منتديات غيمة عطر

منتديات غيمة عطر (https://www.g-3e6r.com/vb/index.php)
-   اسلاميات عطر (https://www.g-3e6r.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   كيف يُحشَر العباد في ذلك اليوم؟ (https://www.g-3e6r.com/vb/showthread.php?t=7155)

سمارا 01-09-2018 09:52 PM

كيف يُحشَر العباد في ذلك اليوم؟
 
كيف يُحشَر العباد في ذلك اليوم؟


لقد سألت عن أمر عظيم، وموقف رهيب عصيب، فيا له من موقف، ويا لها من حال..

يُحشر الناس عُراة؛ لا لباس عليهم كما ولدتهم أمهاتهم، وحُفاة؛ لا نعال عليهم، وغرلا؛ غير مختونين.

دل على ذلك: حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً، عُرَاةً، غُرْلًا" قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ: "يَا عَائِشَةُ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ"[1].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ ï´؟ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ï´¾، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ "[2].

ودلَّ حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الناس يُحشَرون عُراة، وأن أول من يُكسى إبراهيم - عليه السلام -، واُختُلِف في الحِكمة من ذلك:
قال ابن حجر رحمه الله: " قيل: الحكمة في كون إبراهيم أول من يكسى: أنه جُرِّد حين ألقي في النار، وقيل: لأنه أول من استنّ التستر بالسراويل، وقيل: إنه لم يكن في الأرض أخوف لله منه، فجعلت له الكسوة أمانًا له؛ ليطمئن قلبه، وهذا اختيار الحليسي، والأول اختيار القرطبي"[3].

فأول من يُكسى إبراهيم - عليه السلام -، ثم يُكسى الناس بعد ذلك، فالصالحون يُكْسَون ثيابا كريمة تناسب حالهم، والطالحون يسربلون بسرابيل القطران، ودروع الجَرَب، ونحوها من الملابس التي تناسب حالهم.

ففي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - قال: " النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعٌ مِنْ جَرَب"[4].

إشكال: تقدَّم أن الناس يُحشرون حُفاة، عُراة، غُرلا، وجاء في بعض النصوص أن كل إنسان يُبعث في ثيابه التي مات فيها، وهذا يتعارض مع ما سبق، فقد روى أبو داود، وابن حبان، والحاكم، عن أبي سعيد الخدْري رضي الله عنه:" أنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إنَّ المَيِّتَ يُبْعَثُ في ثِيَابِهِ التي يَمُوتُ فيهَا"[5].

ولقد جمع البيهقي رحمه الله بثلاثة أوجه بيْن هذا التعارض:
الأول: أن ثيابهم تَبْلَى بعد قيامهم من قبورهم، فإذا قدموا الموقف يكونون عُراة، ثم يلبسون من ثياب الجنَّة.

الثاني: أنهم يكونون عُراة، ثم يكسى الأنبياء، ثم الصِّديقون، ثم الناس على حسب مراتبهم، فتكون كسوة كل إنسان من جنس ما يموت فيه، ثم إذا دخلوا الجنَّة لبسوا من ثياب الجنة.

الثالث: أن يكونون عُراة، وأمَّا الثياب الواردة في حديث أبي سعيد رضي الله عنه فالمراد بها الأعمال، أي: يبعث في أعماله التي مات فيها من خير أو شر، قال الله تعالى: ï´؟ وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْر ï´¾ [الأعراف: 26]، وقال: ï´؟ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ï´¾ [المدثر: 4]، أي: طهر أعمالك من الشرك، ونحوه، وهذا فيه دلالة على أنَّ الأعمال تسمَّى: ثيابًا.

ويشهد لذلك أيضا: حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول:
" إِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا، أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ"[6]، وهذا فيه دلالة على أنهم يبعثون بأعمالهم التي هي ثيابهم بناء على هذا الجمع، واستدل بأدلة أخرى[7].

وبما أننا ذكرنا حال الأبدان في ذلك اليوم، فإنَّ من المناسب أن نذكر أوصاف الناس عمومًا في ذلك اليوم الرهيب؛ فتـأمل:
الأبدان: حُفاة، عُراة، غرلا، وتقدَّم بيان ذلك.

الوجوه: قال تعالى: ï´؟ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ï´¾ [طه:111]، أي: ذلَّت، وخضعت.

الأبصار: قال تعالى: ï´؟ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ï´¾ [القمر: 7]، وقال تعالى: ï´؟ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ï´¾ [القيامة: 7]، أي: اضطربت أبصارهم، وخافت من الهول.

القلوب: قال تعالى: ï´؟ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ï´¾ [النازعات:8]، أي: اضطربت، وصارت سريعة الخفقان.

تُنْسَى الأنساب: ï´؟ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ï´¾ [المؤمنون:101].

