وقد حث الله عليها في كتابه الكريم أمرًا مباشرًا وغير مباشر بها، أو بما يدل عليها ونهيًا عمّا سواها وضدها؛ قال تعالى آمرًا بالاستقامة : " فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ "
وقد حث الله عليها في كتابه الكريم أمرًا مباشرًا وغير مباشر بها، أو بما يدل عليها ونهيًا عمّا سواها وضدها؛ قال تعالى آمرًا بالاستقامة : " فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ " [فصلت: 6] .
وقال في موضعين مادحًا المستقيمين، وهو خبر يفيد معنى الأمر أو في سياق الأمر، وهو أبلغ – قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا " [فصلت: 30] .
ثم مدحهم، وبيَّن ما أعده لهم من نعيم كما سيأتي .
وذكر في آيات كثيرة فلاح، وفوز، وصلاح، ونجاح المستقيم المصلح لنفسه، الحريص على تزكيتها، البعيد عن تدسيتها، وهي كثيرة في مواضع متعددة من القرآن الكريم؛ فمنها قوله تعالى : " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " [الشمس: 9، 10] .
وقوله : " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى " [الأعلى: 14] وقوله : " فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى " [الليل: 5]... إلى غير ذلك من الآيات .
ونهى عما يخالفها وهو ضدها من الشرك، والبدع، والمعاصي، والروغان عن العبادة كما هو روغان الثعالب ! والآيات في ذلك كثيرة معلومة أيضًا .
بل ويأمر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالاستقامة في أكثر من موضع، فيقول : " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ " [هود: 112] ولأهميتها وخطورتها وعظم أمرها تكون أشد آية على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد عن ابن عباس – رضي الله عنهما:«ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية كانت أشد ولا أشق عليه من هذه الآية» (شرح صحيح مسلم للنووي وانظر: روح البيان للألوسي والقرطبى) .
بل تكون سببًا لشيبه صلى الله عليه وسلم حيث قال : «شيّبتني هود وأخواتها قبل المشيب» وفي رواية : «وأخواتها من المفصّل» وفي رواية : «هود، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشمس كورت» حديث صحيح (انظر: روايات الحديث وطرقه في السلسلة الصحيحة) .
مماقرأت