوم بقلب الجيش، فلما الجناحين يبقوا في أمان يبدأ قلب الجيش ينسحب في حماية الجناحان عن بُعد..
انسحاب المسلمين في الوقت ده من المعركة، في ظل ظن الروم بأن عددهم تضاعف، وبعد الأداء العظيم والهجمات العنيفة التي قاموا بها، كان كانسحاب المُنتصر في عز سيطرته على الوضع، خصوصًا إن الروم كانوا تخاذلوا عن الهجوم وعزيمتهم انخفضت جدًا بسبب الحرب النفسية التي وقعوا فيها، فلما شافوا المسلمين بينسحبوا تأكدوا أنها خطة لاستدراجهم للصحراء!
ولذلك تركوهم ولم يطاردوهم، فـ تمت بنجاح أعظم خطة انسحاب في التاريخ..

#غزوة_مؤتة
من كتاب #المرحلة_المدنية

ناطق العبيدي معجب بهذا

الموضوع الأصلي: خالد كان مدرك تماماً || الكاتب: نور || المصدر: منتديات غيمة عطر

منتديات غيمة عطر

---

ohg] ;hk l]v; jlhlhW lpv;

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته

مشاركه جيده ومفيده

وتفاعل طيب ...وتواجد جميل

بارك الله فيك

يسلم القلم و البنان ...
الله يعطيكم العافية على مجهوداتك ...
دام هذا التميز و الابداع ..
.. تسلم الايادي ...
باقة ورد ..
الامير سالم ..

نور معجب بهذا

دمت يا صاحبي بصحة طيبة ان شاء الله جميل ما عرضته علينا هنا....موضوع مفيد ومهم
لك شكري وسلامي الكبير لشخصك الكريم

نور معجب بهذا

طرح رائع بروعتك كلمات ابهرتنا وراقت لنا ابدعت وصل لقيمة كنت هنأ اتذوق الشهد شكراً لك على المجهود الطيب دمت ودام عطائك ومواضيعك رائعه شكرا جزيلا لك

ودمت بهذا التميز بطرحك لمواضيعك
ودمت بحفظ الرحمن ورعايته
تقبل مروري
مع خالص
تقديري
و
احترامي

كانت هنـــــــــــا نورس الحنين ـــــــــــــــأ

كنت هنا ارق لي مع طرحك تسلم الايادي دمت ودم عطائك ومواضيعك ووجودك هنا دائما في انتظار جديده لك تحياتي وتقديري واحترامي لسموك شكرا

بارك الله فيك على الطرح القيم المفيد جعلها الله في ميزان حسناتك وننتظر جديده بفارغ الصبر تحياتي