يجثون على الركب: ï´؟ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ï´¾ [الجاثية:28].

لا يخفى شيء من أمرهم على الله تعالى: ï´؟ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ï´¾ [الحاقة:18]، فالخفايا، والسرائر تظهر في ذلك اليوم، قال تعالى: ï´؟ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ï´¾ [الطارق: 9].

يُعرَضون صفًّا أمام الله تعالى: ï´؟ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا ï´¾ [الكهف:48].

لا يتكلمون: ï´؟ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ï´¾ [طه: 108]، وقال تعالى: ï´؟ هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ ï´¾ [المرسلات:35].

فإن قيل: كيف نجمع بين كونهم لا يتكلَّمون، وبين الآيات التي تدلّ على أنهم يتكلمون، كقوله تعالى: ï´؟ يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ï´¾ [القيامة:10]؟

الجواب من وجهين:
الأول: أنَّ يوم القيامة يوم طويل، ففي موقف منه يتكلمون، وفي موقف آخر يصمتون.

الثاني: أنَّ الأصل أنهم لا يتكلمون إلا لمن أذن له الرحمن - جل وعلا - أن يتكلم، قال تعالى: ï´؟ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ï´¾ [النبأ: 38].

الناس في ذهول، وخوف، وهلع، كل منشغل بنفسه: فيفر الإنسان عن أقرب الناس إليه، قال تعالى: ï´؟ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ï´¾ [ النازعات:34- 36]، بل من شدَّته تذهل المرضع عن رضيعها، والحامل عن جنينها فيما لو قُدِّر أن هناك حمل وإرضاع، قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ï´¾، وإذا كان الولدان الصغار تشيب عوارضهم من الخوف، والهلع، وهم لم يرتكبوا جرمًا، فما بالك بغيرهم من الناس؟! قال تعالى: ï´؟ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ï´¾ [المزمل:17]، وهناك أوصاف أخرى لهذا اليوم، لكن الكلام هنا عن حال الناس عموما، وسيأتي مزيد بيان - بإذن الله تعالى - في [فصل: أحوال الناس يوم القيامة]، فهناك أوصاف خاصة سيأتي ذكرها، والله المستعان.

وإذا احُشر الناس، كان في ذلك الجمع، هَمٌّ، وغَمٌّ، وكرب، ودنو للشمس من الناس مقدار ميل، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث سليم بن عامر عن المقداد رضي الله عنهم مرفوعًا: " تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ" قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ: فَوَ اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ؛ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ؟ أَمْ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ؟"[8].






[1] رواه البخاري برقم (6527)، رواه مسلم برقم (2859).

[2] رواه البخاري برقم (3349)، رواه مسلم برقم (2860). "حُفاة": أي غير منتعلين، "عُراة": أي ليس عليهم أثواب كما ولدتهم أمهاتهم، "غرلاً": أي غير مختونين.

[3] انظر: الفتح المجلد (11) كتاب الرقاق، باب الحشر.

[4] رواه مسلم برقم (934).

[5] رواه أبو داود برقم (3114)، رواه ابن حبان (16/307)، رواه الحاكم (1/490)، وانظر: السلسلة الصحيحة للألباني (4/234) حديث (1671).

[6] رواه البخاري برقم (7108)، رواه مسلم برقم (2879).

[7] انظر: النهاية لابن كثير (1/288).

[8] رواه مسلم برقم (2864).



آلكآدي ♪ 02-09-2018 09:43 AM

فيضَ مَنَ الجَمــالْ
سكبتهْ تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ
طًرّحٌ مٌخملَي .., كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـ العآفية ..
ولـآحرَمنآ منَكـ بإنتظَآرَ جَديِدكًـم بشغف

سمو الروح 02-09-2018 11:51 AM

جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
واثابك الله الجنه ان شاء الله
على ماقدمتي ..

http://www.sham-alro7.com/vb/images/.../923684042.gif

اسير الاحزان 02-09-2018 10:13 PM

جزاك الله الف خير
وجعله فى ميزان حسناتك

سمارا 04-09-2018 07:40 PM


عشق الروح
ألف شكر على مرورك العطر
حضورك نورني وزادني شرف
دمت بكل خير

سمارا 04-09-2018 07:40 PM


سمو الروح
ألف شكر على مرورك العطر
حضورك نورني وزادني شرف
دمت بكل خير

سمارا 04-09-2018 07:41 PM


أسير الأحزان
ألف شكر على مرورك العطر
حضورك نورني وزادني شرف
دمت بكل خير

عاشق الغاليه 04-07-2021 12:10 PM

يعطيك ربى الف عاااافيه على الطرح المفيد
جعله الله فى ميزان حسناتك يوم القيامه
وشفيع لك يوم الحساب .........
شرفنى المرور فى متصفحك العطر
دمت بحفظ الرحمن


الساعة الآن 01:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.